جوهانسبورغ / الوكالات قتل زعيم اليمين المتطرف في جنوب افريقيا يوجين تير بلانش المناصر الشرس للفصل العنصري السبت بعد شجار مع احد عماله في جريمة لا تبدو سياسية لكنها تحدث في ظل توترات عرقية ما زالت حادة بعد 16 على نهاية نظام الفصل العنصري.وما ان انتشر خبر الجريمة حتى دعا الرئيس جاكوب زوما الجنوب افريقيين الى «الهدوء»
محذرا من اي استفزاز قد يؤجج «الحقد العنصري».واعلنت الناطقة باسم الشرطة اديل مايبور لوكالة سابا برس انه عثر على يوجين تير بلانش (69 سنة) قتيلا في فراشه السبت قبل غروب الشمس و»على راسه ووجهه جروح».وتحدثت عن اعتقال اثنين من عماله (15 عاما و21 عاما) وتوجيه تهمة القتل اليهما، فيما يتوقع ان يكونا تخاصما مع رب العمل لانه لم يدفع لهما اجرا.ووقعت الجريمة في فنترسدورب (شمال غرب) بمزرعة الناشط السابق الذي لم يكن يغادرها الا نادرا.وكان يوجين تير برانش طوال اكثر من عشرين سنة قائد الكفاح من اجل هيمنة الافريكانر، المتحدرين من المستوطنين الهولنديين والهوغونوت الفرنسيين في جنوب افريقيا والذين كان يطالب بحقهم في تقرير مصيرهم.ي 1973 اسس الرجل الذي كان شرطيا حركة مقاومة الافريكانر. وكانت الحركة التي انتقدت نظام الفصل العنصري معتبرة انه يبالغ في تقديم التنازلات للسود، تعارض الديمقراطية البرلمانية وعرفت باستعراضاتها على متن الخيول باللباس شبه العسكري وشعارها الذي يشبه الصليب المعقوف النازي.وبعد اعتقاله مرارا سجن تير بلانش لحيازته اسلحة وفي 1983 اعتقل عناصر من حركته 15 سنة بتهمة التآمر على الحكومة.وفي مطلع التسعينيات كانت الاستعراضات شبه العسكرية التي تنظمها حركته تعد الاف الاشخاص، وفي حين كانت جنوب افريقيا تتجه الى الديمقراطية ارتكبت حركته اعتداءات من حين لاخر.وعشية اول انتخابات متعددة الاعراق سنة 1994 ارتكبت الحركة سلسلة من الاعتداءات بالقنابل قبل تهميشها تدريجيا.وانتهى الامر سنة 2001 بزعيمها الشرس الذي كان يظهر دائما على صهوة حصان، في السجن لادانته بمحاولة القتل بعد ان انهال ضربا بقضيب حديدي على حارس اسود مسببا له اصابات دائمة في الدماغ. وافرج عنه بشروط في 2005 لحسن سلوكه.ومن حينها اعتمد تير بلانش الاعتدال على غرار حركته بينما استقرت جنوب افريقيا في الديمقراطية المتعددة الاعراق.لكن الرجل ما زال يعتبر رمزا ولا يستبعد ان يستغل المتطرفون اغتياله وسط اوضاع اجتماعية تزداد توترا كلما اتسعت هوة اللامساواة على حساب السود.ويعيش اكثر من 40% من سكان جنوب افريقيا (48 مليون) باقل من دولارين في اليوم ولم تعد «تاون شيبس» معازل كما كانت، لكنها ما زالت تفتقر الى الخدمات الاساسية في حين مازال معظم الاراضي بين ايدي الاقلية البيضاء.تجلى الشرخ العنصري باستمرار حتى ان زعيم رابطة شباب الحزب الحاكم جوليوس ماليما اثار جدلا مؤخرا باستعادته نشيدا يعود الى سنوات الكفاح يدعو الى «قتل» المزارعين البيض الافريكانر.وتحدث حزب فريدم فرونت (جبهة الحرية) الذي يمثل المزارعين البيض في حكومة زوما، ليلة السبت عن «وضع متفجر».
اغتيال زعيم " الفصل العنصري"في جنوب افريقيا
نشر في: 4 إبريل, 2010: 05:52 م