أربيل/ سالي جودتتحتفل الغالبية الساحقة من شعوب العالم بقدوم الربيع كلاً حسب عاداته وتقاليده الثقافية والتاريخية، هذا التقليد الاحتفالي يعود إلى الأزمنة القديمة في مختلف الحضارات السحيقة حيث كان الهنود الحمر في الأمريكيتين يحتفلون بعيد النوروز وكانت تقام طقوس ومهرجانات احتفالية بهذه المناسبة كما احتفل به في الصين واليابان وفي الإمبراطورية الفارسية.
الأول من نيسان عيد الطبيعة المبتهجة بنور الشمس والحياة الجديدة، وعيد الإنسان المبتهج والمنسجم مع الطبيعة وتجدد دورة الحياة في مسار الفلك في حركة أزلية لا تنتهي.. تعيد تكرار ذاتها في ألق وعطاء وازدهار، وتؤمن استمرار الحياة في الكون.في هذا اليوم يحتفل المسيحيون في إقليم كردستان بعيد أكيتو (رأس السنة البابلية) حيث تقام الطقوس الدينية والمهرجانات، كرنفال من الفرح يعم شوارع عينكاوا ممزوجة بالأمنيات والدعوات.ولتسليط الضوء على كيفية الاحتفال بهذه المناسبة والعودة الى تاريخ هذا العيد التقت المدى بعدد من المواطنين،حيث تحدث أولاً المواطن ميخائيل داود فقال: في واحد نيسان (آكيتو) كان سكان بلاد مابين النهرين يحتفلون ببداية السنة الجديدة وبدء الربيع في الأول من نيسان، وتجدد الحياة في الطبيعة، وكان الاحتفال دينيا ووطنيا يبدأ من واحد نيسان ولغاية أثنا عشر يوماً.حضارة بلاد الرافدين تركت أثراً كبيراً على كل الحضارات القديمة وهذا ما نراه من أساطير الإمبراطورية الآشورية التي نجد ظهورها فيما بعد بتأثير الثقافة الآشورية في ميثولوجيا الشعوب الأخرى كالآراميين والفينيقيين والإغريق حيث انتقلت كثير من هذه الأساطير مثل (ديموزي وعشتار) إلى الشعوب المجاورة، فالإله (ديموزي) في الميثولوجيا الآشورية يصبح فيما بعد لدى الإغريق أدونيس، وعند الآراميين (تموز)،واليوم نحتفل بعيد اكيتو (رأس السنة الآشورية)، وذلك بتحضير الأكلات والاستعداد للقيام بسفرات في إحدى المناطق القريبة من عينكاوا حيث تقام احتفالية هناك يحضرها مجموعة من المطربين،نتمنى بهذه المناسبة السلام والأمان للعراق ولشعب العراق اجمع.روناس يعقوب تقول: تتزاحم هذه الأيام بالأفراح والمناسبات فقبل أيام احتفلنا مع إخواننا الكرد بعيد نوروز واليوم نحتفل بعيد اكيتو رأس السنة الآشورية حيث يحتفل بهذا العيد جميع المسيحيين في إقليم كردستان ومناطق قريبة من الموصل مثل تلكيف القوش برطلة وغيرها من المناطق وتقام كرنفالات الفرح واحتفاليات ابتهاجا بهذه المناسبة ويجتمع الأهالي والأصدقاء في احتفالية يحضرها فنانون آشوريون وغيرهم، وتوزع الحلويات والأكلات، وتبدأ الرقصات والدبكات على أنغام الموسيقى.صباح نوي يقول: كل عام والمسيحيون بخير وكل العالم بخير نتمنى الخير والسلام للجميع، في هذا اليوم والأيام التي تليه تزداد الأفراح، فعيد اكيتو هو عيد الربيع وتجدد الحياة.وتقام فيه الحفلات في العراء التي تتخللها الدبكات بأنواعها، انه يوم جميل نتمنى فيه ان تكون أيام العراقيين ملأى بالتآخي والمحبة والسلام.. نهنئ الجميع بهذه المناسبة وندعو من الله ان يحفظ العراق وشعبه.وتقول بريفان الياس: نحن من أهالي شقلاوة خرجنا اليوم نحتفل بعيد اكيتو حيث نجتمع في إحدى المناطق القريبة من منطقة عينكاوا لحضور الحفلة التي ستقام بهذه المناسبة، فنحن في إقليم كردستان لا نعاني أي اضطهاد وتفرقة، نمارس طقوسنا الدينية واحتفالاتنا بكل حرية، نشارك أخواننا الأكراد في مناسباتهم وهم يشاركوننا أفراحنا، فالتآخي والمحبة مزروعة في قلوبنا، نتمنى السلام والوئام لجميع الشعب العراقي بأديانه وطوائفه وقومياته،والمجد والخلود لشهدائنا الذين أصابهم غدر الإرهاب والتفرقة.وليد يوسف يقول: يحيي الكلدو آشوريون السنة البابلية الآشورية الجديدة التي ولدت من رحم أسطورة العلاقة بين عشتار وتموز ويكون الاحتفال على شكل سلسلة من الاحتفالات في إقليم كردستان بمشاركة آلاف المسيحيين من جميع المناطق، معهم مسيحيون من الموصل وبغداد ودهوك وكركوك وبرطلة والحمدانية حيث تبدأ عادة في كل عام مسيرة تتميز بمشاركة العديد من المؤسسات الثقافية الآشورية في الإقليم، وجميع المسيحيين من بغداد والموصل وكركوك وكويه ودهوك،ويعود الاحتفال بهذا العيد الى الأسطورة التي تروي نزول عشتار الى العالم السفلي وحجزها هناك وعدم اكتراث زوجها تموز بذلك.ويضيف: طالبت عشتار مجلس الآلهة بمعاقبة تموز فقرر المجلس منحه الخلود النصفي، أي يبعث الى الحياة ستة أشهر وينزل الى عالم الأموات في الستة الأشهر الأخرى، وهكذا يبعث تموز في الأول من ابريل (نيسان) ثم يعود الى العالم السفلي مع انتهاء سبتمبر (أيلول).هناك أمور ما تزال تمارس في القرى الكلدوآشورية كزراعة حفنة من الحنطة والشعير في اناء قبل ابريل (نيسان) ووضعها في النافذة او أمام الباب على ان تنبت قبل الأول من ابريل،ويوضح ان اسمها بالسريانية (دقنِتْ نيسان)، أي لحية نيسان.،وهذه العادة مازال يقلدها الجميع، إضافة الى إقامة حفلات يحيها مجموعة من المطربين، كما يقوم البعض من الناس بسفرات سياحية الى مناطق مختلفة في إقليم كردستان.أما عائلة عصام عبد الله فتقول: في هذا اليوم نجتمع مع أقاربنا للذهاب بسفرة لأحد مصايف إقليم كردستان ونقضي أجمل الأوقات، تتخللها الدبكات الفلكلورية ويطلق الأطف
أنشدوا للسلام..مسيحيو كردستان يحتفلون برأس السنة البابلية
نشر في: 31 مارس, 2010: 05:52 م