من الظواهر البارزة في جو العراق هذا التفاوت الكبير في درجات الحرارة بين شمال البلاد وبقية اجزائها، ففي الوقت الذي يذيب الحر الجليد في الشرق والجنوب، تكسو الثلوج قمم بعض جبال الشمال ولاتنحسر عنها طوال السنة، وبينما تتجاوز درجة الحرارة القصوى في شهر آب الخمسين مئوية في الجنوب نجدها لا تزيد عن 29 مئوية في بعض مناطق شمال العراق.
هذه الميزة المناخية لشمال العراق جعلت البعض من مناطقه اماكن صالحة للاصطياف لاتقل روعة عن المصايف في البلاد الاخرى لاعتدال المناخ ولطافة الجو ووفرة المياه والمناظر الطبيعية الجميلة. وتتوزع المصايف العراقية بين لوائي الموصل واربيل، فمصايف لواء الموصل هي زاويته وسواره توكا، وسرسنك والسولاف، ومصايف لواء اربيل هي صلاح الدين وشقلاوة وحاج عمران. واقرب مصيف الى مدينة الموصل هو زاويته يبعد عنها 96 كيلو مترا ويقع بين مدينة دهوك ومصيف سواره توكا، وهو مشروع مصيف اكثر من منه مصيف قائم. والفكرة هي ان يبنى في المضيق المعروف بهذا الاسم بالقرب من شجرة الملك فيصل الاول حيث كان جلالة الملك الراحل قد قضى قيلولة في احدى زياراته للشمال. ويقع مصيف سواره توكا على جبل كاره الذي يرتفع عن سطح البحر 4200 قدم، وفي هذا المصيف مناظر طبيعية قلما تتوفر في المصايف الاخرى ففسحة النظر تمتد حتى تستقر العين على القمم المغطاة بالثلوج وراء الحدود التركية، وقد افتتح في هذه السنة فندق سواره توكا وهو من فنادق الدرجة الاولى ولا يزال العمل جارياً على انشاء كازينو جميل تحت سفح الجبل لاستراحة المسافرين على طريق الموصل –سرسنك. وفي سواره توكا 19 داراً للمصطافين تتسع لخمسة وخمسين شخصاً، منها عشر دور تحتوي الواحدة منها على غرفتين باربع اسرة وصالة والمرافق الضرورية الاخرى وايجارها اليومي دينار واحد، و6 دور ذات غرفة واحدة بسريرين وصالة ومطبخ وحمام وايجارها اليومي 750 فلسا يوميا و3 دور تتسع لشخص واحد بخمسمئة فلس يومياً، وهذه الدور تؤجر للراغبين من قبل مصلحة المصايف والسياحة، وهي مكان مناسب للعوائل التي ترغب بالاصطياف في محل جميل دون ان يكلفها ذلك نفقات باهظة وقد اعدت مصلحة المصايف ترتيبات خاصة لتزويد المصطافين بما يحتاجون اليه من اطعمة من قبل متعهد خاص. والفندق الجديد والكازينو والدور كلها مجهزة بالكهرباء والماء من محطة خاصة بالمصيف. اما سرسنك فهو المصيف الملكي ويبعد عن مدينة الموصل 135 كيلو مترا مناخه معتدل ومياهه غزيرة تكسو جباله غابات الصنوبر والفص ويرتفع عن سطح البحر (3760) قدماً، وفي سرسنك فندق كبير فيه 55 غرفة للنوم ذات سريرين وصالات كثيرة وشرفات واسعة تطل على وادي بامرني الفسيح ويلحق بهذا الفندق حوض للسباحة، وساحات للتنس ومدارج ومماش في سفح الجبل ومن المقرر انشاء كازينو قرب عين الماء لاستراحة المصطافين، ولقد تم في اسبوع الاعمار الثاني افتتاح مطار بامرني الذي يبعد عن سرسنك عشرين كيلو متراً وقد تمت الاجراءات لاعداد سفرات منظمة بين بغداد وسرسنك بالخطوط الجوية العراقية، وبذلك يتوقع ان تنشط حركة الاصطياف في سرسنك والمصايف القريبة منها، اذ يصبح الوصول الى هذه المصايف لايستغرق بالطائرة اكثر من ساعتين. وفي الطريق بين سرسنك والعمادية المدينة التاريخية المعروفة يقع مصيف السولاف، الذي تنتقل اليه في الصيف دوائر الحكومة من العمادية. ومن المقرر انشاء فندق واسع على الارض العائدة لمصلحة المصايف وهي في مدخل المصيف وتشرف على واد عميق تكثير فيه البساتين. اما مصايف لواء اربيل فهي صلاح الدين وشقلاوة وحاج عمران، ويبعد مصيف صلاح الدين الواقع على جبل صلاح الدين بيرمام سابقاً عن مدينة اربيل حوالي 32 كيلو مترا ، وفي هذا المصيف فندق صلاح الدين وهو من فنادق الدرجة الاولى واجرته دينار ونصف يوميا للشخص الواحد ويشمل هذا المنام والطعام/ ويحتوي هذا الفندق على 30 غرفة من صالات للجلوس والطعام، ويشرف على مناظر جبل صلاح الدين الطبيعية وتحيط به حدائق ومتنزهات لطيفة، ويظل هذا الفندق مفتوحاً لاستقبال الزوار طوال اشهر السنة، اما المصايف الاخرى فتفتح ابوابها لاشهر الصيف فقط. وفي صلاح الدين فندق اخر هو فندق بيرمام ويشتمل على 14 غرفة مؤثثة واجوره دينار واحد للشخص يوميا، وفي المصيف فضلاً عن الفنادق 26 دارا صغيرة انيقة تحيط بها الاشجار من جوانبها وتعطى بإيجار قدره ثلاثون دينارا شهرياً، وهي مؤثثة لسكنى اربعة اشخاص ومجهزة بالكهرباء والماء. وفي هذا المصيف دار للسينما صيفية وحوض للسباحة ودائرة للبرق والبريد ومستوصف وكازينو ومقاه شعبية ومحطة لتوليد القوة الكهربائية ومحطتان لضخ الماء، وقد تم مؤخراً انشاء سبعة حوانيت لبيع مختلف الحاجات، وفيه ايضا مركز مديرية الناحية ومركز للشرطة ودائرة الغابات وسيباشر قريبا بتشييد كازينو على القمة الجنوبية لجبل بيرمام مطلة على سهل اربيل وتبعد حوالي ثمانية كيلو مترات عن صلاح الدين ، ولقد ادى اهتمام الادارة المحلية في لواء اربيل الى فتح خط باص جديد لمصلحة نقل الركاب بين مدينة اربيل وصلاح الدين وشقلاوة باجور زهيدة لاتتجاوز المئتي فلس للشخص الواحد تسهيلا لنقل المصطافين الى هذه الربوع. وقد قررت مصلحة المصايف والسياحة مؤخراً بيع عرصات من الارض لمن يشاء من الاهليين بسع
مصايف العراق
نشر في: 4 إبريل, 2010: 04:32 م