عامر القيسيلا أحد يريد ان يكون في المعارضة ، كل الكتل السياسية والشخصيات الصغيرة والكبيرة الفائزة والخاسرة تهرول نحو السلطة ، في اسوأ فهم للعملية الديمقراطية والانتخابات الجارية في البلاد. الجميع يهرول نحو كيكة الحكومة ،
والتي لااحد يعرف حتى الآن من سيحصل على حصة الأسد فيها، وكأن العمل السياسي لامعنى له من دون كراسي الحكومة ورواتبها المغرية وامتيازاتها المبهرة. وعلى مايبدو فان عقلية المعارضة التي سبقت سقوط دكتاتورية البعث ما زالت مسيطرة ومعشعشة في عقول المعارضين أيام زمان. المعارضة بحد ذاتها فكرة وثقافة وسلوك ، والمعارضة ليست تهديما ، المعارضة في النظم الديمقراطية الحقيقية ، تسقط حكومات عتيدة فائزة ليس بـ "الخمسين زائدا واحد" وانما بالمئة زائد واحد ! ومع ذلك تسقطها المعارضة بسبب دورها الرقابي الشديد على سلوك الحكومة ورجالاتها واختياراتها وتنفيذها لبرنامجها الانتخابي وكشفها للفساد والتلاعب بالمال العام امام الرأي العام. والمعارضة تمهيد للظفر بالسلطة في المرحلة المقبلة ، والمعارضة تقويم للحكومة اذا اعوجت في سلوكها ، وكان بعض الخلفاء يعلنها جهار ، قوّموني ولو بالسيف. والمعارضة هي الضمانة الوحيدة للحياة الديمقراطية الحقيقية، وهي التي تؤسس لثقافة التبادل السلمي للسلطة وخلق روح تنافسية لخدمة المواطن في النهاية.الذي يجري في تجربتنا الديمقراطية عكس هذا تماما..هذه الكتلة لاترضى الا بوزارات سيادية ، وكتلة أخرى لاتشارك في حكومة لاتشارك فيها كتلة أخرى ، وكأنها وليمة في مضيف ، فيما ترى كتلة أخرى ان على الجميع المشاركة في الحكومة منطلقة من مفهوم « الشراكة الحقيقية « وشخصيات سياسية تعتبر ان الحكومة عبارة عن نكتة مالم يكن هو فيها رئيسا للوزراء أو قائدا عاما للجيش والشرطة والامن والمخابرات والشرطة الوطنية والصحوات والمخبرين السريين وشرطة المرور والدفاع المدني وفي غير ذلك فانه سيفعل مايفعل بالبلاد والعباد ! بعض الكتل الطيبة القلب والروح ، نادت حتى بمشاركة الشخصيات والكتل التي لم تفز بالمشاركة الفاعلة في الحكومة . فيما ابدت كتلة قوية اخرى عن استعدادها للتحالف مع الجميع من اجل حكومة تضم الجميع !بربكم هل هذا كلام سياسة في الديمقراطية ؟جاري العزيز ابو محمد اتحفني، في آخر لقاء لي معه ، باحد اسئلته المحيرة « اكلك استاد ماكو بالعراق غير الحكومة ؟» وعندما شرحت له ان الحكومة هي جزء صغير مما موجود في العراق والذي يمكن العمل عليه وفيه لغرض خدمة الوطن والمواطن ، وفي كل تلك الامكنة من الممكن ان تجد امتيازا وراتبا واحتراما ، اذا كنت تستحق ذلك ، او كانت كفاءتك بمستوى الامتيازات التي تريدها ، ففي كل العالم المتحضر هناك معادلة ، الكفاءة مقابل الامتيازات ، قاطعني ابو محمد مضيفا حيرة جديدة لحيرتي القديمة « لعد الجماعة ماعدهم غير كفاءة الحكومة؟» . وعندما شرحت له ان السياسة فيها عجائب وغرائب. صمت الرجل ودمدم مع نفسه «راح اشتغل بالسياسة لعد»، هكذا تجري عملية تسخيف العملية السياسية عندنا من خلال القراءات الخاطئة المتعمدة للادوار السياسية المتنوعة للجسد السياس العراقي ، سواء أكان في الحكومة أم البرلمان أو خارجهما معا ، واكثر مانخشاه ان يترسخ أكثر وأكثر في عقليات سياسيينا مبدأ «لو العب لو اخربط الملعب» !
كتابة على الحيطان :ثقافة المعارضة واغراءات الحكومة
نشر في: 4 إبريل, 2010: 08:35 م