خليل جليلاذا كانت سلسلة اللقاءات التي بداها رئيس اللجنة الاولمبية مع مسؤولي وأعضاء اتحادي السباحة والجمباز وما سيتبعها من لقاءات اخرى منتظرة مع اتحادات اخرى،قد تزامنت مع مرور عام على انبثاق اللجنة الاولمبية العراقية وانبثاق مكتبها التنفيذي الحالي اثر انتخابات مر عليها عام كامل،
فإنها من دون شك تندرج مثل هذه اللقاءات في اطار حرص المسؤولين في اللجنة الاولمبية على الوقوف على مدى وحجم الخطوات التي شهدها العمل الاولمبي خلال عام كامل ويكون بذلك امتدادا لخطوات سابقة من العمل المضني الشاق.ومن دون شك ان متابعة تفاصيل العمل اليومي للاتحادات الرياضية ومهامها وواجباتها ستؤدي بالتالي الى وضع تصورات عملية لبرامج هذه الاتحادات أمام المسؤولين في اللجنة الاولمبية لمعرفة سياسات تنفيذ مثل هذه البرامج بالشكل الذي يفضي الى ما تنتظره اللجنة من نتائج لعمل جاد وفعال داخل اروقة تلك الاتحادات التي وجدت نفسها الآن إزاء متابعة بل مساءلة ايضا من قبل مسؤولي الرياضة وهذا شيء واقعي وحيوي ويصب في مصلحة عمل هذه الاتحادات التي يرغب البعض منها ان يعمل مثلما يراه مناسبا له وليس لاهمية العمل الرياضي وثوابته.صحيح ان خطوة اللجنة الاولمبية في متابعة عمل الاتحادات الرياضية وتقصي برامجها والوقوف على مدى جدية المضي بهذه البرامج الذي يفترض ان تكون مستندة إلى اسس تطوير العمل الرياضي جاءت متأخرة سواء من قبل رئيس اللجنة الاولمبية او المكتب التنفيذي الذي انشغل عن هذه الاتحادات وركز في مهامه على أزمة كرة القدم وقضايا اخرى متعلقة بهذه الأزمة وكأن اللجنة الاولمبية باتت قضية كرة القدم شغلها الشاغل خلال الأشهر الست الماضية وعلى حساب ما تقتضيه أساسيات متابعة العمل الرياضي بشكل عام وما يدخل في صلب مهام اللجنة الاولمبية.من المهم جدا ان تكون اللجنة الاولمبية ومسؤولوها على مسافة قريبة جدا من عمل واداء الاتحادات التي ما زالت تئن تحت وطاة التراجع الخطير الذي أصاب الحركة الرياضية منذ زمن ليس بالقصير وادى الى ما ادت اليه من تداعيات حصد نتائجها المتواضعة رياضيونا وهم يعودون كل مرة من محافل ومشاركات خارجية بنتائج مخجلة لابد من ان تقف وراءها اسباب وعوامل ادت الى تلك النتائج المتواضعة التي اعتادت عليها رياضتنا وكأنها قد دأبت عليها وبات امرها عاديا طالما ان سياسات المتابعة والمراقبة لبرامج عمل الاتحادات بشكل خاص والعمل الرياضي بشكل عام غائبة ولايوجد من يريد الخوض فيها لمصلحة الرياضة.وفي العودة الى اجواء العمل الرياضي في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي من المؤكد يجد كل متابع ان مقومات وعوامل الانجاز الرياضي كانت حاضرة بل مهيمنة على بطولات ومناسبات عربية وقارية كان للرياضة العراقية حضور واضح فيها ولم تنفك منصات التتويج لاعتلائها من قبل الرياضيين العراقيين وكانت من ابرز تلك العوامل والأسباب الخبرات الأجنبية التدريبية التي كانت تتولى مهمة الإشراف وتدريب منتخباتنا وصقل المواهب والمهارات العراقية وهي حتاج الى مثل هذه الخبرات فضلا عن انتشار المراكز التدريبية المتخصصة لباقي الألعاب الرياضية وهي تشهد موجات متتالية من الأسماء التي ما زالت الذاكرة تحتفظ بها الى يومنا هذافالاجتماعات الأخيرة لرئيس وأعضاء اللجنة الاولمبية العراقية مع عدد من الاتحادات الرياضية نأمل ان تكون قريبة جدا من الأسباب والحقائق التي تواجهها الرياضة العراقية في الوقت الحاضر، فالقضية لن تعد مجرد بطولات محلية يقيمها هذا الاتحاد او ذاك بل يفترض ان تكون المسألة ابعد من ذلك بكثير فاللجنة الاولمبية مطالبة بالتطوير وصناعة الانجاز الرياضي قبل أي اتحاد رياضي. فبقاء الخبرات الأجنبية غائبة وفرص تطوير المهارات التدريبية الوطنية خارجيا ضائعة ايضا والافتقار الى مراكز تدريبية رياضية متنوعة وتلاشي الاهتمام بالقاعدة الرياضية عن هذه العوامل نعتقد بان مثل هكذا اجتماعات ان تأخذها بنظر الاعتبار وان تتعاطى معها بشكل جاد وفعال ومؤثر. أما ان تبقى كشوفات عمل الاتحادات الرياضية ممتلئة بأنشطة محلية ومشاركات خارجية صارت مناسبات وفرصا للنزهة والراحة وتعود منتخباتنا ادراجها بعد كل رحلة خارجية من دون مساءلة ومتابعة لما حققته فهذا امر خطير وان ابقاء الحال هكذا سيكون هو الأخطر. rn
وجهة نظر :لقاءات عمل أولمبية
نشر في: 2 إبريل, 2010: 05:00 م