اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > عن جيل الثمانينيات الشعري في العراق..قراءة في بعض القصائد

عن جيل الثمانينيات الشعري في العراق..قراءة في بعض القصائد

نشر في: 30 مارس, 2010: 06:18 م

بغداد: علي الامارة 2-2 ينطبق ما ذكره غونتر غراس عن بعض شعراء المانيا على الادب العراقي مع خصوصيات كل تجربة ادبية سواء على مستوى الحدث – الحرب ومداخلاتها او ازمنتها او على مستوى المكان ونوع الادب . فالترسبات الادبية لحرب الثمانينيات بقيت عالقة في الذاكرة الشعرية وماثلة في المخيلة الادبية..
فخطاب جيل الثمانينيات الشعري والجيل الذي بعده في العراق هو خطاب شكوى من الحرب وافرازاتها وظلالها الثقيلة التي بقيت جاثمة على روح الشاعر الذي نجا   جسده من الحرب ولم تنج نفسه وهواجسه منها .. ينطبق ما ذكره غونتر غراس عن بعض شعراء المانيا على الادب العراقي مع خصوصيات كل تجربة ادبية سواء على مستوى الحدث – الحرب ومداخلاتها او ازمنتها او على مستوى المكان ونوع الادب . فالترسبات الادبية لحرب الثمانينيات بقيت عالقة في الذاكرة الشعرية وماثلة في المخيلة الادبية.. فخطاب جيل الثمانينيات الشعري والجيل الذي بعده في العراق هو خطاب شكوى من الحرب وافرازاتها وظلالها الثقيلة التي بقيت جاثمة على روح الشاعر الذي نجا   جسده من الحرب ولم تنج نفسه وهواجسه منها .. فالحرب لها زمن مخادع لا ينتهي بانتهائها بل يختفي في النفوس وتفرخ ساعاته ملاجئ وايتاما وثكالى ، وقصصاً حزينة يبدا خطابها الزمني بالتبلور بعد الانتهاء الظاهري للحرب لا سيما ان الشاعر الذي عاش الحرب لم يكن يسجل سوى فظاعاتها اليومية ان سنحت له فرصة التسجيل والرصد .. اما  ما بعد الحرب – ان كانت عندنا فترة ما بعد الحرب – فقد امتدت الحرب كموضوعة شعرية وثيمة ادبية رئيسة .. وبقيت افرازاتها الثقيلة تتمظهر  في الخطاب الادبي العراقي كهاجس نفسي ملح يبحث عن مساحته في النص وحضوره في الخطاب ، وكاحساس جمعي ضاغط على نفسية الاديب ، بالفقدان والفجع وانفلات حبل الزمن من يد الاديب والاحساس بوطاة اللاجدوى لان للحرب زمنين مفقودين الاول زمنها الذي هو خارج حدود الحياة الطبيعية وهو زمن مرتبك مسحوب بقوة خارج حدود الزمن الاعتيادي وخارج حدود الحياة .. اما الزمن الاخر المفقود فهو زمن محاولة التعويض والعمل تحت مظلة الاحساس بالخسران والفجيعة ..  ولان حربنا العراقية لم تنته عند حد ولم ننعم حتى بفترة ما بعد الحرب فكانت حربنا متوالدة اما عن حرب اخرى او عن حصار او عن احتلال ، وكل هذه مظاهر حرب واجواء فجيعة وكارثة .. فقد كان خطابنا الادبي متلبسا هذا الاحساس الكارثي ومنغمسا في حيثياته العميقة ... فكان الشعر مثلا يذهب الى هذه المنطقة السوداء من الذاكرة الحاضرة سواء بوعي الشاعر او بلا وعيه بقصد او بلا قصد .. فمثلا جيل الثمانينيات ما من  شاعر او اديب ليس لديه نص او اكثر عن الحرب لا كذكرى  وحدث  ماض ننفض عن اجسادنا غباره كما في اغلب الادب الاوربي بعد الحربين وانما كحدث حصل وانتهى وتجدد حدوثه وتجدد انتهاؤه المخادع فعاش الاديب العراقي جدلية الاحساس بانتهاء الحرب وعدم انتهائها .. لذلك فان الكتابة في زمن اللاسلم  تنطبق على الادب العراقي .. فلو القينا نظرة على تجارب شعرية لشريحة مهمة من شعراء العراق ما  بعد الحرب .. نجد  ان الحرب بقيت تتمظهر في  النص كرواسب نفسية وادبية وبقي سطح الصفحة الابيض يباغت الاديب بلسان الحرب المنبثق من اعماق الصفحة .. ساحبا قلم الشاعر الى  فضائها الخسراني الحزين .. فتشظت موضوعة الحرب في النصوص كما تشظت في النفوس ووجدت لها مجالا خصبا لفقدان متكرر .. ففي قصيدة ( صفارة انذار ) للشاعر جمال جاسم امين استذكار واستحضار للحرب  واملاء شروطها القاسية على الانسان المتحرك تحت لهيبها ، وتنتهي القصيدة بنمو اليأس وامتداده الى ما بعد الحرب ... تبدا القصيدة : يوم / نهضنا على صوت (  صفارة )  للحرب /كان علينا ان نتفرق كسعاة /لا رغبة لاحد في عناق الاخركنت مشروخة بالانين .. / ثم تنتهي القصيدة بامتداد فضاء الياس  اللامتناهي : / اكتفي بالصراخ على الصاعدين الى قمم الياس/ ايها الصاعدون .. /فتشوا عن مسارب كمسارب الدود/ الليل هنا .. /قافلة ظلام /و لافخر ../ سوى عطب سيضيء .../    كما يذكر الشاعر رعد فاضل في قصيدته  (  غلايين  )  توالد الحرب من حرب والشاعر- الانسان هو جمرة هذا التوالد وضريبة هذا الخسران المستمر الخارج من رحم الحرب كثيرة التشظي والتوالد ..: الحروب في درعنا والدرع في صدر جواد الايام /يا غلايين هذا الكلام ساطعن واطعن واطعن /حتى ( كالخيط ) اهوي وتسقط ابرتي مني /فيهتفن لنصري وعسلي وسلاحي /وانا ادبر حربا اخرى لعصفي وقنديلي/ لرمحي وغليوني /وجراري / وها هي الشاعرة امل الجبوري ترى نفسها -  سيدة جميع  الاحزان – بعدما ورثت الخرابات والحروب والحصارات بل تذهب ابعد من ذلك بانزياح شعري عميق ومعبر حين ترى نفسها زوجة الموت ! تقول امل في قصيدة ( وريثة قلبك في الشدائد ) :  كن عدوي/ انا الطالعة من الكوابيس/ -  سيدة لجميع الاحزان /ال

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram