TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > توهجات في شعر البريكان

توهجات في شعر البريكان

نشر في: 2 إبريل, 2010: 05:58 م

الأصيل بين الهضابمحمود البريكان عاش متوحداً متفرداً يأبى التدجين فلم يحاب أحداً أبداً، كان يبدع شعراً حداثياً ولكنه لم يدع لنفسه ولم يدع الإبداع، اكتشفه الآخرون وتبنى إبداعه النقاد، ولكنه ظل ينأى بنفسه عن التبجح، لقد طوى جرحه على جرحه وظل ينشد وحيداً مثل أصيل بين الهضاب.
نفى البريكان نفسه في داره حتى حز القيد في لحم يديه وأذكر مرة أن البياتي كان في البصرة في أحد المرابد وكان معه مجموعة من الأدباء وكنت معهم وقرروا زيارة البريكان وإخراجه من قوقعة وحدته، ولكنه فاجا الجميع فلم يخرج للبياتي ومن معه وظلت زوجته محرجة آنذاك فقال لها البياتي مؤكداً: قولي له (أبو علي) في الباب يريد لقاءك، خجلى قالت لا يستطيع استقبال أحد.هكذا كان البريكان مأخوذاً بالهواجس والشعر ينثر عبير إبداعه بلا مقابل، لقد صنفه النقاد بين أكثر العراقيين إبداعاً وألحقه بعضهم بالرواد لحداثة شعره وجمالية أدائه وروعة إبداعه، بوركت المدى وهي تتذكر هذا المبدع وبورك من أحيا ذكره.د. سمير الخليلالصمت عنده بلاغةفي مرحلة من مراحل التجديد الشعري في العراق ظهر الشاعر محمود البريكان أبان العقد الأربعيني عندما نشر أول قصيدة له عام 1946 (شبح الماضي.. شبح ذكرى)، الشيء الملفت للنظر ان الشاعر وبعد المرحلة هذه كتب القصيدة العربية بإطارها الفلسفي خصوصاً بعد ان أكمل دراسته الجامعية.البريكان شكل في هذا المجال جديده الشعري من خلال قراءته وكتابته في المضمون داخل مكونه اللغوي، وهذا ما ميزه بوصفه الوحيد الذي أعطى للقصيدة قراءة أخرى.. قراءة معرفية، وللغة الصمت عنده بلاغة كبيرة أعطى نكهة خاصة ولوناً خاصاً، ولعل من هذا وذاك كانت له صيغة معرفية عكست على جسد شعريته ليصبح الموضوع معادلاً لموهبته وإطاره المعرفي.زهير الجبورياللغة أكثر من أداة لديهفي كثير من الدراسات الشعرية التي تناولت الدور الريادي لمحمود البريكان باعتباره الشاعر الذي سبق السياب في تأسيس قصيدة الشعر الحر، والحقيقة فإن البريكان تجاوز هذا النمط من المعنى الذي يشير الى كون الريادة متعلقة بالزمن فقط، وهذا ليس جوهر الريادة، فهي الفضاء الذي تحول فيه مفهوم النص الشعري والكتابة الشعرية من النمط الكلاسيكي الى نص الرؤية، وأصبحت اللغة أكثر من كونها أداة لدى الشاعر الى فضاء للتفكير والتأمل وقرارة العالم بشكل مغاير تعطي الفرصة الكاملة للشاعر ان يكون في مقدمة الخطاب الثقافي العراقي والعربي على مدى قرن من الزمان، أنه القرن الذي صنعه محمود البريكان والسياب ونازك ولنا ان نفخر بهذه الأسماء الكبيرة في تاريخ الثقافة العربية والعالمية.مازن المعمورياللهفة لنصوصهيعد محمود البريكان واحداً من أهم علامات المشهد الشعري العراقي، وقد اتسم حضوره في الذاكرة الشعرية العراقية بقدرته الغريبة في الابتعاد عن عالم الشهرة والأضواء، بينما بقي حضوره مؤثراً بشدة من خلال نصوصه القليلة التي تأتي بصورة خاصة الى بعض المجلات العراقية، محاطة بعبارة (لا يسمح بنشرها في مكان آخر) وما شابه ذلك ما جعل الوسط الثقافي في لهفة مستمرة لنصوصه وقراءتها ودراستها نقدياً وفكرياً.ويبقى محمود البريكان واحداً من رموز التاريخ الشعري العراقي لأجيال وأجيال بعيدة.حيدر الفيحان

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

اتحاد الأدباء يستذكر كريم العراقي في ذكرى رحيله

جامع النبي يونس: إعادة الإعمار مستمرة بتمويل المتبرعينوافتتاحه المتوقع بعد عام ونصف

إصدارات (المدى) تزين رفوف المكتبتين العامة والجامعية في الموصل

موصلي يُعيد الحياة لبيت قديم بتحويله إلى مطعم تراثي

جورج كلوني وبراد بيت محبطان بسبب "الذئاب"

مقالات ذات صلة

بيت المدى ومعهد

بيت المدى ومعهد "غوته" يستذكران الموسيقار العراقي الكبير طالب القرة غولي

 بسام عبد الرزاقتصوير : محمود رؤوف اقام بيت المدى في شارع المتنبي، بالتعاون مع معهد "غوته" الألماني، أمس الأول الجمعة، جلسة استذكار للموسيقار العراقي الكبير طالب القرة غولي، شارك فيها عدد من المتحدثين،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram