TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات:شراكة حقيقية

كردستانيات:شراكة حقيقية

نشر في: 2 إبريل, 2010: 05:05 م

وديع غزوانيبدو ان هنالك شبه اجماع  بين اقطاب العملية السياسية للخروج من مأزق تشكيل الحكومة القادمة باسرع وقت , بالاتفاق على شراكة جميع الكيانات الفائزة فيها . غير ان العقدة الرئيسية تكمن في اختيار رئيس الوزراء القادم .
ومع ان الشخصيات البارزة المتنافسة على هذا المنصب لم تخرج عما كان متداولاً وهي : اياد علاوي وباقر جبر وعادل عبد المهدي ونوري المالكي و ابراهيم الجعفري باستثناء جعفر الصدر الذي نفت مصادر من قائمة دولة القانون ترشيحه مؤكدة تمسكها بالمالكي مرشحاً وحيداً لها , فان طبيعة المشاورات بين الكتل السياسية وما يسفر عنها من اتفاقات كفيل بقلب وتغيير الكثير من معادلات التنافس للاستحواذ على مقعد رئيس الحكومة القادمة , خاصة ان لعبة السياسة لاتخلو من مفاجآت واحداث خارج سياقاتها المألوفة .ففي ما يخص إقليم كردستان ومتابعتها هذا الحدث البارز الذي سينعكس بالتاكيد على الإقليم , فقد اكد الرئيس مسعود بارزاني والدكتور برهم صالح وغيرهما من المسؤولين الكرد ان التحالف الكردستاني يتعامل بانفتاح مع كل القوائم الفائزة وقال صالح في حديث صحفي ( بغض النظر عمن سيفوز او يحصل على مقاعد اكثر في البرلمان القادم , فان ما يهمنا هو سلامة العملية الانتخابية وضرورة احترامها , والوضع في كردستان يتأثر بما يحصل في بغداد باعتبارها عاصمتنا جميعاً , ونحن ضد اي اتهامات او عملية ابتزاز للمفوضية . . ) .لا شك في ان عملية التحاور الجدي قد بدأت تواً لاستكمال ما جرى من مباحثات ومشاورات سابقة لتحديد شكل الحكومة القادمة والاتفاق على ابرز ملامح برامجها , وتشير المعلومات الى ان رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني سيلتقي قادة وممثلي القوى الكردستانية للتشاور معهم بشأن وضع ستراتيجية التفاوض مع الكيانات السياسية العراقية الاخرى وعقد التحالفات معها  , ومن المؤمل ان تتم خلال الاجتماع ( تسمية الوفد التفاوضي الكردي للشروع في التفاوض مع الكتل والكيانات السياسية ) كما ذكر رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان الدكتور فؤاد حسين .ما نأمله ألا تطول مرحلة التفاوض , وما يهم اكثر ان تسفر المحادثات عن حكومة قادرة على انجاز المتأخر من المهام التي طال انتظارها , وان يسود المفهوم الوطني لمعنى الشراكة  في الحكم على اساس انجاز المهام الموكلة لكل وزارة , بعيداً عن مفاهيم المحاصصة وتغليب لغة المصالح الآنية الضيقة على مصلحة الوطن والمواطن .. لتكن الحكومة القادمة حكومة شراكة حقيقية لاينفرط عقدها في اول مأزق يواجهها , تشيع فيها وتتجسد قيم الديمقراطية ومبادئها  ,ولامكان فيها للمفسدين, و على ان تكون مرآة صادقة لتطلعات المواطنين و أمانيهم .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram