متابعة اخبارية:الانتخابات السودانية في خطر، ومسار البلاد نحو الاستقرار محفوف بالمفاجئات والعودة الى المربع الاول. هذه الصورة السودانية الرهانة في اعقاب انسحاب احزاب المعارضة من انتخابات الرئاسة.مسؤول حزبي كبير قال امس ان أحزاب المعارضة السودانية الرئيسية انسحبت من انتخابات الرئاسة وهي خطوة قد تقوض الانتخابات وتلحق الضرر بعملية السلام المتعثرة.
وقالت ثلاث مصادر من الاحزاب ان خمسة أحزاب سياسية على الاقل من بينها الحزب الاتحادي الديمقراطي المعارض الذي يتمتع بنفوذ قوي قررت مقاطعة الانتخابات على جميع المستويات بما في ذلك انتخابات حكام الولايات والانتخابات البرلمانية احتجاجا على مخالفات واسعة.وقال محمد زكي مدير مكتب الصادق المهدي زعيم حزب الامة المعارض لرويترز ان معظم أحزاب المعارضة قررت سحب مرشحيها في انتخابات رئيس الجمهورية.وأضاف زكي أن خمسة فقط من المستقلين وممثلي الاحزاب الاصغر قرروا الاستمرار في خوض الانتخابات في مواجهة الرئيس عمر حسن البشير.وقال انه ما زال من الممكن أن يعيد مرشحو أحزاب المعارضة الرئيسية النظر في قرارهم اذا وافقت الحكومة على اصلاح اللجنة القومية للانتخابات واستجابت لشكاواهم من مخالفات واسعة النطاق في الانتخابات.والانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقرر أن تجرى في أقل من أسبوعين من البنود الاساسية في اتفاق السلام الشامل لعام 2005 الذي أنهى اكثر من عقدين من الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب.وجاء اعلان المقاطعة (الخميس) بعد يوم من سحب الحركة الشعبية لتحرير السودان مرشحها ياسر عرمان من الانتخابات الرئاسية احتجاجا على مخالفات وانعدام الامن في دارفور. وكان ينظر الى عرمان على أنه منافس رئيسي للبشير.وتطالب الحركة الشعبية لتحرير السودان وجماعات المعارضة باجراء تحقيق في الطريقة التي فازت من خلالها شركة حكومية بمناقصة لطباعة بطاقات التصويت كما قدمت شكاوى عديدة بشأن تزوير اثناء عملية تسجيل الاصوات وغيرها من الاستعدادات.وقال مساعدون للمبعوث الامريكي الي السودان سكوت جريشن انه توجه الى الخرطوم بعد سماع أنباء انسحاب عرمان وأجرى على مدار يوم الخميس محادثات عاجلة مع الحكومة وزعماء المعارضة.وقال بي.جي. كرولي المتحدث باسم الخارجية الامريكية للصحفيين في واشنطن "نشعر بالقلق بشان مصداقية الانتخابات. نريد أن نراها (الانتخابات) شاملة وتنافسية بقدر الامكان. سكوت هناك ليحاول المساعدة فيما نفعله هنا... استعدادا للانتخابات القادمة".وقالت مصادر حزبية ان الحركة الشعبية لتحرير السودان وأحزاب المعارضة اجتمعوا في وقت متأخر من ليلة الخميس واتفقوا على أن خمسة أحزاب على الاقل من بينها الحزب الاتحاد الديمقراطي والحزب الشيوعي السوداني وحزب التجديد والاصلاح المنشق على حزب الامة ستقاطع الانتخابات كلها.وقال مسؤولون حزبيون ان الحركة الشعبية وحزب الامة سيتشاوران مع أعضائهما لاتخاذ خطوة مماثلة مما يشير الى عدم توافق بين أحزاب المعارضة على ما يتعين عمله بينما لم يبق على الانتخابات سوى عشرة أيام. ويقول محللون ان انسحاب عرمان سلم فعليا السباق الانتخابي للرئيس الحالي عمر حسن البشير وقد يكون جزءا من صفقة مع حزب المؤتمر الوطني الذي يقوده البشير ويهيمن على الشمال لضمان اجراء استفتاء في كانون الثاني 2011 على استقلال الجنوب بموجب اتفاق السلام.لكن عرمان نفي وجود أي صفقات قائلا انه ليس هناك جدوى من المشاركة في انتخابات ابريل نيسان وان حزب المؤتمر الوطني تلاعب بها بالفعل كي يفوز البشير.وقال سكان في جنوب السودان أنهم يشعرون بخيبة أمل لعدم خوض الحركة الشعبية لتحرير السودان الانتخابات كمنافس للبشير بيد أنهم أشاروا الى أن الاستفتاء أهم بالنسبة لهم.وقال طبيب يدعى فيكتور جال "هذه الانتخابات لن تكون حرة أو نزيهة .. حزب المؤتمر الوطني سيزورها... الكل يعرف ذلك. المهم بالنسبة لنا هو الاستفتاء".