بغداد/ غضنفر العيبي
انطلقت مساء امس الاول الثلاثاء فعاليات مهرجان بغداد لمسرح الشباب العربي بدورته الأولى على خشبة المسرح الوطني بحضور رسمي وجماهيري كبيرين وبرعاية دائرة السينما والمسرح ضمن فعاليات المهرجان الذي سيستمر لغاية الثالث عشر من الشهر الحالي وبمشاركة فرق مسرحية من تسع دول عربية بالإضافة إلى العراق.
وأكد وزير الثقافة سعدون الدليمي في حفل افتتاح المهرجان على أن ما لم تفعله السياسة ستحققه الثقافة بكل عناوينها وان المستقبل سيصبح ربيعا حقيقيا، وهدف المسرح يجب أن يكون ترسيخ القيم الجمالية وانسجام النسيج الاجتماعي للمجتمع وهذه الرسالة التي يجب أن يتبناها المسرح".
وأضاف الدليمي أن "تجارب الشباب في المسرح والفن يجب تتحول الى عامل من عوامل التغيير بالقدوة الحسنة وانتم كذلك".
وأكد أنه "لا رقابة على النصوص ولا رقابة على حرية الرأي الايجابي ولا تسألوا عن النص وماذا يقدم لأننا في هذا البلد تجاوزنا مرحلة الرقابة والمهم ان الإبداع يرتبط برفعة الإنسان ورفعة الذوق العام في كل الفنون والثقافات"، وأضاف "في هذا الملتقى تغمرني السعادة وأتمنى لكم إقامة سعيدة في هذا البلد وأقول لكم إن الجائزة الكبرى لنا هو احتضانكم وتوفير أجواء الحرية لكم".
مدير عام دائرة السينما والمسرح شفيق المهدي قال بكلمة قصيرة بهذه المناسبة "هنا بغداد عاصمة العرب منذ عام 2003 ولحد الآن لم ينفك جسد العراق عن جسد الأمة ونحن نجتمع والإخوة العرب كلهم معنا فأهلا وسهلا بهم جميعا".
وتابع "دافعنا عن هذا المسرح بالرشاشة وبالمسدس كي لا يغلق هذا الصرح الثقافي الكبير وكنا ننتظر هذا اليوم في بغداد اذ لا يمكن ان نبني مجتمعا يتمتع بالحرية والديمقراطية دونما خشبة مسرح".
وأضاف أنه "حتى هذه اللحظة مئات من الفنانين والمثقفين العرب يتمنون الوصول إلى بغداد، شكرا لمحبتكم إخوتنا العرب ولكل من دعمنا".
وتابع "لا يهمني من يشتم ولا يعنيني من يتقول، تعنيني بغداد وثقافة العراق وإعادة علاقات بغداد الرائعة والعميقة إلى هذه الأمة العظيمة".
وأردف "سيحتاجون مئات السنين أو آلاف السنين أن يفسخوا هذا العقد التاريخي العظيم بين العراق وحاضنته الكبرى الأمة العربية، ولم يتمكنوا وقد حاولوا آلاف السنين ولن يتمكنوا" .
وزاد "يبقى العراق جزءا من الأمة العربية وهذا قسم كل أهل الثقافة والفن وهذه توجهات وتطلعات وزارة الثقافة".
وكان للفنان حيدر منعثر رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان كلمة قال فيها:
"باسم العراق باسمكم جميعا باسم عشاق المسرح شباب المسرح العربي أعلن بدء فعاليات مهرجان بغداد لمسرح الشباب العربي من هنا من قلعة بغداد قلعة الشباب وعلى بركة الله".
الفنان جواد الشكرجي حضر الى بغداد من اجل حضور فعاليات المهرجان وقال في تصريح خاص لـ"لمدى" "اجزم ان هذا المهرجان سوف يحقق قفزات نوعية في تحقيق مهرجانات أخرى هنا في بغداد وهي مقبلة على عام كبير، عام تكون بغداد عاصمة إقليمية للثقافة، أتوقع الكثير الكثير من فعاليات ثقافية وفنية وشعرية".
وأضاف الشكرجي أن "الثقافة والكلمة والصورة والمسرح والشعر والريشة هي الأساس في الحياة العراق، وبدون ثقافة كأنه العراق بدون دجلة والفرات هكذا تعلمنا وان شاء الله هؤلاء الشباب الفاعلون الصاعدون ينهضون بثقافة البلد، التي هي ثقافة حضارة امة إنسانية أجمعها وليست ثقافة عابرة أو عادية وانما هي صانعة حضارات وثقافات عريقة تحية لكل من ساهم بإنجاح هذا المهرجان" .
وبين ان"الافتتاح ناجح والمهرجان ناجح وان هنالك بعض العروض المسرحية ستلاقي إعجاب الجمهور".
واشار إلى أن "بغداد لا تزال مغطاة بوشاح من سواد ومع الأسف لا تزال تنتظر الكثير من السنين والمثقفين سينهضون ببغداد إن شاء الله وننظر الكثير من السياسيين الذين يدخلون شوارع بغداد ويرونها جيدا يوميا وهي عبارة عن قمامة كبيرة مع الأسف".
اللجنة التنظيمية: جوائز مالية قيمة تنافس جوائز أوربا
حيدر عبد ثامر ممثل مسرحي احد أعضاء اللجنة التنظيمية قال في حديثه لـ"المدى" إن "بغداد هي بحد ذاتها ثقافة قبل أن تكون بغداد عاصمة للثقافة
واليوم ومع بدء المهرجان بدأ ليل بغداد يرجع للبغداديين وسيكون هذا المهرجان تقليدا سنويا".
وأضاف أن "التنظيم أرهقنا كثيرا والمصاعب كثيرة هنا في بغداد برغم التسهيلات الكبيرة التي قدمتها المؤسسات الحكومة وتحديدا وزارة الثقافة التي تعاونت معنا لإنجاح هذا المهرجان ونحاول إقامة مهرجانات أخرى وهي بادرة خير لمهرجانات كبيرة قادمة" .
الوفود التي أتت إلى بغداد وفود كبيرة ومحترمة (تونس جزائر مغرب السودان عمان فلسطين سوريا لبنان والأردن) وخمس مشاركات عراقية مهمة جدا سيقدمون عروض مذهلة وقد حضرت البروفات وشاهدتها، وهي عروض مهمة جدا واعتقد أنها ستحصد جوائز مهمة بالإضافة إلى العروض السيمفونية، والاوركسترا الايطالية".
مبينا أن "المهرجان للشباب حصرا وضيوف الشرف لن يدخلوا المسابقات
ولجنة تقييم الأعمال لجنة محترمة جدا وستكون المنافسة قوية جدا للمسرحيات المشاركة ولجان التحكيم ستكون برئاسة سامي عبد الحميد صلاح القصب" .
وستكون الجوائز لــ "أفضل ممثل، أفضل سيناريو، أفضل عمل متكامل، أفضل إخراج مسرحي، وافضل سينوغرافيا"، والجوائز المادية المقدمة للفائزين هي مبالغ خيالية وكبيرة وتشبه الجوائز التي تقدم في مهرجانات أوربا والميزانية للمهرجان ميزانية رصينة وهي خارج ميزانية بغداد عاصمة الثقافة".
وقال احمد القبانجي في تصريح خاص لـ"المدى"، إن "المهرجان يشكل علامة مضيئة للثقافة العراقية باهتمامها بأمرين، الأول الاهتمام بالفن والمسرح احد الفنون المهمة في صياغة الثقافة وإيصال المعاني والمفاهيم وبث الامل وزرع المثل الإنسانية في نفوس الناس والأمر الآخر في هذا المهرجان مشاركة الكثير من الدول العربية هو إعطاء بعد عالمي لبغداد وللفن وكما نعلم أن الثقافة الحقيقية هي مشاركة ثقافات عديدة وامتزاجها وإدغامها في ثقافة واحدة حين اذ تتولد الثقافة الحقيقية".
الملحن جعفر الخفاف شارك في الحديث قائلا: المثل الصيني يقول رحلة الالف ميل تبدأ بخطوة واليوم نلاحظ خطوة في بغداد تعادل آلاف الأميال وتعني الوصول إلى الجنة وهذه بداية مهمة جدا.
أحيانا طريق الألف ميل محفوف بالمخاطر، وللوهلة الأولى حين رأيت الحضور وعندما جلست قرب اشقاء عرب حضور من المغرب العربي قرأت حبهم لبغداد في عيونهم واشم في نفسهم الود للعراق فسألت احد الإخوة العرب عن شعوره وهو في بغداد فأجاب: أن هذه اللحظة اعتبرها حلما من الأحلام واعتبر هذا الحلم قد تحقق عند زيارتي لبغداد.
وقالت الفنانة المصرية انتصار في تصريح خاص للمدى: المظاهر هنا اليوم جميلة، عزف ورقص ومسرح وحضور جماهيري كبير انه كرنفال فرح للعراقيين، لم أتوقع ان ارى هذا العدد الكبير من العراقيين المهتمين بالفن والمسرح خصوصا، أتينا من مصر الى العراق الشقيق ونحن متلهفون لزيارة العراق بلد الحضارات وبلد التاريخ وبلد الفن والأدب وكل شيء جميل في بلدنا الثاني العراق، وكان الاستقبال اكثر من جيد من قبل المسؤولين العراقيين والمنظمين، ولم أتوقع ان ارى هذا العدد الكبير من العراقيين الذين يحبون الشعب المصري وتفاعلوا معي خصوصا وكانت سعادتهم كبيرة عند دخولي إلى هذا المسرح الجميل ومنذ أول دخولي إلى بغداد وحتى الآن لن يتوقف العراقيين من التقاط الصور معي ومع الوفد المصري معبرين عن فرحتهم بمشاهدتنا".
وأكدت ان "المسرح العراقي هو الأفضل عربيا ، والمشاركات العربية موجودة وبقوة في الساحة العربية ويحصدون الجوائز المسرحية الكبيرة اينما حلوا".
وأشارت إلى أن "العراق مقبل على مشروع بغداد عاصمة الثقافة ونحن متفاعلون مع العراق وسنعمل معكم على إنجاح مشروع بغداد عاصمة الثقافة لأن بغداد تستحق أن تكون عاصمة للثقافة لأهميتها التاريخية والحضارية الكبيرة في المنطقة" .
فيما قال الفنان كاظم القريشي للمدى: اعتقد أن بغداد تستحق أن تستضيف مثل هكذا مهرجانات وقادرة على إنجاح فعاليات اكبر من هذه، اليوم أرى أن بغداد بدأت استعادة مكانتها التاريخية والريادية بالفن بصورة عامة، والمسرح بصورة خاصة، المشاركات العربية أعطت دعما كبيرا للمهرجان وحضور أكثر من ثماني دول وهذا نجاح كبير لبغداد وللقائمين على المهرجان، وهو ليس فقط للمسرح لكنه مهرجان فني كبير هنالك الموسيقى وعروض النحت والجلسات النقدية، وارى النجاح لهذا المهرجان واضحا من خلال الجمهور الكبير والحضور الاعلامي والاعداد الكبيرة للفرق الفنية العربية المشاركة، ونتمنى التوفيق لشباب المسرح الجديد".