TOP

جريدة المدى > سينما > السفينة الروسية وأفلام اللقطة الواحدة..براعة سكاروف ودهشة المتلقي

السفينة الروسية وأفلام اللقطة الواحدة..براعة سكاروف ودهشة المتلقي

نشر في: 31 مارس, 2010: 06:43 م

كاظم مرشد السلوم ما هي الكلمة الروسية المقابلة لكلمة (واو)؟ هكذا صرخ الصحفي ريتشاد كوريس من مجلة التايم بعد مشاهدته لرائعة المخرج الكبير الكسندر سكاروف (السفينة الروسية) ، وربما تكمن روعة هذا الفيلم الذي يستغرق وقت عرضه ساعة وستاً وثلاثين دقيقة في انه صور بلقطة واحدة ( one shot) حيث مر امام كاميرا سكاروف الاف الممثلين والفرق الموسيقية .
الفيلم يتحدث عبرسرد صوري ممتع عن 300 عام من التاريخ الروسي المشبع بالحكايات والاحداث السياسية والاجتماعية والتاريخية ، كان اي خطأ من قبل اي ممثل من الاف الممثلين المشاركين في الفيلم أن يتسبب بأعادة التصوير من البداية وحصل مثل هذا الامر مرتين اضطر سكاروف الى أن يعيد التصوير من البداية ولكن في المرة الثالثة نجح في اتمام الفيلم حيث لم يقل ( cut  ) الا بعد ساعة وست وثلاثين دقيقة ، جميع افلام اللقطة الواحدة التي سبقت هذا الفيلم لم يكن وقتها ليتجاوز العشر دقائق ولكن ان تستمر لساعة وست وثلاثين دقيقة فذلك انجاز يحسب للمخرج سكاروف اولا ولبقية العاملين الذين اعتادوا ان يتعاملوا  او يعملوا في افلام فيها مئات اللقطات حيث كان اداء كل منهم محسوب بدقة عالية لذلك لم يحصل الخطأ الذي يربك التصوير ، الفيلم يدهش المشاهد بانتقالاته الجميلة والهائلة التي حيث تمر الكاميرا باحداث وتواريخ ، متاحف وحكايات . لذلك يقول عنه الصحفي ستيفن هنتر من الواشنطن بوست ( انه جولة مذهلة في سحر صناعة السينما ) . انها امكانية وكيفية هائلة تلك التي تعامل بها سكاروف مع الكادر الذي عمل به حيث لم يصدقوا انهم انهوا فيلما كاملا ومهماً بلقطة واحدة وبساعة وست وثلاثين دقيقة ، لذلك يجب مشاهدة الفيلم لنصدق نجاح تجربة عظيمة ، كونه يعد تجربة جديدة وشيئاً نادراً يجرنا لسحره وفي المشهد الاخير ياخذنا الى ذروة عاطفة لاذعة تكاد لاتصدق كما يقول السينمائي وليم أولد من (ستلايت يونت). البعض يسأل عن الكيفية التي استطاع بها مصور الفيلم ان يستمر في حمل كاميرته والتصوير بها كل هذه المدة دفعة واحدة ، الدراما كانت حاضرة في الفيلم فهو ليس رحلة في التاريخ فقط بل كان هناك تمثيل واسترجاع لأحداث دخلت الكاميرا الى موقعها وغادرتها لنشاهد حدثاً ثانياً أكثر روعة .حين شاهد الناقد الفني روجر ابيرت من صحيفة شيكاغو ترلبيون الفيلم  قال (أنه واحد من اكثر الأفلام دهشة من اي وقت مضى) .الفيلم استغنى عن المونتاج الذي عادة ما ينظم الأفلام لتظهر للمشاهد كأحداث متسلسلة فالمونتاج هنا كان الانتقال عبر تسلسل زمني للأحداث التي امتدت ل300 عام .. اخيرا انه فيلم يترك المشاهد يلهث باستنفاد مبهج وبدهشة تهمس امتنانا لسكاروف  لصناعة  هذا الفيلم الرائع. وساعود واتطرق الى تحليل الفيلم ومسألة تصنيفه في وقت آخر.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

القصة الكاملة لـ"العفو العام" من تعريف الإرهابي إلى "تبييض السجون"

الأزمة المالية في كردستان تؤدي إلى تراجع النشاطات الثقافية والفنية

شركات نفط تباشر بالمرحلة الثانية من مشروع تطوير حقل غرب القرنة

سيرك جواد الأسدي تطرح قضايا ساخنة في مسقط

العمود الثامن: بين الخالد والشهرستاني

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر

ترشيح كورالي فارجيت لجائزة الغولدن غلوب عن فيلمها (المادة ): -النساء معتادات على الابتسام، وفي دواخلهن قصص مختلفة !

تجربة في المشاهدة .. يحيى عياش.. المهندس

مقالات ذات صلة

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر
سينما

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر

علي الياسريمنذ بداياته لَفَتَ المخرج الامريكي المستقل شون بيكر الانظار لوقائع افلامه بتلك اللمسة الزمنية المُتعلقة بالراهن الحياتي. اعتماده المضارع المستمر لاستعراض شخصياته التي تعيش لحظتها الانية ومن دون استرجاعات او تنبؤات جعله يقدم...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram