TOP

جريدة المدى > غير مصنف > محمود البريكان.. شاعر الفكرة والسؤال الفلسفي

محمود البريكان.. شاعر الفكرة والسؤال الفلسفي

نشر في: 31 مارس, 2010: 05:00 م

علي حسن الفوازمحمود البريكان الشاعر والظاهرة والغموض يشكلون فضاء واسعا لجدل ثقافي اكثر مما هو نقدي،  اذ ظل الشاعر البريكان خارج السياق دائما ،يؤسس عبر عزلته سؤالا يرتبط بجدل الحداثة الشعرية العربية ،وباسئلتها والباساتها  المبكرة التي حملت معها  اغواءات وحساسيات جعلت من البريكان الضحية التراجيدية في اجندة المشغل الحداثوي الشعري ....
قال عنه  الشاعر بدر شاكر السياب،(ان محمود البريكان شاعر عظيم،لكنه مغمور بسبب عزوفه عن النشر) هذا الرأي يؤشر حقيقة حضور البريكان في الفاعلية الشعرية العراقية والعربية ،مثلما تعكس اهمية النشر كظاهرة وجود في مرحلة صخب ثقافي كثر فيه المتنافسون على كسب الرهان التأسيسي فيما سمي ب(قصيدة الشعر الحر) الذي ظل ملتبسا على مستوى المصطلح والمفهوم  خاصة في الفضاء الثقافي العربي،رغم ان هذه القصيدة كظاهرة شعرية هي جزء حيوي من المنجز الشعري الغربي  ومزاجه التجديدي منذ نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين..ولاشك ان محمود البريكان وبسبب طبيعته الشخصية التي تميل الى العزلة والانطواء والخوف من الاخرين قد وضع نفسه خارج هذا الصخب واستأثر بنوع من الصيرورة الداخلية التي منحته احساسا غرائبيا بالتوازن الوجودي الداخلي ،،  رغم ما يشوب ذلك من احساسات قد يفسرها البعض بانها تعكس طبائع  شخصية مضطربة تعاني فوبيا الاخرين !! او قد يفسرها البعض الاخر بانها جزء من نظرته العدمية والعبثية  للحياة والتي  عبّرت  قصيدته (خذع يا ضياع حقيقتي واسمي) الكثير عن  سياقتها التعبيرية والفلسفية...ومن هنا نجد ان محمود  البريكان كان يمثل نقطة جذب للكثير من الشعراء التجديديين الذين وجدوا في شعريته نمطا من الكتابة الباعثة على الاسئلة،بدءا من الخاصية الفنية لهذه الشعرية وانتهاء بانماطها الشكلية التي وجدت في تفكيك السياق التقليدي/البنائي مشغلها الواسع عبر انحنائه على اليات التنوع في استخدام القوافي والبنيات الموسيقية  والرؤية الاشمل والتي جسدها في قصيدته المشهورة (حارس الفنار).. اذ كان البريكان يطأ ارضا شعرية مليئة بالافكار والنزوع الى التجريب ،وان صياغاته تتكئ على وعي متجاوز يشخصن فيه خصوصية كتابته التي توحي بوعيه لعبة الشعر جيدا..ان اهتمام البريكان بالافكار في شعريته يؤكد حيوية المخيلة اللغوية الحاضرة التي تنسج من الحكاية فكرة متوترة تتراكب فيها التفعيلات لتؤدي وظيفة صوتية راوية تمثل  في صياغتها علاقات وتراكيب هي في  الاصل جوهر الشعر..rnاروي لكم عن كائن يعرفه الظلام يسير في المنام احيانا ولايفيقاصغوا الي اصدقائي! وهو قد يكونأي امرىء ترونه يسير في الطريقفي وسط الزحام..وقد يكون بيننا الان،وقد يكونفي الغرفة الاخرى،يمط حلقه العتيقrnان هذه النبرة الوجودية التي حملتها قصيدة (حارس الفنار) تؤكد الوعي الفلسفي الوجودي الذي ادركه الشاعر مبكرا ،والذي وضعه في مشغله الشعري كسؤال اشكالوي موجّه لانشغالات معرفية وتجريدية وجدت اهتماماتها في انحيازه العميق للموسيقى العالمية، مثلما استغرقه  كفضاء محرك للكثير من الدلالات والافكار التي لم تضع في حسابها  كامل الخصائص الفنية التي اعتاد الشعراء من مجايليه الاهتمام بها وبصياغتها التزيينية،ولعل هذا المنحى الفكري الفلسفي في شعرية البريكان هو احد اسباب عزلته وتمركزه حول اسطورة الذات المتعالية ،والتي تحولت فيما بعد الى عبء وجودي على الشاعر لم يستطع تجاوزه مع عودته الى النشر الشعري خاصة مع قصيدة (اساطير) التي كتبها عام 1984 ،اذ بدى الشاعر اقرب الى الفضاءات السيابية الخمسينية ذات البناء النبروي العالي..rn                         على مقلتيك انتظار بعيد                          وشيء يريد                          ظلال يغمغم في جانبيها سؤال                          وشوق حزين                 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

السوداني يعرض المساعدة على السوريين لضمان تمثيل مكونات الشعب في النظام الجديد
غير مصنف

السوداني يعرض المساعدة على السوريين لضمان تمثيل مكونات الشعب في النظام الجديد

بغداد/ المدى أعلن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، مساء الأربعاء، استعداد العراق لتقديم المساعدة للسوريين، بما يضمن تمثيل جميع مكونات الشعب في النظام الجديد. جاء ذلك، خلال استقبال رئيس الوزراء، لوزير الدفاع الألماني بوريس...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram