أربيل/ آكانيوزمع ان يوم المسرح العالمي يشهد تقديم النشاطات الفنية المختلفة في جميع دول العالم، احتفاء بالمهرجان المخصص لهذا اليوم، لكن مسرحيي إقليم كردستان يوجهون عتبهم على واقع الفن المسرحي، ويرون ان الخمول والبطء وتطور التقنيات التكنولوجية، وغياب النصوص المسرحية الجيدة، والافتقار الى قاعات العرض المناسبة، هي الأسباب الرئيسة لتراجع الفن المسرحي في كردستان.
ويتحدث الفنان المسرحي الكردي المعروف طلعت سامان بشأن واقع الفن المسرحي بالقول ان "العام الحالي يشهد توجها بضرورة إحياء الفن المسرحي، فقد كان مستوى الواقع المسرحي  أكثر ثراء مما عليه اليوم، بفضل اهتمام فناني الجيل السابق بالحركة المسرحية، ولكن الآن وبفعل الفراغ الذي تركه انتهاء المرحلة السابقة فإن الضعف بدا واضحا في هذا القطاع الفني الحيوي، وينبغي في المرحلة الحالية العمل على تطوير الواقع المسرحي، ودعوة الفنانين لإيلاء اهتمام اكبر بهذا الفن والتقنيات الحديثة المستخدمة فيه. وطالب سامان، الفنانين الشباب بالسعي لوضع أسس جديدة للفن المسرحي، والاهتمام الجاد بالمسرح، لأن حكومة الإقليم لم تتوان قط عن الاهتمام بالمسرح، الى جانب تشجيع المعنيين بكتابة نصوص مسرحية قوية، حيث تم افتتاح مديريات مختصة بالفن المسرحي في جميع محافظات إقليم كردستان ما يدل على اهتمام الحكومة بالفن المسرحي. ويقول المتحدث باسم وزارة الثقافة والشباب الكردستانية تامان شاكر ان "وزارة الثقافة في حكومة إقليم كردستان أولت أهمية خاصة خلال السنوات الماضية بيوم المسرح العالمي، وكانت تحرص على تكريم الفنانين الذين يقدمون نصوصا مسرحية قوية سنوياً، الى جانب دعوة عدد من الفنانين العالميين لإحياء هذه الذكرى. ويتابع ان "وزارة الثقافة والشباب الكردستانية لديها عدد من البرامج لتطوير واقع المسرح الكردي، ولكن بسبب تأخر إقرار الموازنة العامة في برلمان الإقليم، تأجل العمل بهذه البرامج، وبإقرار الميزانية سيكون بإمكان دعم القطاع المسرحي، وقد تم وضع عدد من البرامج بالتعاون مع فنانين من خارج إقليم كردستان، وبالتنسيق مع القنصلية الفرنسية بغية تقديم عروض مسرحية مفتوحة في شوارع مدينة أربيل خلال الشهر المقبل. ويفيد شاكر ان واحدا من أسباب ضعف واقع الفن المسرحي هو توجه غالبية فناني المسرح الى الدراما، بسبب غياب النصوص الجيدة التي يمكن ان تتحول الى عمل مسرحي ناجح. وبالمقابل، يقول مدير مسرح أربيل هيوا سعاد ان "الفن المسرحي لا يشهد تراجعا او ضعفا، بل ان جمهور الفن المسرحي ومرتادي المسارح أصبحوا قليلين، ففي السابق عندما كان يتم الإعلان عن عرض مسرحي في اية قاعة مسرحية، فان الآلاف من الجمهور والمرتادين كانوا يحرصون على مشاهدة تلك العروض، ولكن هذا الجمهور تراجع الآن وقلّ الاهتمام بمشاهدة العروض المسرحية، والسبب يعود الى عدم فهم الجيل الجديد للفن المسرحي. ويشير سعاد الى وجود قسم خاص بالمسرح في معهد وكلية الفنون الجميلة، وهذا دليل على الاهتمام بالفن المسرحي في إقليم كردستان، ويقوم طلبة هذا القسم بتقديم عدد من النصوص المسرحية خلال السنة، ولهذا السبب لا أرى ان واقع الفن المسرحي ضعيف، على الرغم من وجود تراجع بطيء في مستوى هذا القطاع الفني. من جانبه، يقول احد رواد الفن المسرحي الكردي، ومخرج الاعمال الدرامية أسامة جميل ان واحداً من أسباب تراجع الواقع المسرحي هي التقدم التكنولوجي، فقد أثر التطور التقني في ضعف الحركة المسرحية، وكمثال على ذلك التلفاز والسينما والانترنيت والقنوات الفضائية، كل تلك التقنيات لعبت دوراً مهماً في تراجع المسرح، فالجمهور الذي تتاح له مشاهدة الأفلام والعروض الفنية في بيته، يجد الذهاب الى المسرح شيئا ثانويا يمكن الاستعاضة عنه بالقنوات الفضائية والعروض الفنية التي تبثها تلك القنوات.