اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > ديكنز.. حياة منضبطة و إسراف في الخيال

ديكنز.. حياة منضبطة و إسراف في الخيال

نشر في: 30 مارس, 2010: 05:01 م

الكتاب: تشارلس ديكنزتأليف: مايكل سليترترجمة: عادل العاملاستفسر صديق أميركي من تشارلس ديكنز ذات يوم على العشاء عن أعمال خياله تلك. من أين تأتي تلك الشخصيات  المدهشة، يا تُرى؟  " أي غموض لا يُسبر غوره في ذلك كله "! رد عليه مبدع نيل الصغير، و أوليفر تويست، إبينزير سكروج، و يوريا هيب، و بيب، وبيكويك و آخرين.
 و استأنف ديكنز يقول رافعاً كأسه: " افترض أنني أخترتُ أن أدعو هذا شخصيةً، تخيَّله رجلاً، هَبه خاصياتٍ معينة؛ و سرعان ما نجد أنسجة غشائية رائعة من الفكر، و هي تأتي من كل اتجاه، تدور و تنسج حوله، إلى أن يتخذ شكلاً و جمالاً، و يُصبح موهبةً ذات حياة ".و لقد تأمل الدارسون هذا الغموض mystery لأكثر من قرنٍ من الزمن. و يبدأ مايكل سليتَر سيرة حياة الكاتب بحدثين أساسيين في طفولة ديكنز: سجن أبيه بسبب دَين و تجربة الطفل في عملٍ مُذلّ في معمل طلاء الأحذية. و أكثر من 600 صفحة لاحقة حتى ديكنز المتقدم في السن، الغني آنذاك، و المشهور و المبجَّل على نطاقٍ واسع، حيث نجده يجالس الملكة، و هو يؤانسها بحديثه الظريف حول الخدم و " كلفة لحم و خبز القصابين ".و ما بين هذين الزمنين هناك مقدار هائل من العمل الشاق. فمن الوقت الذي نشر فيه أول قصة له في عام 1833 حتى وفاته في عام 1870، ظل ديكنز منشغلاً بشكلٍ محموم، ليس فقط بكتابته بل و أيضاً بيوميات اجتماعية متراكمة و التزامات مرهقة بأمورٍ خيرية، و قضايا و حملات. و كان ديكنز منضبطاً بشكلٍ لا يرحم، و متعدد المواهب و كثير الانتاج. و الانتباه الذي يوليه  سلَيتر إلى كتابات ديكنز غير المعروفة كثيراً عنه ــ القصص القصيرة، الصحافة، المقالات ــ هو أحد الأمور التي تميّز سيرة الحياة الممتازة التي كتبها. و قد كانت حياة عائلة ديكنز مشحونة عاطفياً كأي شيء في أدبه القصصي. فزواجه لم يستمر بعد تقدمه، في عام 1857، إلى إيلين تيرنان، و هي ممثلة. و كان عمره 45 عاماً، بينما كان عمرها هي 18. و يبقى من غير الواضح تماماً أي نوع من العلاقة العاطفية قد باشراه عندئذٍ، لكن ديكنز كان في حالة خبل بما يكفي لإبعاد زوجته ذات الـ 22 عاماً من الحياة الزوجية، كاثرين، التي أنجبت له عشرة أطفال. و قد تحدث عنها باعتبارها " صفحة في حياتي " التي كانت قد صارت فارغةً كلّياً. و في غضون ذلك راح يضع إيلين في أعشاش الحب في إنكلترا و فرنسا، حيث كان يزورها قدر ما يستطيع. و بعد أن بذل جهده لتحقيق وضعٍ من الجدارة بالاحترام على نحوٍ شهم، لم يكن الطلاق و لا العلاقة الغرامية الصريحة خياراً لديه. و في نهاية الأمر يمكن أن يكون حب حياته العظيم قد أصبح ذلك الذي يتقاسمه مع قرائه المعجبين.و من المحتمل أن يكون سليتَر، و هو بروفيسور الأدب الفكتوري في كلية بيركبيك بلندن، قد نسيَ عن ديكنز أكثر مما سيعرفه معظم الناس أبداً. و لا بد لتحدي ضغط حياةٍ غنية و جيدة التوثيق كهذه ضمن مجلد واحد أن يكون أمراً هائلاً. و يبرز هنا أمران. إنه جيد في ربط علاقة أحداث في حياة ديكنز بكتبه. و هذا أمر مفيد بوجهٍ خاص في مناقشته " ديفيد كوبرفيلد "، أكثر روايات ديكنز علاقةً بسيرته الذاتية (و " طفله المفضل "). و هو جيد أيضاً في إنشاء الأعمال الرئيسة. فهو يعيد إنتاج نتفٍ من " mems “ ديكنز، الملاحظات المصقولة التي استخدمها ليحافظ على مسار مجموعاته الكبيرة من الشخصيات و محاور الروايات المتعددة. " يجب إبقاء حب إيستر تحت النظر، لجعل المحاكمة القادمة أعظم و النصر أكثر جدارةً "؛ " جو؟ أجل. اقتله ". و إن كون مثل هذه العبارات السريعة كل ما يحتاجه ديكنز للاحتفاظ بالكتلة المتشابكة لـ " “Bleak House متسلسلة في رأسه هو أمر مثير للدهشة. مع هذا فإن الأكثر إثارة للدهشة هو حقيقة أنه مع بعض رواياته اللاحقة، مثل " توقعات عظيمة "، كان يرى الحبكة على نحوٍ واضح من البداية إلى حد أن لم يزعج نفسه بملاحظات من أي نوع. لقد كتب السيد سليتَر سيرة حياة فاتنة و جديرة بالاعتماد. و ربما كان قد عمل ما هو أكثر للتمكن من التعبير عن البؤس المطلق لعالم ديكنز القصصي. و يمكن القول إن الحياة توصف بطريقة خبيرة. لكن الغموض الأساسي لما أشعل ذلك الخيال الفريد و المعطاء يبقى، كما قال ديكنز لصديقه الأميركي، أمراً لا يُسبر غوره. عن / The Economist

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

موظفو التصنيع الحربي يتظاهرون للمطالبة بقطع أراض "معطلة" منذ 15 عاماً

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

مقالات ذات صلة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و
غير مصنف

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

متابعة / المدىأكد الفنان السوري علي كريم، بأن انتقاداته لأداء باسم ياخور ومحمد حداقي ومحمد الأحمد، في مسلسلي ضيعة ضايعة والخربة، لا تنال من مكانتهم الإبداعية.  وقال كريم خلال لقاء مع رابعة الزيات في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram