اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > الملاحق > لايمكن مسامحة من يرتكب مجزرة

لايمكن مسامحة من يرتكب مجزرة

نشر في: 30 مارس, 2010: 05:16 م

ترجمة: المدى قبل خمسة أعوام إن جاءت الأخبار عن سيدتين تفجران نفسيهما في موسكو وعددا لضحايا يربو على الـ38 شخصاً بريئاً، فأنها كانت ستتركنا مخدرين فاقدي الاحساس وليس مصدومين وشاعرين باليأس فقط. لقد أصبحنا معتادين على هذه الأخبار اليوم، ولكن بعد مضي نصف عقد من الزمن دون مثل هذا العمل الوحشي، كان كل واحد منا قد تمنى انقضاء عهد القسوة المتناهية.
لقد حدد المسؤولون الروس بسرعة المصدر الذي ساعد المرأتين على ارتكاب هذا العمل، مستخدمين تعبير،" بمساعدة قوى خارجية". وهذا التعبير يكاد ينطبق على كل من هو،" عدو روسيا". الـCIA، الـm16 (الاستخبارات البريطانية)، القاعدة وغير ذلك. وقد أعلن المسؤولون ان المتمردين الروس المبعثرين، لا يمكنهم القيام بمثل هذا العمل ولا يمتلكون القوة التي تسيطر عليه ولكن هذه الجريمة، هي في الحقيقة ارخص الجرائم. وكل ما يحتاجه المرء لقتل العشرات في، مترو موسكو، هو ان تعرف كيف، وكمية من المتفجرات والأسلاك وأشخاص يقومون بالتفجير – وهذه الأمور متوفرة بكثرة في شمال القفقاز، المصدر المؤكد تقريباً للهجوم- وايضاً النساء.ان الوضع المأساوي لحرب الشيشان، والوحشية التي مورست من قبل الطرفين قد غير الشيشان من الغنى الى حالة الركود. وكل ما حدث قد خلف وراءه الضحايا.اما على الجانب الروسي فهناك اعداد من جنود سابقين أعيدوا الى أماكنهم مع دعم مالي يسير وذكريات مليئة بالموت. وعلى الجانب الشيشاني، هناك الشباب المبعثرون الخائفون ونسوة شابات تعرضن للأغتصاب وفي الغالب من الأرامل.وفي موجة اخرى من التفجيرات الانتحارية، فجرت إمرأتان نفسيها في حفل لموسيقى الروك- عام 2003 ، وكانتا ارسلتا من الشيشان مع احد المرافقات وهي زاريما خوييفا. وبعد أربعة أيام من قتل 15 شخصاً إثر الانفجار، أرسلت زاريما لتنفيذ عملية انتحارية اخرى، لكنها فقدت أعصابها وسلمت نفسها للسلطة، لتصبح الشاهدة الوحيدة التي تحدثت عن عمق يأس نساء الشيشان واللواتي يدفعن الى ارتكاب تلك الأفعال.وقد تحدثت زاريما بعد اعتقالها كيف زاريما بعد اعتقالها كيف ان شامل بازاييف، أفظع لوردات الحرب حتى وفاته عام 2006 ، جند النساء للحرب. والتي فجرت قاعة الموسيقى كانت ارملة واخرى ارغمت على مرافقة زوجها، أما هي فقد فقدت زوجها، وأخذ طفلها منها، ومحاولتها استرداد طفلها فشلت ووصمت بتلك الجريمة، ثم لتصبح انتحارية. ومن الأمور المستحيلة على المرء عدم إدانة شخص يقرر إرتكاب مجزرة، مهما تكن الظروف.وفي محاكمة نور باشي كولاييف، الذي حكم عليه بالسجن مدى الحياة، وهو الناجي الوحيد من تلك المجموعة الارهابية التي استولت على مدرسة في بيسلان عام 2004 ، سئل عن كيفية معرفته بالمسائل العسكرية، فأجاب،" لقد تعلمت ذلك منكم، بعد عشر سنوات من الحرب." وفي عام، عندما قرر القائد الشيشاني عام 1991. اعلان الاستقلال، لم يكن بد من نشوب الحرب. اما الصراع الآخر الذي دار في القفقاس- ومنها جيورجيا، أذربيجان وارمينيا- فكان بين جيوش وبين رجال مسلحين بالبنادق.كل حادثة لها رد فعل وكل رد فعل حفز على حادثة ما، حتى تقطعت  الروابط الإنسانية كافة. وشهد عام 1995، اول نموذج لذلك، عندما استولى بازاييف ورجاله على مستشفى طالباً إنهاء حالة الحرب، وبعد وفاة بازاييف، استنكر الشيشانيون تلك الأعمال وفلسفة إحباط الذات. وما علينا اليوم الا الأمل في ان تقوم السلطات الروسية بإنهاء دورة الثواب والعقاب، فإن دارت مرة اخرى، فلا يمكن إثرها إنهاء العنف.عن/ الغارديان

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة
الملاحق

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة

  دمشق / BBCبعد أيام من سقوط القذائف السورية عبر الحدود إلى تركيا، ما يزال التوتر وأعمال القتل، تتصاعد على جانبي الحدود، في وقت أعلن فيه مقاتلو المعارضة قرب السيطرة على معسكر للجيش النظامي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram