عبد الزهرة المنشداوي شكلت ظاهرة الانتخابات وتوجه المواطن الى صناديق الاقتراع مدفوع بثقة وأمل في ان صوته هو الفاعل الأول والأخير في من يختاره إلى دفة الحكم في البلاد .المراقبون بصورة عامة لم يكونوا يتوقعوا من الناخب العراقي هذا التوجه الذي أشادت به اغلب دول العالم وقارنه البعض بما يجري في أكثر بلدان العالم ديمقراطية . مما يعني ان المواطن عندنا قطع شوطا بعيدا وبفترة قياسية لان يفهم معنى المسؤولية وحق الاختيار .
كل ذلك يتطلب من الذين صوتوا لهم ان يرتقوا بأدائهم إلى المصاف الذي عليه المواطن الآن .فلا يعقل ان بائع البسطة والعاطل عن العمل سيكون أكثر وعيا من السياسي الذي يطرح نفسه على انه المدافع عن حق الشعب ومن ثم يدير له الظهر ليختص بعمل بعيد جدا عن المواطن الذي ينتظر منه الجد والاجتهاد في أداء الأمانة التي أوكلت له .المواطن يتمنى بإخلاص لكل الذين فازوا بالمقاعد النيابية التوفيق والسلامة وبالمقابل يطالبهم بتجنيد أنفسهم من اجله في منطقته وفي عائلته التي ما لا تزال تحت وطأة ظروف ضاغطة تهدد بالمرض والعوز والفاقة والجهل .هذه انطباعات استطعنا ان نلمسها لدى المواطن وما نتمناه ان يكون المرشح بقدر وعي المواطن الآن ان لم يكن أكثر كذلك والوعي يعني ان يكون قريبا منه كل القرب لا ان يعزل نفسه او يفهم من المقعد النيابي فرصة للسفر والشهرة وبناء الأمجاد الشخصية.المجلس النيابي المقبل مطالب بالكثير من الأمور من أهمها العمل على لحمة العراقيين وإعادتها إلى سابق عهدها من خلال اعتماد المعايير في الوظيفة والحاجة للسكن وهي المشكلة التي رافقت المواطن منذ عقود وعقود وجعلته يتطلع ولكن بلا امل يلوح له.بالأمس القريب سمعت حديثاً يدور بين مواطنين بأن الحكومة الجديدة ستعمل على استئصال شأفة الفساد وتوفير فرص العمل لفاقديها وإنشاء مجمعات سكنية على طرز حديثة .هذه أمنيات يتحدث بها المواطنون ويأملون ان تتجسد على الواقع وان لا تبقى مجرد خطط وأفكار لا تخرج عن مساحة الورقة المكتوبة عليها .العراق بثروته يمكن ان يجعل المواطن العراقي يعيش كما يتمنى ولكن ما يحتاجه هو الصدق بالتعامل مع المشكلة ولإحساس بشرائح المجتمع التي تعاني وتكافح من اجل ان تحظى بزمن من الأزمنة الآتية وحالها حال بقية الشعوب التي هي اقل مؤهلا من كل النواحي ،الثروة والوعي والصدق والتطلع لآفاق التطور لكن مجتمعنا بقي لوحده يراوح في نفس المكان ويزداد تراجعا على تراجع بفعل أنظمة وسياسات كانت في واد والشعب في واد أخر.المستقبل القريب كفيل بأن يثبت ان كان تطلع المواطن في مكانه ام لا ،ان كان صوته ذهب بالاتجاه الصحيح أم انه اخطأ هدفه ثانية .ولكن كما اثبت مواطننا للعالم اجمع وعيه المتنامي بفترة قاسية نتطلع لان نرى ممثل في مجلس النواب يلفت اليه الانظار في عمله وتضحيته للشعب .ثقتنا كبيرة بان هناك انعطافة نحو الأفضل نحو القرية والمدينة ودار المواطن من خلال تبني ممثلي الشعب مشاريع وقوانين تصب في خدمة الوطن والمواطن.
شبابيك: انتخابات وانطباعات
نشر في: 31 مارس, 2010: 05:42 م