إياد ألصالحي rnصدر للزميل محمد هادي الحليّ كتاب جديد بعنوان ( صور قلمية لأعلام الرياضة في بابل ) استعرض فيه سيرة أكثر من 400 رياضي ممن مثلوا وخدموا الرياضة البابلية وعُرفوا من خلالها ورشحوا للدفاع عن المنتخبات الوطنية في ألعاب كثيرة تفانوا من أجل سمعة العراق وظفروا بميداليات الإنجاز
وكؤوس التفوق التي عبّرت عن قدراتهم الفذة في ممارسة رياضاتهم من دون أن ينال السواد الأعظم منهم ما يكافىء جهودهم وتضحياتهم الكبيرتين.لقد أبدع زميلنا في رسم صور تألق أجيال مختلفة أجزلت العطاء ومثلت مشاهد مؤثرة من البطولة والوفاء في تاريخ رياضة الحلة التي رأت النور في أواسط عقد الأربعينيات من القرن الماضي بعد أن وضع لبنتها الأولى شناوي الوزير أحد أوائل الحليين ممن أرسوا مقومات نهضتها وأطلقوا شرارتها من مركز لواء الحلة آنذاك .إنّ أرشفة الزميل محمد ذكريات بابلية عصفت بواقع الألعاب في أزمان متباينة وأثارت صفحات من أسرار لم يبح احد بها من قبل ، فضلاً عن رسم قلمه مآثر اشخاص طوت السنين تجلياتهم وسلطت الضوء على آخرين مكافحين حتى أنهم دفعوا ضريبة مواقفهم الأصيلة مثل حسين العميدي ، هي ليست أرشفة بوصفها المهني ، بل مسلّة متنوعة بالحِكم والتجارب الثرية بحسابات البطولة ودروس الإخفاق ، وتستحق ان تخلّد مع جواهر الكتب القيمة في المتحف الاولمبي الذي يشرف عليه الرائد الإعلامي د.ضياء المنشىء رمز التوثيق الرياضي العراقي الذي يشهده الوسط الإعلامي بحراك فعّال منذ 2003 وحتى الآن بالرغم من المعوقات الصعبة التي تعيق سعي بعض الزملاء لطرح موسوعاتهم الى المكتبات بسبب كلف الطبع الباهظة.وفي الوقت الذي أشعرنا الزميل محمد بقيمة منجزه الوثائقي القدير برغم ما رافقه من إعياء فكري نتيجة كثرة الشخصيات التي تناول سيرها في 496 صفحة ، إلا انه عاتب بمرارة كل من تكاسل في إبداء المساعدة له بكلمة او صورة ممن يعنيهم الكتاب أصلاً ، فأي نفوس هذه تبخل عن مشاركة الصحفي إنجاز مؤلف يحكي تاريخ بطولتها ويخلد شهاداتها ؟!كما لفت المؤلف في مقدمته الى مسألة غاية في الأهمية تقتضي اهتمام المؤسسات الرياضية بها ألا وهي غياب المعلومات المتصلة بالحقب الماضية بالرغم من ان مؤسسات مثل اللجنة الاولمبية أو الاتحادات المركزية أو الأندية الرياضية وحتى مديريات التربية لها قواسم مشتركة مع شؤون رياضية تمتد صلتها بالماضي الى خمسة عقود أو اكثر لم يجد الصحفي ضالته فيها ما يسبب إرباك عمله او تمرير معلومات غير دقيقة يستند إليها لاحقاً طلبة العِلم أوعند تقييم الاشخاص او البحث عن رموز ودّعوا الحياة بصمت من دون ان تجد لهم صدى ذكريات في كتيّب او صحيفة او حتى شهادة راوٍ في لقاء تلفازي ... وهكذا يموتون ( ذِكراً وذاكرة)!إنّ مسلّة محمد بغزارتها المعلوماتية ومسحه الشامل لرياضة بابل من الألف الى الياء ، تكاد تكون لوناً جديداً من ألوان الأرشفة الخصوصية التي تتقصى عن أعمدة الرياضة في المدن والاقضية مثلما تبحث عن مصابيح صغيرة أنارت في يوم ما دجى الرياضة ، وغالبا ما تتضاءل مساحة أضوائها في المؤلفات الساطعة بشموس كبار الرياضة العراقية ، وعليه فإن مسلّة محمد دعوة صادقة لجميع الصحفيين في بقية المدن العزيزة لأن يتفقدوا صلاحية ذاكرتهم ويشرعوا بتدوين شهادات رياضيين يتنفسون عبق الماضي وتكتنز رؤوسهم وقلوبهم خيوطاً ذهبية لمذكرات ثمينة من المؤسف ان تمر كل هذه السنين من دون ان تستلها الأقلام لتحفظها في سطور خالدة.ومن دواعي الألم الذي يتحرك في وجدان الرياضيين من أبناء الحلة ، أن يوثق الكتاب صورة واقعية عن الإهمال الذي تعانيه البنى التحتية لرياضة بابل ، إذ لم تمتد يد الرعاية لها من حكومات عدة توالت لأكثرمن ثلاثين عاماً وحتى الآن باستثناء مبادرات خيرية من الميسورين دفعتهم غيرتهم وإنسانيتهم لإنقاذ رياضة المدينة من الكفاف وتثمين انتصارات فرقها وأبطالها.لنحتف جميعا بمؤلف محمد هادي الجديد ونشدّ على يده وندفع غيره للإقتداء بنموذجه في أرشفة أبطال المدن لأنهم عناوين مشرفة للوطن في سوح الرياضة ، كما ادعو الأكاديمية الاولمبية الى تأسيس رابطة التوثيق الرياضي برئاسة د. ضياء المنشىء فهناك أسماء جادت وما تزال بعطاء ثر في هذا المجال المهم من تاريخ الحركة الرياضية العراقية مثل د. باسل عبد المهدي ود.هادي عبد الله وصفاء العبد وعلي رياح ووليد طبرة ود.عبد العزيز النايف ود.كاظم الربيعي ومهدي احمد وعبد الجبار العتابي وزيدان الربيعي وهشام السلمان ومحمد هادي وغيرهم ، لتكون بين أيدينا في المستقبل القريب موسوعة كبيرة نهديها للأجيال اللاحقة سيما ان تاريخ الرياضة في بلدنا مرّ بقصص عدة من (الشهد والدموع) تستحق توثيقها على لسان شهود أحياء قبل ان يرحلوا كوميض البرق.Ey_salhi@yahoo.com
مصارحة حرة :سلّة الحليّ
نشر في: 3 إبريل, 2010: 05:20 م