د. وسن سعيد استاذة التاريخ الحديثفي هذا البحث سنستعرض نماذج متنوعة لقضايا واحداث عربية حصلت خلال العهد الملكي للعراق وموقف العراق من تلك الاحداث كي نتلمس اولا : واقع السياسة الخارجية العراقية في فترة كان العراق فيها مساندا للقضايا العربية
موقف العراق من القضية الجزائرية احتلت فرنسا الجزائر عام 1830 وقد واجه الفرنسيون الحركات التحريرية للجزائريين بالاضطهاد والقمع ففي 9آيار 1945خرج الجزائريون بتظاهرات لإطلاق سراح زعمائهم الوطنيون فقابلها المحتل باستعمال القوة اذ دك القرى والمدن الجزائرية واعتقال الكثير من الثوارتحرك العراق فطالب نوري السعيد الذي كان يرأس الوفد العراقي في الجامعة العربية في 30/ تشرين الاول 1945 بتأييد اقطار المغرب العربي ونصرتها .شكل اندلاع الثورة الجزائرية في 1 تشرين الثاني /1945 عامل انعطاف كبير في عملية الدعم المعنوي والمادي التي اخذت تتلقاها الجزائر من العراق كما سعت الحكومة العراقية لابلاغ ممثليها بالخارج الاتصال بحكومات تلك الدول وابلاغهم المساعدة على بذل الجهود والمساعي لإيقاف هذه الجازر والاعتراف بحقوق الجزائريين في حصولهم على الاستقلال .كما تحركت الصحف العراقية والقوى الوطنية مطالبة باتخاذ مواقف عربية لاسناد الشعب الجزائريوعلى اثر دعوة الاحزاب الوطنية تم الاضراب في العراق بتاريخ 28/تشرين الاول / 1956وشمل جميع انحاء العراق تضامنا مع الشعب الجزائري تلاها قرار الحكومة في 8/ تشرين الثاني / 1956 بقطع العلاقات الدبلوماسية مع فرنسا . هذا من جانب ومن جانب اخر اخذ العراق يواصل مساعدته المالية للجزائر كما قررت الحكومة العراقية تخصيص مبلغ ربع مليون دينار من ميزانيتها السنوية لمعونة القطر الجزائري كما قررت في آيار 1958 المساهمة في الميزانية الخاصة بالجزائر.الدعم العراقي لسوريا ولبنان ما ان اعلن الشريف حسين الثورة على الاتراك في 10 / حزيران 1916 حتى اسرع الكثير من الضباط والجنود القتال باعتبارها ثورية عربية تهدف الى تحرير البلاد من السيطرة العثمانية اذ وصلت الدفعة الاولى منهم وكان عددها ثمانية ضباط والدفعة الثانية التي ضمنت واحد وعشرون ضابطا عراقيا فقام هؤلاء الضباط بعد وصولهم الى الحجاز بتنظيم الجيش العربي وتدريبه وكانوا بمثابة العمود الفقري لهذا الجيش فقائد جيش الثورة العام كان جعفر العسكري ومن ضباطه نوري السعيد وعلي جودت الايوبي ومدلول مخلص وقد تولى هؤلاء مهام قيادية في الجيش العربي وخاضوا المعارك العنيفة ضد الجيوش العثمانيةوعندما اعلن عن قيام حكومة عربية شاملة جميع البلاد السورية يراسلها الامير فيصل بن الحسين وذلك في 5/ تشرين الاول /1918 اشترك العراقيون الى جانب اخوانهم السوريون في ادارة هذه الحكومة وشغل بعضهم مناصب عليا في هذه الحكومة اذ اصبح ياسين الهاشمي رئيسا لمجلس الشورى الحربي وجعفر العسكري حاكما عاما لحلب ونوري السعيد رئيسا لمرافقي الامير ومولود مخلص قائدا لفرقة حلب وطه الهاشمي مديرا عاما للأمنخلال العهد الملكي اتصفت هذه المرحلة بوجود تحرك للعراق نحو سوريا رسمه الملك فيصل الاول وسار عليه من بعد كل من الملك غازي والوصي عبد الاله ذلك هو التحرير سوريا من السيطرة الفرنسية ومن ثم جعلها تحت التاج الهاشمي وظل هذا النهج قائما حتى قيام الثورة 1958 في العراق ويمكن ارجاع ذلك الى ان سوريا تشكل العمق الستراتيجي للعراق اذ هي المنفذ الوحيد للنفط العراقي وعليه فان استمرار تدفقه مرهون بحسن العلاقات بين البلديين لكن ظهر لنا تباين في مواقف الحكومات العراقية إزاء الأحداث السياسية في سوريا فعلى سبيل المثال لا الحصر عند مقارنة موقف حكومة ياسين الهاشمي المساند لقضية الاستقلال سوريا بموقف حكومة حكمت سليمان التي فضلت إبقاء علاقات الصداقة قائمة مع تركيا واتخذت موقف أشبه بالحياد او التأييد الخفي لمطالب تركيا أثناء النزاع الذي دار بين سوريا وفرنسا من جهة تركيا ومن جهة اخرى بشأن لواء الاسكندرون واتضح لنا بأن اقتطاع الاسكندرون واعطاها لتركيا وهو جزء من سياسة فرنسا وبريطانيا اللتين كانتا تتهيآن لحرب عالمية ثانية مع المانيا كذلك الحال بالنسبة لاستقلال سوريا الذي اعلن الجنرال كاترو في اعقاب اجتياح قوات الحلفاء لاارضهما والحاق الهزيمة بقوات حكومة فيشي الموالية لدول المحور فحصلت سوريا على استقلالها في 27 / ايلول 1941 من اجل كسب الرأي العالم السوري الى جانب حكومة ديغول الحرة ضد حكومة فيشي الموالية للالمان ، لم يعترف العراق بذلك الاستقلال ايضا وقد برر سبب رفضه الاعتراف الى عدم وضوح الاسس الدستورية في سوريا وغياب الحياد الديمقراطية فيها الى ان تم تحقيق تلك المطاليب فأعلنت الحكومة العراقية اعترافها باستقلال سوريا في 28/ آب1943.اما لبنان فخلال الحرب العالمية الثانية بدأت تتضح ملامح استقلالها وقد حصلت على استقلالها في 26/تشرين الثاني /1941 ولنفس أسباب إعلان استقلال سوريا حينما مارس العراق نشاطا دبلوماسيا ملحوظا بغية دعم وتأكيد هذا الاستقلال فأعلن العراق باستقلال لبنان التام في 10/ تشرين الاول / 1943 وكان من اوائل الدول العربية التي تبادلت التمثيل الدبلوماسي مع لبنان المستقل في 24/
صفحات من تاريخ العراق :سياسة العراق الخارجية في المنطقة العربية
نشر في: 4 إبريل, 2010: 04:37 م