عبدالله السكوتي اشتهر الاسد بالقوة والبطش ، وانه قادر على تحصيل فريسته في اي وقت يشاء ، فاذا لم يحصل على فريسة في يوم من الايام وبات بدون عشاء فلا يصدق الناس عنه ذلك . وهذا المثل اول ما يستدعي النظرة السيئة للناس تجاه المسؤولين والحكومة ، فلا يقبلون اعتذارا من احد ، ويتندرون ان الحكومة قادرة على اي شيء ولايصدقون انها بريئة من فعل ما او من تصرف ما .
قيل الكثير عن ان تشكيل الحكومة قد يتم في احدى دول الجوار ، وذلك بسبب زيارة عدد من المسؤولين لها ، في حين تراجع البعض ممن اطلق هذه التصريحات وطالب بزيارة هذه الدولة هو الاخر ؛ اي عقل يستوعب هذا ونحن نمتلك دستورا واضحا تتشكل الحكومة من خلاله بنسبة 163 نائبا ليبقى النصف ناقصاً واحد للبرلمان الذي سيمارس مهمة الرقيب على الحكومة المقبلة ، ماذا تستطيع دول الجوار ان تفعل امام صوت الشعب الذي دوى عاليا حيث اعطى ثقته لممثليه ، ليبقى امر مهم هو التوافقات والائتلافات ، وهذا امر لاتستطيع دولة بعينها التدخل فيه ، اذ من غير الممكن ان تتنازل الكتل عن حقوقها وتعطي بيدها للاخرى دون مكاسب او اثبات حق ؛ المسألة تتلخص في ان المصلحة هي صاحبة القرار الاخير وهذه المصلحة تصب في النهاية في صالح الوطن واستقراره ؛ من الممكن ان تتدخل دول الجوار في الجانب الامني فمرة من الغرب تعبر القاعدة ومرة اخرى تصبح بعض الدول المحيطة ممرا للمنبوذين الذين يغريهم العراق بتعدد اعراقه وقومياته فيفكرون انه صيد سهل ومن الممكن ان يحصلوا على موطئ قدم فيه، ومن ثم تبدأ تشكيلاتهم المشبوهة ببث الرعب والخوف بعبوات ناسفة وسيارات مفخخة واسلحة كاتمة ، وهذا الامر قطعا لايخلو من تقصير ناتج عن عدم مراقبة الحدود بشكل جيد ، اما حين نتبادل التهم ونلغي سيادتنا على ارضنا بعد التضحيات الجسيمة التي قدمها الشعب على مذبح الديمقراطية فهذا امر غير مقبول ويخلو من حنكة السياسيين .حين تكون دولة من الدول هي اللاعب الرئيس في تشكيل الائتلافات ، فهذا امر يستدعي الالتفات والتشكيك ، اما حين يزور مسؤولون عراقيون دولة اخرى لاجل احياء مراسيم مناسبة معينة او حتى التداول بالعلاقات الثنائية والمتغيرات السياسية .. يتهمون انهم سيشكلون الحكومة هناك ، فهذا امر مقصود ووراءه اجندات ربما تهدف الى اسقاط العملية السياسية برمتها . البعض حصل على صك براءة من التهم التي ألصقت به من انه عميل او تابع لدول الجوار ، ونسبة الاصوات التي سجلها دليل على براءته حتى مما تكلم به البعض من ان هناك تزويرا للانتخابات ؛ ليس علينا ان نأخذ الامور على ظواهرها ونجرد سياسيينا من شخصياتهم ونتهمهم بالذيلية والتبعية في اتخاذ القرار ، ان الدول المجاورة تتبع مصالحها وتبحث عن تمثيل آخر غير التمثيل الدبلوماسي في داخل العراق ، لكن وعي الشعب كشف الكثير من الاوراق ولايمكن ان يقبل بحكومة الابحسب مايملي الدستور الذي كتب بايد عراقية .ربما يبيت الاسد جائعا ولا احد يصدق ، لكن الايام المقبلة ستضع كل شيء في نصابه وسيبوء بالفشل من حاول التشكيك بكل الاشياء لاعطائها شكلا مختلفا ، فبعد ان كانت تابعة لدول كبرى تغيرت المعادلة الى دول ربما حاولت الابتعاد عن اللعبة في العراق اكثر من غيرها ، لكن ثقافة التشرذم والطائفية ماتزال ماثلة امام البعض ، مع ان البناء المجتمعي للعراق اخذ بالتغير ، وابتعد عن التأثر بهذه الامور التي لعبت دورا كبيرا في تخريب بنية المجتمع العراقي ابان عام 2003 .
هواء فـي شبك :( السبع متهوم ولوبات بليّه عشا )
نشر في: 2 إبريل, 2010: 08:57 م