تربطني بالدكتور يوسف الجادرجي، الطبيب الاختصاصي في حماية الاطفال صداقة متينة يرجع تاريخها الى ثماني سنوات مضت، وكثيراً ما جمعتني معه مجالس عائلية وتعاونا معا في مجال الخدمة وقد رايت ان الواجب يقضي ان اقدمه لقراء (اهل النفط الغراء) في حديث مفيد تكرم به سعادته في جلسة خاصة.
س: لقد تبين لي من مطالعة الاحصاءات الرسمية بان نسبة الوفيات بين الاطفال في العراق عالية فهل تحدثني عن هذا الموضوع؟ ج: نعم ان الوفيات بين الاطفال في بلادنا لا تزال كبيرة مع الاسف ولا اكتمك القول بان نسبة الوفيات بين المواليد في العراق تعتبر عالية بالنسبة الى نسب الوفيات في الاقطار التي سبقتنا في مضامير التقدم والحضارة الا انه مما يبشر بالامل ويدعو الى التفاؤل ان الاحصاءات تشير الى تناقض نسبة الوفيات سنة بعد اخرى، وبشكل مطرد مستمر ويعزى هذا التناقص الى: 1-انتشار المستشفيات والمستوصفات في جميع انحاء العراق2-انشاء فروع لجمعية حماية الاطفال التي تتولى القيام باوسع مجهود اهلي في مضمار العناية بالطفل العراقي في جميع انحاء البلاد. 3-اهتمام المرأة العراقية المثقفة بشؤون رعاية وحماية الاطفال ومشاركتها الفعالة للرجل في هذه الخدمات فتتزايد عدد الجمعيات والمؤسسات النسائية التي تتولى ادارة بعض المستشفيات والمستوصفات في امهات المدن الرئيسة كبغداد والبصرة والموصل. 4-انتشار الوعي الصحي بين المواطنين وارتفاع مستواه مما كان له اثره في حث الوالدين على التوجه الى المستشفيات والمستوصفات لمعالجة اطفالهم وحمل الامهات على المراجعة لاجراء الفحوص عليهن قبل الولادة وبعدها.5-تطبيق برامج رسمية واسعة وغير رسمية لتوزيع الحليب والملابس والمواد الغذائية على الاطفال والامهات. فان وزارة الصحة ومؤسساتها تعمل عملا حثيثا في هذا المضمار كما ان المؤسسات الدولية وعلى الاخص مؤسسة الصحة العالمية (اليونسيف) تشارك في هذه الخدمات المهمة وتتولى جمعية حماية الطفل اداء قسط مهم في هذا الميدان. س: ما الطريقة المثلى التي تعتقد يادكتور انها واجبة الاتباع لحماية الامهات والاطفال والعناية بصحتهم؟ rnج: ان العمل في هذا الميدان لايمكن ان يحصر في نطاق محدود او يقصر على اعمال معينة بل هو واسع النطاق متعدد المظاهر والاشكال الا اني اجمل هنا بعض ما ارتأيه واجده نافعاً: 1-حشد المجهودات الاهلية والشعبية الى جانب جهود الحكومة لتوفير اسباب الحماية الحديثة للطفل وامه وانشاء المؤسسات اللازمة لذلك (كمؤسسة اصدقاء الطفل – التي نسعى لتحقيقها)وهنا تداركت الامر وقلت للدكتور. والفضل يعود لك ولبقية الزملاء يا دكتور- ونرجو ان نوفق لتحقيق الهدف، فاستطرد الدكتور قائلا ومن المفيد ان يدفع القادرون من المواطنين على تشجيع هذا المجهود مادياً بمساعدة مؤسسات الاطفال والجمعيات العاملة في هذا الحقل كجمعية حماية الاطفال. 2-على الحكومة ان تسن من القوانين ما يكفل توفير الحماية والعناية بالطفل والام على غرار القوانين الموجودة في الدول المتقدمة والتي تشمل –مثلا: أ-اعطاء منحة في دور "النفاس". ب-منح مساعدات حكومية خاصة للعائلات الكبيرة. ج- توسيع دور الامومة والطفولة ودور الولادة.د-تأسيس دور للتغذية وانشاء رياض الاطفال. هـ -وضع انظمة خاصة لتنظيم اعمال المرأة خارج بيتها وعلى الاخص النساء الحوامل والامهات:و-تخصيص المساعدات والمنح الكافية وعلى الاخص في المناطق والاقاليم الريفية التي تعاني الضائقة الشديدة. ز-ان تشجع الحكومة تأسيس جمعيات اهلية تساعد الامهات والاطفال بتقديم الخدمات الاجتماعية والصحية لهم وحل مشاكلهم واسداء النصائح والارشادات لهم وهناك انواع خاصة من الجمعيات في البلاد الاجنبية تسمى جمعيات اصدقاء الاطفال تقوم بتنظيم وسائل الترفيه لهم وتعويدهم على تبادل الود والمحبة وترتيب زيارات لهم للمراكز الثقافية والاثارية والاماكن العامة واننا نرجو ان تتأسس في بلادنا مثل هذه الجمعيات التي نحن بأمس الحاجة اليها. س-انك تعرف يا دكتور ان الدول المتقدمة قد اهتمت اهتماما كبيرا بالاطفال اللقطاء فسنت تشريعات خاصة بشأنهم وأسست مؤسسات مختلفة لايوائهم وتربيتهم فما هو رأيك نحو هذه الناحية في العراق؟ خ-انني ادعو الى تأسيس مؤسسة خاصة في بلادنا لايواء الاطفال يقوم على ادارتها اختصاصيون نفسيون واطباء متخصصون يشرفون على النمو الجسمي والعقلي للطفل اللقيط اذ المعروف ان اكثر الاطفال اللقطاء يكونون مصابين بنقص عقلي او امراض ولادية وتشوهات نفسية وعصبية بسبب ما يتعرضون له قبل الولادة من اوضاع شاذة جسمية ونفسية ثم ما يتعرضون له بعد الولادة عندما يرمون في الشوارع والطرق ومن الضروري ان يكون للمؤسسة خبراء مهمتهم زيارات العائلات التي تتبنى اللقطاء منها واسداء الارشادات والنصائح المطلوبة لها في كيفية تربيتهم وتهذيبهم ومن الملائم تزويد هؤلاء الخبراء بصلاحية سحب الاطفال من العائلة التي تبنته اذا ثبت انها لم تنفذ الشروط التي قبلتها ولم توفر للطفل الراحة والتربية اللازمتين. rnمجلة اهل النفط في عددها 49 علم 1955
ربع ساعة :مع الدكتور يوسف الجادرجي
نشر في: 4 إبريل, 2010: 04:34 م