وفاة الملا عبود الكرخي
في مثل هذا اليوم من عام 1946 توفي امير الشعر الشعبي العراقي واشهر اسمائه ، الملا عبود الكرخي ، الزجال والناقد الساخر وزالصحفي الجري ، وصاحب ملحمة (المجرشة) الشهيرة .
ولد الشاعر الكرخي في بغداد عام 1861م في جانب الكرخ لذلك سمي بالكرخي ،ان الكرخي من اسرة معروفة بالكرخ يسمونهم ( بيت الحاج حسين ) من فخذ البوطيف من عشيرة البوسلطان وكانت غنية واسعة الثراء عملت في نقل البضائع التجارية بين العراق والدول المجاورة على ظهور الابل واصيبت الاسرة بنكبة مالية فتضعضع مركزها وانتقل الملا عبود الكرخي وأخوه الملا توفيق الى العمل في مصلحة لنقل المسافرين والزوار من بغداد الى كربلاء والنجف في عربات اتخذت لهذه الغاية ويرجع الفضل الاول في تاسيس هذه المصلحة الى عائلة (ال عارف اغا) التي اتخذت لها خانات واسعة الرقعة في جانب الكرخ في محلة علاوي الحلة ) . وقد هيّأ للملا عبود الكرخي عمله هذا اتصاله بمختلف اصناف الناس واسفاره البعيدة وتنقلاته بين مختلف البلدان وان يتقن الحديث بالهجات الحضرية والبدوية وان يلم بالفارسية والتركية والهندية وبشيء من الالمانية وساعده ذلك على صقل عبقريته في نظم الشعر الشعبي حتى برز فيه ثم احترف الزراعة فلم يوفق فيها فتحول الى الصحافة . وعند بلوغه سن السادسة أدخله والده الكتاتيب لكي يكون متطلعا على لغة القران التي هي لغة آبائه وأجداده ، ولم ترق له قاعات الدرس بعد أن وصل الى مرحلة متقدمة منها ، حيث فضل مرافقة والده في حله وترحاله، إذ كان من تجار بغداد في تجارة الابل والجلود، وقد كان لهذا السفر نتائجه الايجابية في تطوير مواهبه بفتح نوافذ الخيال والابداع التي انعكست على شاعريته التي أدت الى شهرته ، ومن خلال تعامله التجاري مع الاخرين أتقن التحدث بلغات عديدة منها التركية والكردية والفارسية والالمانية.
وعندما قامت الثورة العربية عام 1916م شارك الكرخي مع بقية المجاهدين في هذه الثورة، وعند قيام المستعمرين البريطانيين باحتلال البلاد كانت له مواقف مشهودة بإنشاده القصائد الوطنية في جامع الحيدرخانة الذي كان محطة تجمع الثوار.
وفي عام 1927م أصدر جريدة (الكرخ) ، حيث لاقى من جرائها الكثير من المصاعب، فسُجن وقـُدم للقضاء لمحاكمته، بعدها أصدر جريدة الملا والمزمار وهما من الصحف الشعبية كان يتنافس على مسؤوليتهما كبار المحامين أمثال توفيق الفكيكي واحمد حامد الصراف، كما أن شاعرنا الكرخي كانت له مواقف بطولية انسانية تجاه المرأة كونها ذات كرامة وكبرياء وعزة نفس من خلال كونها تمثل الام والزوجة والاخت والبنت، فكان شعره في انصافها هو انتفاضة بحق المفاهيم الفاسدة التي سادت المجتمع في حينه، لذلك عالج تعاسة المرأة من خلال قصيدته المعروفة بالمجرشة:
في عام 1942م تدهورت صحته فانقطع عن نظم الشعر حيث لازم داره حتى أن وافاه الأجل المحتوم في عام 1946م .
حدث في مثل هذا اليوم

نشر في: 7 نوفمبر, 2012: 08:00 م