TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > هواء فـي شبك: (قرش القلب يرجع لصاحبه)

هواء فـي شبك: (قرش القلب يرجع لصاحبه)

نشر في: 30 مارس, 2010: 08:28 م

عبدالله السكوتي كم هذه الذاكرة زاخرة بالكثير، وبعض الاحيان تتجاوز عن الكثير وهي تقصد هذا، وتبقى ذاكرة احميد الفهد تعج بالغريب والجديد ، فهو يبشر بتاريخ عريق ويريد عودته بشتى الاساليب ، اطلق حسرة كبيرة وقال، اتعرف مايعني لي هذا اليوم ، يعني استذكار الحب والاخوة والروح التي تسامت حتى على الموت، انه يوم مشع يتميز عن سواه برائحة الارض  وتضحيات الانسان ،
 انها ذكريات الارض المعجونة بدماء الناس، اخذ يدي بيده وعرج بي نحو شوارع بغداد وازقتها نذرعها ذرعا شارعا بعد آخر، قال لي اترانا قد سرقنا ، قلت من سرقنا ؟ قال: الزمن وطيبتنا المتناهية التي اعتمدت على روح التضحية والايثار، تنهد والقى كلماته بحسرة كبيرة ثم قال: اهم شيء أن نبقى متواصلين مع الشعب (ولاتخاف قرش القلب يرجع لصاحبه) ، قلت هات تكلم فقد ضاقت الارض واسود وجه الكون فقال: يحكى ان رجلا كان عنده ببغاء اخرس ، فرأى رجلا تبدو عليه علامات الطيبة والنقاء (الان يسمونها غفلة) ، فقال له: هل ابيعك ببغاء يتكلم ثلاث لغات كما يتكلمها اهلها ، فقال الرجل بكم ؟ قال: بدينار فاشتراه منه وسلمه دينارا، واشترط الاثنان الا يعودا في البيع والشراء، عندها قال صاحب الببغاء : لقد خدعتك فهذا الببغاء اخرس، فاجابه الرجل هنيئا لك الدينار ولكن انظر اليه، فنظر الى الدينار ووجده مزيفا ، قلت له ماتعني بهذا الكلام فقال: نحن دخلنا في جو يحوي نوعيات كثيرة منهم من يبيع  ومنهم من يشتري ، ونحن فيما بينهم لانبيع ولانشتري، لاننا لانستطيع ممارسة هذه الاساليب ، اعتمدنا فقط على تاريخنا وصدقنا ونزاهتنا، ولكن للاسف فالامر خرج الى التزوير وسرقة الاصوات بأساليب ملتوية يساعدهم في ذلك دول  ومبشرون وحتى عرابون.قلت له هل انت حزين فاجابني كلا ، لقد اعتدنا ان نكون ضمير بلادنا نتكلم بصوت فقرائها ومساكينها ، ولم ننشد السلطة في يوم من الايام ، لقد كنا اول المضحين ولانقول آخر المستفيدين لان الفائدة لم تدخل قاموسنا بعد . ثم انطلق في معاودة ذكرياته القديمة حيث اورد كلاما على لسان خلف في بلابوش دنيا حين كان يقول ان الفرق بينه وبين حسين الشخصية المهمة في الرباعية (ابوناصر في ان حسين يشوف بعيد بعيد ، وآنه اشوف من طول خيالي، هوه عرفهم كبل ثلاثين سنه ويقصد الشيوخ بيت مهلهل ، وآنه هسه عرفتهم ، توني عرفتهم ، اليوم عرفتهم !) .ويشرح خلف ماوقع بينه وبين سعدون ابن مهلهل (كالي ديمتك الك وصدكته، وكال لي هاي ترتيبات حكومة وصدكته، وكال لي ذكرتك بالزناد محبه خالصه وصدكته) ، ثم اردف احميد الفهد ورفع صوته عاليا يغني :(بحشاشتي سهمك مضه   وعكبك علي ضاك الفضهاللي حظه ابوصلك حظه        والماحظه لا والحظحظه ردي وعمره اخسره      اللي الشخصك مايرهجفني امعيّ  من الكره        مستلذ عكبك واغمضماغمض جفني ولانشف      دمعي روه جمع السلفماتمّلي غير الاسف          متسلّي ببهامي عض)ثم قال: (تخلص ماتبقه هيج  وتفض مثل مافضت غيرها ، مرينه  بهواي وشفنه اهواي، واكيد هاي مثل ذيج ، ثم انشأ يقول :(فضت وحك مكه ومنه       وظلت الروح امدوهنهآنه العلى راسه بنه            عشّه الغراب اوبيّض)

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram