بغداد/ نورا خالدتعد ظاهرة بيع اللحوم على أرصفة الشوارع من الظواهر غير الحضارية التي وصلت الى شوارع العاصمة بغداد بعد ان كانت مقتصرة على أطراف المدينة في السابق، فالجزر العشوائي للأغنام التي انتشرت على الأرصفة لها العديد من التأثيرات السلبية فـي الصحة والبيئة معا، فضلا عن إضرارها بالمظهر الحضاري للمدن والشوارع.
ويشكو العديد من المواطنين من رعي وجزر الأغنام في مناطقهم السكنية وعلى الرغم من مطالباتهم العديدة لمنع هذه الظاهرة التي تغزو مناطقهم خاصة الشعبية منها ألا أنها لم تجد من يضع الحلول لها. المواطنة مها علي والتي تسكن منطقة الصليخ قالت : كل من يمر من منطقة الصليخ وتحديداً بالقرب من دائرة جوازات الصليخ يشم رائحة الأغنام وفضلاتها التي تزكم الأنوف على بعد كيلو متر، فهناك تقع (جوبة أبو جعفر) والذي كتب صاحبها لافتة كبيرة وضعها على إحدى الحواجز الكونكريتية، في المنطقة للاستدلال عليه، على الرغم من انها منطقة سكنية وفيها مجمع للأطباء والمختبرات الطبية ومحلات مختلفة . وتضيف مها : ان أهالي المنطقة قدموا العديد من الشكاوى الى الجهات المختصة الا انهم لم يحصلوا على اية اجابة . هدى محمد من سكنة منطقة حي النضال قالت : هناك من يقف في الشارع منذ ثلاث سنوات ويتخذ موقعاً لرعي وذبح الماشية وجزر لحومها وبيعها إلى المواطنين مستغلاً احدى الساحات الفارغة في المنطقة ومتجاهلاً سلبيات ومخاطر هذا العمل على حياة المواطنين لأنه يقدم على بيع لحوم الاغنام غير خاضعة للفحص الطبي البيطري، فضلاً عن المخلفات التي يتركها على الرصيف والرائحة الكريهة وتجمع العديد من الحشرات والكلاب التي تتغذى على فضلاتها مما يساعد على انتشار الأمراض. وأضافت : هناك العديد من العوائل في المنطقة تفضل شراء اللحوم من هؤلاء الباعة لان أسعارها ارخص من اللحوم التي تباع في المحلات .في منطقة حي الخضراء والتي تعتبر من المناطق الراقية في بغداد اتخذ احد أصحاب محال القصابة من الساحة المجاروة لمحله منطقة لرعي وذبح اغنامه تقول علياء أحدى الساكنات في المنطقة : قبل حوالي 3 سنوات فوجئنا بقيام صاحب محل قصابة (... ) بوضع أغنامه في الساحة المجاورة له وعلى الرغم من مطالبة أصحاب المنطقة له برفعها الا انه يرفض في كل مرة ويشتبك مع اهالي المنطقة،فاضطررنا الى إبلاغ أمانة بغداد والتي قامت بإجباره على رفع أغنامه الا انه وبعد يومين عاد وأغنامه الى المنطقة، مما سبب في تشويه جمالية المكان وتركت فضلات الحيوانات وهي مسألة غير مقبولة.في منطقة الشرطة الرابعة توقفت امام احد هؤلاء الباعة وسألته عن سبب بيعه للحوم على الرصيف فقال : ما دفعني الى بيع اللحوم على الرصيف هي البطالة وعدم امتلاكي لعمل أعيل به عائلتي، الا انني اشتري الأغنام من اناس اعرفهم في (جوبة الأغنام) ودائما أتعامل معهم ، ويوم بعد آخر يزداد عدد زبائني من سكان المنطقة لانهم يثقون باللحم الذي ابيعه لهم، كما انه ارخص مما يباع في المحال.ولم تقتصر هذه الحالة على تلك المناطق بل امتدت لتشمل مناطق أخرى كأحياء الاسكان السلام و العامل وغيرها ، حتى اصبحت هذه الظاهرة تسيطر على مساحات شاسعة متروكة ويعمدون الى أحاطتها بالاسيجة ويتخذونها مسكننا لهم ولعائلاتهم ويذبحون الأغنام هناك بعيداً عن عيون الرقابة، التي تتجاهلهم حيناً وتترصدهم حيناً اخر، والخطير في تلك الظاهرة هو ترك هؤلاء لفضلات الحيوانات والنفايات تتكدس لتصبح مرتعاً للنفايات والحشرات والكلاب السائبة التي باتت تتناسل هي الأخرى وتشكل خطراً مضافاً على العوائل الآمنة.
بسبب ضعف الرقابة.. جزر الأغنام عشوائياً
نشر في: 4 إبريل, 2010: 05:17 م