اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > لضمان لقمة العيش..العتالون بين معاناة الأحمال الثقيلة وزحام الطرقات

لضمان لقمة العيش..العتالون بين معاناة الأحمال الثقيلة وزحام الطرقات

نشر في: 4 إبريل, 2010: 05:11 م

بغداد : شاكر المياح تصوير : مهدي الخالدي نجدهم ونبصرهم في كل الاسواق ، يتصببون عرقا وهم في ذروة الشتاء ، وفي الصيف تلتصق ملابسهم على اجسادهم ، بعضهم يسحبون عربات خشبية تربو اطوالها على اربعة امتار بعجلات سيارات الحمل،وآخرون يدفعون عربات خشبية أيضاً لكنها اصغر حجما، والبعض الآخر اختار العربات الحديدية ذات المقبضين ،
ضاقت بهم سبل العيش فلجأوا الى مهنة (الحمالة) طلبا للرزق الحلال وتهافتا للحصول على لقمة العيش المضمخة بالعرق والشقاء ، قد يشكلون في المستقبل القريب طبقة اجتماعية كبيرة وثقلا انتخابيا هائلا يثير شهية الساسة لاستقطابهم والانفتاح عليهم فيكيلون لهم الوعود الوردية ،  مستقبل زاهر ورخاء يوفر لهم العيش الكريم والراحة الجسدية بدلاً من أن تستهلك قواهم وطاقاتهم في جر عربات الحمل ، ايامهم تمضي بين الاحمال الثقيلة وزحام الطرقات الذي يسهم في انهاكهم ومعاناتهم ومكابداتهم التي يبدو ان لا نهاية لها ولسان حالهم يقول (ملعون أبو الدنيا). مهنة استنزاف القوى الجسدية بين شارع الجمهورية وسوق الرصافي التقينا مجموعة منهم ، كهولا وشبابا وصبيانا أولهم حسن عبد ناصر الذي قال : اعمل حمالا منذ 14 سنة اذ لم اجد عملا اعتاش منه سواها سيما وانا متزوج ولي اربعة اطفال بعد ان تركت الدراسة يوم كنت في الصف الثاني متوسط  ، وما احصل عليه منها يعتمد على نشاط وحركة السوق وهو بين 15 – 20 الف دينار وانا دائب الحركة منذ الصباح الباكر وحتى الثالثة بعد الظهر حيث يغلق السوق ابوابه ، وكما ترى فانها مهنة مرهقة استنزف فيها جميع قواي الجسدية ،وبعد سقوط النظام السابق حاولت ان اتطوع في الجيش او الشرطة غير اني لم افلح رغم المبالغ النقدية التي دفعتها كرشا لاخرين ادعوا بانهم قادرون على تعييني في القوات العسكرية واناشد المسؤولين في الدولة إيجاد فرص عمل لنا سيما وانا اقترب الان من نهاية العقد الرابع من عمري فانا من مواليد عام 1971. محمد شكر محمود قال : هذه السنة الرابعة التي امارس فيها مهنة الحمالة ، وقبلها كنت برتبة نائب ضابط في الجيش السابق ولي خدمة مستمرة لمدة 23 سنة وانا من مواليد  1968 ، وقد توقف صرف الدفعات  التي كانت تصرف لمنتسبي الجيش السابق وليس لي راتب تقاعدي .كرار شعلان من مواليد 1993 قال :لم تمض على ممارستي هذه المهنة سوى بضعة أشهر وما زلت طالبا في الصف الثالث متوسط الدراسة المسائية ، ربما اعود الى البيت وقد جمعت من مهنتي 15 الف دينار وربما بخفي حنين في بعض الاحيان ولي شقيقتان واشقاء ثلاثة فضلا عن والدي ووالدتي وانا الذي اعيل العائلة لكوني الابن البكر ، والدي كان متعاقدا مع وزير الرياضة وبعد انتهائه صرف من عمله ، وقبل هذا كان له محل في سوق الشورجة الا انه تعرض لخسارة مالية ارغمته  على  بيعه.الخروج من دائرة العوز مالك حسين من مواليد 1982 قال: مضت على عملي في مهنة الحمالة سبع سنين ولم أجن منها سوى الانهاك والاجهاد ، تركت الدراسة وانا في الصف الخامس الابتدائي ، متزوج ولي طفلان واسكن في قضاء الصويرة ، وكل يوم استيقظ مبكرا وأأتي الى بغداد لممارسة عملي هذا ،واعود في المساء وقد استبد بي التعب والإنهاك. عباس حسن شاب في مقتبل العمر امضى أربع سنوات حمالا في سوق الرصافي قال : عدد افراد اسرتي يبلغ 13 فردا خمس بنات متزوجات  وستة اولاد وانا الوحيد الذي اعمل بينهم والآخرون عاطلون عن العمل ناهيك عن انهم لم يتعلموا حرفة او مهنة تخرجهم من دائرة البطالة لذا فهم ما زالوا عزابا تتراوح اعمارهم بين 25 – 35 سنة ، ووالدي عسكري متقاعد وتستهويني رياضة بناء الاجسام بغية ان تمنحني القوة على تحمل اعباء مهنتي .عامر مالك دينار من مواليد 1989 قلت له : كم دينارا تجني من الحمالة ؟ ضحك وقال : قد احصل على 15 دينارا في اليوم ، وفي احيان اخرى على 20 ، وفي ايام اخر لا احصل على أي دينارا ، لان السوق هو من يتحكم في رزقنا اليومي ، ويسترسل : كنت في الصف الثالث المتوسط  حينما توفي والدي فاضطررت الى امتهان الحمالة بسبب الظروف التي حاقت بالعائلة بعد وفاته  سيما وانا الولد الوحيد بين ثماني بنات اثنتان منهن متزوجات ، والاخريات ما زلن في المدارس .من البطالة الى الحمالة فيما الشاب رعد دخيل تحدث قائلا  : انا من مواليد عام 1979 و منذ عام 1995  وانا اعمل حمالا ، ولولا البطالة لما عملت في هذه المهنة التي تستنزف كل قواي البدنية ، ناهيك عن الصعوبات التي تواجهنا نتيجة الزحام والاختناقات المرورية ولا املك من حطام الدنيا سوى هذه العربة فهي بالنسبة لي عصا موسى  مع ان عملنا هو اقرب الى التسول ، وانا متزوج ولي طفلان. الشاب حامد عبود قدم من البصرة ليعمل حمالا في بغداد وعن عمله قال : تفشي البطالة في البصرة دفعني للبحث عن فرصة عمل في بغداد ولما كانت ضنينة هي الاخرى اضطررت للعمل في الحمالة  لكوني اميا لا اجيد القراءة والكتابة.الشاب محمود شاكر مواليد عام 1977 ومن سكنة مدينة الحسينية قال : انا متزوج وعندي اربعة اطفال و كنت عامل بناء وتحولت الى الحمالة لانني تعبت من اعمال البناء فهي شاقة ومرهقة ، وربما

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram