وديع غزوانمازال البعض مصراً على ربط المطالب الكردية قسراً بدعوات التجزئة عن العراق بشكل خاطىء وينظر اليها بشكل مناقض لاينسجم مع العراق الجديد ونية بنائه على وفق اسس ديمقراطية يتساوى فيه جميع ابنائه بحقوقهم الدستورية والقانونية دون ان يتمكن احد من نكرانها او التجاوز عليها .
ومع ان الكثير من الشواهد والوقائع تشير وتؤكد تمسك الكرد بعراق موحد وقوي , وحرصهم على تعزيز العملية السياسية فيه , فان البعض يتعمد تأويل المطالب الكردستانية باكثر مما تحتمل متجاوزاً عن عمد البراهين والدلائل التي تشير الى اعتداد المسؤولين في إقليم كردستان بعراقيتهم مع تمسكهم الطبيعي بانتمائهم القومي , وحرصهم على استحصال ما يعتقدون انه جزء من حق الكردستانيين , استناداً الى ما لديهم من حجج تاريخية وقانونية تعزز هذه المطالب ولا تجعل التنازل عنها بالامر السهل على اي مسؤول ارتضى ان يتحمل نيابةعن هذا الشعب شرف المسؤولية وامانتها. وتجسيداً لهذا الايمان بعراق واحد قال رئيس برلمان إقليم كردستان الدكتور كمال كركوكي عند استقباله عدداً من الطلبة الكرد الذين يدرسون في الجامعات الالمانية ( ان إقليم كردستان مارس تجربة ديمقراطية في المنطقة يحاول ترسيخها , اذ يعتبرها المراقبون نموذجاً حياً في العراق. ) وتمنى ان يستفيد العراق باجمعه من هذه التجربة .وفي اطار الدستور والمفاهيم الديمقراطية فمن حق كل جهة ان تبدي وجهة نظرها بشأن سقف المطالب الكردستانية وواقعيتها , لكنها ينبغي ان تكون في اطارها الموضوعي وان تتنزه عن الصغائر في الحوار وانطلاقاً من ايمان حقيقي بروح وجوهر الديمقراطية بفضاءاتها الرحبة لكل المكونات وحقهم المصان بالاسهام الفعلي في بناء العراق .ومن الطبيعي ان ينادي مكون ما بالفيدرالية او غيرها من المفاهيم الاخرى ويعدها نموذجاً صالحاً للعراق, مثلما يحق للطرف الآخر ان تكون له وجهة نظر اخرى بشأنها ,وبالتأكيد ان لكل طرف ما يدعم مفاهيمه تلك التي يستند اليها لاثبات حجته , لكن الطبيعي اكثر ان نعطي لشعبنا نموذجاً في نوعية وطبيعة التحاور وابداء الرأي والرأي الآخر , بعيداً عن لغة العنف وكيل الاتهامات جزافاً.المهم ان تكون حواراتنا في اطارها الموضوعي بعيداً عن المزايدات, وان نؤسس لمجتمع تشيع فيه مبادىء التسامح والالفة والاحترام والمساواة والاعتراف بالآخر. فليس عيباً او ضعفاً القول بان العراق متعدد المكونات , فقد كان هذا مصدرقوته عبر كل الازمان , قبل ان تتسلل الى نسيج مجتمعه مفاهيم دخيلة ساقها اليه البعض عنوة , اراد من خلالها استغلال هذا التنوع لتحقيق مآربه المريضة .. ومن يقرأ التاريخ سيجد في صفحاته سفراً من المآثر الشعبية التي شارك فيها العربي والكردي والتركماني والمسيحي والمسلم والايزيدي , مآثر تجسد وحدة هذا الشعب وترابه العصية على أعدائه.
كردستانيات: عراق موحّد
نشر في: 30 مارس, 2010: 06:22 م