بغداد / هشام الركابي في ساعة متاخرة من  ليلة امس ترأس نوري الملكي  رئيس الوزراء اجتماعاً لمجلس الأمن الوطني لمناقشة المستجدات على الساحة العراقية،وخصص الاجتماع لمناقشة التفجيرات الإرهابية التي تعرضت لها مدينة بغداد وبحث السبل الكفيلة لمنع تكرارها،
 إلى جانب الإعتداء الإرهابي الذي تعرضت له مدينة هور رجب الذي أسفر عنه استشهاد عدد من أفراد الصحوة،كما تناول الاجتماع قضية هروب عدد من الإرهابيين من سجن معسكر الغزلاني في مدينة الموصل،وأتخذت عدة قرارات بشأن القضايا التي تمت مناقشتها خلال الاجتماع .شهدت بغداد امس هجمات انتحارية عبر سيارات  مفخخة استهدفت سفارات ايران وسوريا ومصر وألمانيا .  وقال المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا في تصريح خص به (المدى) : ان الهجمات التي حصلت في بغداد امس كانت ناتجة عن سيارات مفخخة يقودها انتحاريون.  وأضاف ان احدى السيارات استهدفت السفارة الايرانية في الصالحية فيما استهدفت سيارتان مفخختان  السفارتين السورية والمصرية في منطقة المنصور وأشار عطا إلى أن حصيلة التفجيرات أسفرت عن استشهاد 17 مدنياً و140 جريحاً . وكشف عطا عن ضبط سيارة مفخخة والقبض على سائقها الانتحاري الذي كان ينوي تفجيرها في منطقة المسبح ببغداد. وبين  ان الانتحاري كان ينوي تفجير السيارة في نفس موعد الانفجارات الثلاثة التي حدثت امس في مناطق متفرقة من بغداد ، واضاف  ان الانتحاري الذي كان يقود السيارة ، كان يرتدي حزاما ناسفا. واتهم عطا تنظيم القاعدة في تنفيذ هذه العمليات ، وقال ان اسلوبهم واضح وصريح ، وهم يبحثون عن التركيز الاعلامي ، ويحصلون على دعم خارجي للتعكير على الاجواء الديمقراطية ، والتأثير على تشكيل الحكومة. في غضون ذلك دعت بعض القوى السياسية الى الاسراع في تشكيل الحكومة بغية مواجهة التحديات الامنية التي بدات تعصف بالبلاد من جديد واضاف عطا إن "عمليات بغداد شكلت غرفة عمليات للتحقيق في ملابسات تفجيرات (اليوم) وهي تجري في الوقت الحاضر مسوحاً في مواقع حصول التفجيرات للكشف عن نوع وحجم المتفجرات المستخدمة"، مبينا في الوقت نفسه أن "تفجيرات (اليوم) كانت أصغر حجما من سابقاتها".وفي حصيلة اخيرة اعلنتها وزارة الصحة  مساء امس قال مصدر مسؤول في الوزارة: إن الحصيلة غير النهائية للتفجيرات التي ضربت بغداد قبل ظهر أمس بلغت 273 شخصا بين قتيل وجريح، فيما ذكرت قيادة عمليات بغداد أن التحقيقات العينية جارية في مواقع التفجيرات، مبينة أنها كانت أصغر حجما من تلك التي حصلت خلال الأشهر الماضية.وأوضح المصدر أن "حصيلة التفجيرات التي ضربت بغداد قبل ظهر (اليوم) بلغت 20 قتيلا و253 جريحا"، مضيفا أن "الجرحى توزعوا على مستشفيات مدينة الطب واليرموك والكندي".ولفت المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه إلى أن "الحصيلة مازالت غير نهائية"، مرجحا "ارتفاع عدد القتلى بسبب شدة بعض الإصابات".واستنكر نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي التفجيرات معتبراً اياها محاولة لاجهاض العملية الديمقراطية في العراق .من جانبه استنكر رئيس التيار الوطني المستقل محمود المشهداني التفجيرات التي تعرضت لها العاصمة بغداد امس وقال المشهداني في تصريح له:ان التفجيرات الارهابية تنذر بضرورة تشكيل الحكومة بأسرع وقت لمعالجة الخروقات الامنية المتكررة التي يدفع المواطن البريء حياته ثمنا لها.  وجدد المشهداني دعوته الكتل السياسية الفائزة  الى ضرورة تفعيل المصلحة الوطنية العليا والجلوس على طاولة النقاش وتشكيل الحكومة بأسرع ما يمكن من اجل الحفاظ على المكاسب الامنية التي تحققت خلال المدة الماضية. من جانبه قال عضو الائتلاف الوطني العراقي القيادي في المجلس الاعلى الاسلامي العراقي الشيخ حميد معلة : ان التفجيرات والخروقات الامنية في بغداد تصعيدات خطيرة بمرحلة حساسة. واضاف : ان التفجيرات التي وقعت في بغداد صباح امس في منطقتي المنصور والصالحية  بالاضافة الى العمليات الارهابيه التي اوقعت العديد من الابرياء في مناطق هوررجب تعد تصعيدات خطيرة خصوصا واننا نقف على ابواب اعلان النتائج النهائية والبلاد تشهد حراكا سياسيا ينبغي ان يكون مثمرا لتشكيل الحكومة المقبلة. واشار معلة الى  ان مثل هذه الخروقات الامنية التي راح ضحيتها العشرات من الابرياء ستعطي رسائل غير طيبة  للوضع العام في العراق قد ينتج عنها مواقف مسيئة له . وطالب معلة الكتل السياسية بالاسراع في تشكيل الحكومة لتفويت الفرصة على من يتصيدون في الماء العكر ويحاولون استغلال الوضع الحالي من اجل اشعال الفتنة بين ابناء الوطن الواحد مشددا على اهمية ان تتحلى الاجهزة الامنية بمزيد من الجاهزية وعلى درجات عالية من الحيطة والحذر والمصداقية في العمل .  من جهة اخرى رجح محافظ بغداد صلاح عبد الرزاق ان تكون الخلافات السياسية هي من يقف وراء التفجيرات التي شهدتها العاصمة بغداد قبل ظهر امسوقال عبد الرزاق في تصريح لوكالة انباء الاعلام العراقي