بغداد/أيوب السومرييتميز مناخنا بطول أيام صيفه وقصر ايام شتائه وعدد أيام صيفه يمتد على أشهر يقدر عددها كمعدل بثماني أشهر ان لم تزد الى تسعة، ومعروفة قسوة شمس صيف العراق التي ينفذ لهبها عبر مسامات جلودنا فننضح عرقا طوال اليوم، يعاضدها في ذلك تصحر بيئتنا وخلائها المستمر من التشجير والاخضرار، على الرغم من انجازات أمانة بغداد وبلديات المحافظات في هذا المضمار، غير أنها تشبه قطرة في بحر قياسا لحجم الخراب البيئي الذي خلفته عهود الاستبداد.
ويعاني المواطن طوال تلك النهارات القائضة من العطش الحاد نتيجة فقدانه الكثيف للسوائل، وبالتالي يتجه الى تناول المرطبات والسوائل الباردة التي تلعب مادة الثلج دورا رئيسا في تناولها، وبات من الطبيعي احتياج المواطن للثلج ايام الصيف القائضة، غير ان صناعة تلك المادة الحيوية تعاني من عدد من المعوقات ارتأينا ان نلقي بعض الضوء عليها.يرى عبد الله نعيم/ صاحب معمل ثلج بوب الشام/ ان صناعة الثلج في العراق ظلت تمارس على وفق الآليات التقليدية، حيث القوالب المعدنية، ويعد الماء المادة الاولية المكونة للثلج كما تعد الطاقة الكهربائية عاملا حاسما في انتاج بضاعتنا وقد عانينا طوال السنوات الماضية معاناة شديدة من شحة الطاقة الكهربائية اللازمة لتشغيل معاملنا الامر الذي اضطرنا الى استخدام المولدات الخاصة ما كلفنا مبالغ اضافية صرفت على ادامة وصيانة تلك المولدات فضلا عن كلف الوقود اللازم لتشغيلها، ومن الطبيعي ان ينعكس ذلك في غلاء اسعار قالب الثلج التي وصلت في اوقات الذروة الى سعر 10 الاف دينار للقالب الواحد..ويذكر سلام مجيد/ صاحب معمل ثلج جميلة/ ان مشكلة شحة الماء والانقطاعات المفاجئة والمتكررة التي شهدها الصيف الماضي أثرت سلبا على انتاجنا لمادة الثلج التي يحتاجها المواطن واصحاب المصالح المختلفة من باعة الاسماك واللحوم والمواد الغذائية الاخرى القابلة للتلف، حيث اضطر بعض اصحاب المعامل الى شراء الماء من اصحاب التناكر وبأسعار وصلت الى اكثر من 100 دينار للتر الواحد، كما ان مشكلة شحة الكهرباء التي استفحلت بنحو كبير اثناء الصيف الماضي شكلت عقبة كبيرة امام انسيابية صناعة الثلج.فيما يؤشر المواطن لفتة عبد الواحد عددا من الملاحظات على انتاج واستهلاك مادة الثلج ويقول: بالنظر الى الطبيعة الموسمية لصناعة الثلج فان اصحاب المعامل يهرعون الى زيادة الانتاج وباية ظروف كانت، حتى ان المواطن لمس انتاج بعض قوالب الثلج من الماء الخابط حتى ان بعض المواطنين شاهدوا بأم اعينهم بعض معامل الثلج اقامت مكائنها على ضفاف بعض الانهار والسواقي وانتجت ثلجها من الماء الملوث الذي ينساب في تلك السواقي. هذا من ناحية ومن ناحية اخرى اثقل كاهل المواطنين سيما الفقراء والمعدمين منهم الذين يقطنون اطراف المدن والقصبات والقرى التي تفتقر الى وجود الطاقة الكهربائية بارتفاع اسعار قوالب الثلج اذ وصل سعر ربع القالب منها الى اكثر من الفي دينار. وناشد(لفتة) الجهات المعنية في وزارة الصحة بالقيام بجولات تفتيشية مكثفة لمتابعة المخالفين ومعاقبتهم حفاظا على الحد الادنى من صحة المواطن وسلامته.وختاما كان لحيدر عبد المحسن/طبيب باطنية/ رأيا مغايرا اذ يرى ان صناعة الثلج بالطرق المتبعة حاليا تؤدي الى كوارث صحية عدة، فقد عفا الزمن على مكائنها واسلوب انتاجها الذي يقف على طرفي نقيض وكل ما يمت للصحة العامة بصلة. ولا تعوزنا الادلة على ذلك وتتمثل في انتشار امراض التايفوئيد والالتهابات المعدية والمعوية وعوارض الاسهال الشائعة خصوصا عند الاطفال وغيرها الكثير.ولا ينصح الدكتور حيدر بجعل الثلج في تماس مباشر مع الماء الصالح للشرب، بل وضع الماء والاطعمة الاخرى في اوان خاصة مقفلة وتبريدها بالثلج من الخارج.
والصيف على الأبواب..معامل الثلج بين شحة الماء وشحة الكهرباء
نشر في: 31 مارس, 2010: 05:41 م