كاظم الجماسي باتت آلية إقامة معارض للكتب آلية تقليدية في عواصم العالم المتحضر تستند الى عدد من الأسس والمرتكزات الأساسية، منها ان الكتاب بوصفه سلعة حالها حال اية سلعة في السوق خاضعة للعرض والطلب ومثلما ان هناك أسواق ومعارض دورية لمختلف السلع الاقتصادية فان معارض الكتب واجهات سوق اقتصادية تعرض بضائعها (الكتب والمطبوعات الأخرى)
أمام الزبائن بهدف الترويج لها او بيعها.ومثلما ان هناك تنافساً كبيراً بين دور النشر لبيع مطبوعاتها فان هنالك تنافساً بين معارض الكتب الدورية من اجل استقطاب اكبر عدد ممكن من الزبائن (القراء على اختلاف تسمياتهم) ولعل معارض من مثل معرض فرانكفورت الدولي للكتاب ومعرض لندن ومعرض القاهرة ومعرض الشارقة، لعلها نماذج حية لشيوع ظاهرة التنافس بين تلك المعارض.الامر الآخر اللافت للنظر يتمثل في كون تلك المعارض غير مقتصرة على عرض الكتب وكفى بل باتت كرنفالات حقيقية واسعة تقام بها نشاطات وفعاليات ثقافية وفنية متنوعة تتضمن المعزوفات الموسيقية والأغنيات والمسرحيات والأفلام السيمية وكثير من عروض الفنون الشعبية المختلفة والمعارض التشكيلية والندوات التي تقام فيها الحلقات الدراسية والقراءات الشعرية وغيرها من الفعاليات.اليوم بمناسبة إقامة المعرض الدولي للكتاب في أربيل بجهود مؤسسة المدى والتعاون مع وزارة الثقافة والشباب في إقليم كردستان اتفقت ردود الأفعال الأولية والانطباعات بنحو عام على كون هذا المعرض مفاجأة في كل المقاييس بالنسبة لما اقيم من معارض في طول البلاد وعرضها وطيلة السنوات السابقة، فمن حيث عدد المشاركين شاركت اكثر من 250 دار نشر عربية وأجنبية فضلاً عن دور النشر المحلية.وقد بذلت وزارة الثقافة والشباب في حكومة الإقليم جهداً جباراً في تهيئة كل ما من شأنه تسهيل إقامة هذا المعرض بصورة اتسمت بانسيابية عالية المستوى واستنفرت وزارات الإقليم الأخرى جهوداً واضحة في المحافظة على جمالية المكان من حيث مستوى النظافة وحسن التنظيم والإدارة، فضلاً عن جهود الإخوة في الأجهزة الأمنية في المحافظة على النظام العام وسلامة الجميع.انها حقا تظاهرة ثقافية كبرى تضافرت فيها كل الجهود كي تعكس الوجه المشرق الجديد لعراق اليوم التعددي الفدرالي الديمقراطي والذي يعود الى طبيعته الأصلية التي كساها الاستبداد برماد حرائقه الرعناء طوال العهود السابقة.مرحى لأبناء الغد وبناته، مرحى لحاملي مشاعل النور من اجل إضاءة طريق المستقبل أمام الأجيال الصاعدة، والى اشراقات أخرى وكرنفالات متواصلة.
المعرض :معرض أم كرنفال ثقافـي؟!
نشر في: 3 إبريل, 2010: 06:30 م