الكتاب: بولتيزر: حياة في السياسة، الطباعة والسلطةتأليف: جيمس ماغراث موريسترجمة: ابتسام عبد اللهيرى المؤلف جيمس موريس توازناً مابين عصر الإعلام المزخرف لجوزيف بوليترز وإعلامنا اليوم، مشيراً الى مرحلة مابين 1847- 1911، عندما بدأ في تحديد وتشكيل" الصحف الصفر"، وبدأ القراء يتحسرون على نهاية الصحافة التي كانوا يعرفونها.
ان السيرة المهمة التي قدمها موريس لحياة بوليتزر، هي الأولى التي تأتي بعد تلك قدمها و.أ. سنوبيرسغ عام 1967 عن الحياة الغريبة لرجل ولد في عائلة يهودية هنغارية وأعاد اكتشاف نفسه في الولايات المتحدة الأمريكية. وموريس الذي بدأ الاهتمام بكتابة حياة بوليتزر منذ عام1984، يتذكر ذلك اليوم الذي التقى فيه بنيكولس بيكر الذي كان يبحث بدوره في أرشيف بوليتزر، وأبدى استعداده للتعاون معه.وكان بيكر قد عثر على مجموعة من أعداد الصحف التي كان قد اصدرها بوليتزر من،"عالم نيويورك". في المتحف البريطاني، الذي كان يريد التخلص منها.وفي الحقيقة ان صحيفة،"عالم نيويورك"، قد نشرت في حينها مقالات مثيرة عن المافيا، وعن مارك توين وروزفلت. وعلى الرغم من ان بيكر، احتفظ بمجموعة من تلك الأعداد القديمة لنفسه، فإن جيمس موريس، حصل على قسم منها لتكون أساساً لبحثه عن الصحافة الأمريكية في تلك المرحلة الزمنية. وهو بالإضافة الى ذلك، تمكن من الحصول على مذكرات شقيق جوزيف بوليتزر ومنافسه، ألبرت، الذي كان ايضاً رئيس تحرير صحيفة يمتلكها بعنوان،"نيويورك جورنال"، وكان ألبرت من الذكاء ما دفعه الى بيع صحيفته الى صحفي جديد، لم ينبت ريشه بعد وهو وليام راندولف هيرست، الذي غدا منافساً قوياً لجوزيف بوليتزر. وكما هو معروف ان وليام راندولف هيرست، هو الشخصية التي استوحى منها اورسون ويلز بطل فيلمه الشهير،" المواطن كين". كان الصحفيان البارزان بوليتزر وهيرست يمثلان الصحافة الأمريكية في مرحلتها الزمنية. وقد بدأ بوليتزر بتجربة صحيفته المثيرة بموضوعاتها في الأقاليم، قبل طباعتها في نيويورك ليصدم القراء بها. ولكن موريس لم يتراجع عن إعجابه ببوليتزر وأسلوبه من خلال البحث عن أرشيفه، متمسكاً برغبته في تقديم صورة ذلك الرجل، الناشر وصاحب الصحيفة، الذي يعرفه الناس فقط عن طريق الجائزة الأدبية التي تحمل اسمه. وكان بوليتزر يمتلك من الذكاء والمقدرة ما جعله يتجنب أعوام الكساد الاقتصادي الذي حل بالاقتصاد الأمريكي وصناعته في القرن التاسع عشر. وقد استعار، كما يقول المؤلف، شيئاً من ذكاء ديكنز، وشيئاً من عمل الإعلانات، وأشياء من حب الأمريكيين للمشاهد غير الاعتيادية. وقد جمع تلك العناصر الى بعضها البعض في صحيفته،" نيويورك"، بشكل جديد للصحافة مقدماً المتعة والمعلومات الثقافية بشكل أسرع للقراء عامة، وخاصة للمهاجرين الذين كانوا يتدفقون الى بروكلين ومنهاتن من أنحاء أوروبا كافة. وكان بوليتزر يعرف ان السوق في حاجة الى القراءة. ولذلك عكس مايدور في تلك الأحياء المغلقة ورغباتهم وأسلوب حياتهم في صحيفته، مع تعاطف كبير معهم. ان سيرة حياة جوزيف بوليتزر ليست نظيفة جداً. والكتاب لا يقدمه على تلك الصورة، بل بشكل حقيقي مع نقائصه. وبطبيعة الحال ان بوليتزر، جمع ثروة وأصبح في عداد أصحاب الملايين، من تلك النقود القليلة التي جناها من القراء، وقد انهى حياته مدافعاً عن القانون والنظام ضد العمال المضربين عن العمل، مناصراً جون روكفللر، مؤيداً الغزو الأمريكي لكوبا عام 1898. وعندما كادت الحرب ان تنشب بين فنزويلا وانكلترا، طالب باتباع الوسائل الدبلوماسية قائلاً،" ان القلم أعظم من السيف." وقد آمن بوليتزر بقوة وسلطة الإعلام، وأراد ان يجذب القراء من الصفحة الأولى الى الافتتاحية. وقد آمن ان أسلوب السخرية والتهكم هو أفضل من المقالات ثقيلة الأسلوب. ولو كان قد عاش حتى اليوم، لكان له نصيب كبير في مواقع شبكة الانترنت. عن/ لوس أنجلس تايمز
حياة بوليتزر الغريبة
نشر في: 30 مارس, 2010: 05:06 م