TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > اللحظة العراقية المفارقة.. عنف الصورة.. عنف الفكرة

اللحظة العراقية المفارقة.. عنف الصورة.. عنف الفكرة

نشر في: 30 مارس, 2010: 05:12 م

علي حسن الفوازالعالم يتعولم من رأسه الى أخمص قدميه! هذا ليس توصيفا للبداهات، بقدر ما أصبح حقيقة عميقة الأثر في وجودنا، وفاعلة التأثير على اغلب صناعاتنا المجاورة في الاجتماع والثقافة والسياسة والأزياء وغيرها! وتحت يافطة هذا التعولم الإجباري والضروري أحياناً يمارس العقل الثقافي لعبته في المفارقة والاختلاف، فهو اذ يتمنع تحت ضغط اللاوعي العالق بالشخصية النكوصية،
 يتسلل من زاوية اخرى للتماهي والتلذذ بكل ما تنتجه المؤسسة المتعولمة من صور ومشاهد واشباعات حسية وفكرية وايروتيكية وغيرها.واحسب ان العقل الثقافي بات عقلا صوريا، أي يؤسس اشتغاله في الإنتاج الدلالي والاشاري على معادل الصورة، بكل ما تعنيه هذه الصورة من إزاحات قابلة للتفاعل والتغاير وإعادة التشكيل المضلل للفكرة والسلوك والمنظور، وبهذا تكون الإعلاميات(الهشة) هي الأكثر عرضة لخطر التهديد والتعرية، لأنها تعيش لعبة التضخم الإيهامي(تضخم الرموز الاجتماعية والدينية، الرؤساء، أصحاب الفتاوى) وتعيش ازدواجية اللغة والصورة، وازدواجية الثبات والمحو، مثلما تعيش أيضاً الأزمات الضاغطة للثقافات اليقينية الخالصة القرابة خاصة في التحريم والتكفير.  لذا تبدو لعبة المواجهة من الخطورة بمكان ما يشبه مواجهة أعداء من كوكب آخر، يقف إزاءهم  بين مزدوجي المواجهة او الهروب، ولا اعتقد ان مفهوم الهروب هو الأصلح في لعبة التعولم الإجباري، إذ سأقترح مفهوم الحوار، وتبادل المنافع الثقافية بما فيها المنافع الصورية..من هنا ندرك ان صناعة الصورة في عقلنا الثقافي والإعلامي بشكل أدق تتبدى عبر مجموعة من العوامل التي ينبغي إدراكها والتعاطي مع إشكالاتها، باعتبارها أصبحت مصادر مهمة في تشكيل اطر العلاقات بين الثقافات والأمم، وفي إعادة تصميم المصالح الدولية(العلنية والسرية) خاصة مع قوى غامضة مازالت تنظر إلى الصورة بفقه التحريم، خاصة الصورة منتجة البهجة، وبنوع من التلذذ المريب للصورة المنتجة للتكفير ومنها صور(ذبح الخصوم) او التهديد بالعنف الفكري والفقهي وتحت يافطات الثقافة اليقينية التي تقرأ باجتزاء..• سلطة الصورة/سلطة الأثر لا احد ينكر سلطة الصورة في صناعتنا الثقافية الاعلامية والادبية، لأنها تتحول إلى اثر، والى مقدس أحياناً، ولا أحد يتجاوز أيضاً نسقها التوصيلي الذي بات يختصر الكثير من السرود الطويلة..لكن هذه الصورة تبقى حيادية كما تقول الأدبيات الإعلامية خارج آليات استخدامها وتوظيفها في سياق يجعلها جزءا من لعبة تتجاوز الرسالة الاعلامية والادبية باتجاه سياق اخر ينتمي الى (العاب)قهرية  وغوايات سياسية وايديولوجية تدخل ضمن حسابات  هذه الأجندة او تلك.في اعلامنا العراقي المرئي اخذت هذه الصورة تمارس سلطة نسقها بنوع من استدعاء الرعب البصري ليكون نوعا من الاستعراض الغريب والساذج أحياناً للعنف والقوة، فهي صورة تعمد للتوصيل المباشر ولصنع رسالة او رأي عام او خاص إلى جمهور مستهدف عبر تسطيح الرسالة او التهديد من خلالها، وربما التحريض على استعادة زمن نفسي معين!! لكن ان تكون هذه الصناعة منتقاة بدقة وبحرفنة ليست مهنية خاصة في بعض تلك الوسائل الإعلامية الفضائية التي تضخ علينا آلاف الصور الثابتة والمتحركة يوميا، والتي تبدو مصممة طبعا لغايات معينة و محملّة بشفرات أخرى، فان هذا الأمر يحتاج بالضرورة الى عمليات فحص معمقة والى قراءة أكثر عمقا، ليس بفرض الرقابة او اعادة انتاجها، بقدر ما هو العمل على ضرورة التعاطي مع  قيم مهنية يمكن ان تحدد المسؤوليات والحقوق، وان لا تكون جزءا من لعبة الدروب السرية او المؤامرات الصغيرة. في العديد من القنوات العراقية خاصة قنوات المهجر! نجد هذه الظاهرة شاخصة للعيان، والتي تمشي جريا على بعض ما تتداوله قنوات أخرى لها أجندات معينة، والتي لا همّ لها سوى اثارة وتهييج رأي معين ينشغل بالنعرات والصراعات والإصرار على التعاطي مع فكرة الصورة الجاهزة، تلك الفكرة التي تقول ان العراق يعيش عدما سياسيا، وانه  يعيش قرونه الوسطى، وان الحرب مازالت قائمة في كل شارع عراقي.صناعة هذه الصورة هي صناعة وعي مرعب، ووعي مرعوب بالمقابل، لكنها بالمقابل صناعة طرد منهجي، وتعويض سايكوباثي لقوى معينة تجد ان الصورة هي الصناعة المثالية التي تهدد الوعي الهش، الوعي المسكون بالتوصيف اللغوي، ومن طرف اخر هناك قوة كونية متعولمة هي المسؤولة أساساً عن صناعة فضاء الصورة، او هي الموشور الذي تنعكس من خلاله الصورة يمارس في الآن نفسه دور صنع الممرات السرية لتسرّب الصورة القهرية، التي تصنع وعي الخوف والرعب والإحساس بالعدم. الهؤلاء والهؤلاء يتفقون على صناعة رسالة اعلامية غير اخلاقية وغير مهنية، جلّ  ما تبغيه هو الاصرار على تشويه حالة بعينها، مثلما نشاهد صورا كثيرة تنقل عن أحداث معينة في دول عديدة، وليس بعيدة عن الحالة العراقية وتحولاتها وحتى تداعياتها،  اذ تبدو صناعة الصورة وكأنها جزء من صناعة الموقف المضاد، الإكراهي، ناهيك عن  التعتيم على الكثير من الحقائق، او القصدية في نقل صور معينة، خاصة تلك التي تعكس مشكلات قد تكون موجودة وفيها الكثير من الواقعية، لكنها  مضخمة بشكل غرائبي، فضلا عن كونها&a

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram