TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > وقفة: متى يُبدع الكاتب وتتفتح الأزهار!

وقفة: متى يُبدع الكاتب وتتفتح الأزهار!

نشر في: 4 إبريل, 2010: 04:55 م

عادل العامليُبدع الكاتب الصحفي، و لا يكون عديم اللون و الطعم و الرائحة، كما يوصف الماء عادةً في الفيزياء، حين تتوفر له صحيفةٌ تحترم فعلاً حرية الابداع و التعبير و مناخٌ وطني ديموقراطي إلى حدٍ ما. و إذا ما برز كاتب بمثل هذه المواصفة، فإنه سيكون بالتأكيد مكسباً للصحيفة و تمييزاً لها عن القطيع، و تشجيعاً لأقلامٍ واعدةٍ لكنها متريثة تراقب الوضع عن كثب بانتظار الضوء الذي يُقال إنه في آخر النفق!
فمن بين مئات الصحف و آلاف الصحافيين أو الاعلاميين الذين شهدتهم الساحة الثقافية العراقية على مدى قرنٍ من الزمن، ليس في ذاكرتنا الجمعية من الأسماء اللامعة المتفردة بالجرأة و النكهة الخاصة إلاّ عدد قليل يُعد على رؤوس الأصابع، ليس غير. و إذا ما ذُكر واحدٌ من هؤلاء وردت في الذهن معه أيضاً الصحيفة التي تميّزَ بكتاباته فيها، فميَّزها بدورها و أبقاها خالدة في ذاكرة الناس. فإذا ما ذُكر، مثلاً، نوري ثابت ذُكرَت معه حبزبوز، و إذا تذكّرنا عبد اللطيف حبيب خطرت في ذهننا صحيفة البلاد، و إذا جاء ذكر اللامع الشهيد أبو سعيد، عبد الجبار وهبي، برزت معه اتحاد الشعب، و إذا قيل أبو كاطع، شمران الياسري، تذكّرنا " صراحته " في طريق الشعب. و قل الشيء نفسه عن حسين مردان، و رشدي العامل، و نزار عباس، و قيس لفتة مراد و آخرين ربما كانوا أكثر إبداعاً في كتابة المقالة الصحفية وفقاً لغيري. و كان هناك في الستينيات أيضاً مقدّم برنامجٍ مع الناس متميز بالجرأة و الامتاع و الأصالة في إذاعة صوت الجماهير، و كان لقبهُ الأطرش، و قد بقي في الذاكرة هو و الإذاعة التي يبدو أنها ضاقت ذرعاً بأسلوبه الممتع الجريء فلم يطل مقامه فيها! و يذكّرني هذا بما حصل لزميلنا عبد الزهرة المنشداوي، الذي كان له برنامج شعبي جميل في إذاعة جمهورية العراق،  يرصد فيه بعض الظواهر و الأحوال الاجتماعية و يعلّق عليها بأسلوب ريفي ظريف و بصوتِ مقدّمهِ المتمكّن اللطيف " أبو عبد الله "، لكن الإذاعة السيئة الحظ لم تفهِ حقّه من المكافأة و التقدير، و خسرته ببرودة دم قاتلة، فحرمت منه المستمعين، و لم تنتطح في الاذاعة، أو شبكة الإعلام العراقية، في ذلك عنزتان!خلاصة الموضوع، افتحوا النوافذ، و دعوا هواءَ الصحف و الاذاعات يتجدد، و الأزهارَ تتفتَّح، و الحقَّ يُقال، و إن زعلَ شعيط و معيط و جرّار الخيط.. و السلام!  

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram