TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > خارج الحدود :قمة سرت

خارج الحدود :قمة سرت

نشر في: 30 مارس, 2010: 06:10 م

حازم مبيضين مع أن الجميع توقع بعضاً من " نهفات القذافي " التي عودنا عليها في القمم السابقة، فانه وهو يرأس قمة سرت قال شيئاً حقيقياً جداً وهو أن الشعوب العربية قد شبعت من الكلام، لكن ذلك في واقع الامر لم يكن أكثر من كلام أيضاً، لان القذافي يعرف أن القمم من مفرزات النظام العربي الذي ترهل ولم يعد معنياً بالعطاء، وهو يستند أنظمة فردية لا محل لشعوبها في سلطة اتخاذ القرار،
 ويندر أن تلمح الديمقراطية فيها، ويعني ذلك ضرورة مراجعة حتى لغة القمم للتخلص من الجمل الانشائية التي تتكرر منذ حوالي الربع قرن، دون أن تعني شيئاً. مؤسف أن تساهم كل قمة جديدة بتعظيم حال اليأس عند الشعوب  وتدفع بالمواطن إلى الشعور بالتفاهة الشخصية مع فقدان الاحساس بالهوية الوطنية والانتماء القومي، وتدفع به الى مستنقع اليأس من قدرته، أو تدفعه إلى أقصى حالات التطرف الأصولي. وقمة سرت التي تميزت فقط باضافتها لقباً جديداً للعقيد القذافي، وصفها المشاركون بها بأنها كانت ناجحة، متجاهلين واقع أمتهم التي تتمزق يومياً وتتشظى كياناتها، ومتجاهلين أن غياب أهم زعماء المنطقة أفقد القمة القدرة حتى على اتخاذ قرارات شكلية، وترك القرار العملي في يد واشنطن وإسرائيل، التي ظلت تمارس سياسات التهويد في القدس والاذلال في كل الاراضي المحتلة.دعوة أمين عام الجامعة عمرو موسى، إلى إنشاء رابطة لمنطقة الجوار العربي لم تتمكن من أن تلحظ حجم تدخلات هذا الجوار في منطقتنا ابتداءً بالدور الايراني في العراق ولبنان ومروراً بالدور التركي في العراق ونشاطه في ملف المصالحة السورية الاسرائيلية، وحتى تأثيراته الاجتماعية من خلال مسلسلاته التلفزيونية التي تسيطر على الشاشات العربية، وصولاً إلى الخطبة العصماء لأردوغان، التي فاقت كل ما قيل عن القدس، وهو ما يؤكد الرغبة العربية في دور تركي نشط لمعادلة الدور الايراني المندفع بجموح، وهو ما سيرضي العالم الغربي حتماً لأنه يرى في تدخلها عنصراً فاعلاً في بناء متطلبات الاستقرار والسلم في المنطقة بما يلبي حاجات المجتمع الدولي ومصالحه.  أجمل ما في هذه القمة أنها لم تكن أكثر من خبر ثانوي، وأن الاهتمام بها لم يتجاوزالإعلام الرسمي للدول  التي شارك قادتها فيها، وهو إعلام معروف أنه لايتمتع بالصدقية ولا بثقة من يتابعه، هذا إن كان له متابعون، وفي حقيقة الامر انه لم يكن منتظراً منها أن تقدم أكثر مما قدمت، لأنه معروف غياب القدرة العربية على التأثير في مجرى الأحداث، ولان الزعماء يعرفون أن قضايانا بعيدة عن متناول تأثيرهم، وهم إن كانوا يبدون اهتماماً إعلاميا بائساً بما يجري في فلسطين والعراق، فانهم يغمضون أعينهم عن مجريات الاحداث المتفجرة في السودان واليمن والصومال وربما كانوا أكثر اهتماماً بما تعود رئيس جزر القمر الترويج له عن إمكانيات الاستثمار المغرية في بلده. rn rn 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram