TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > هواء فـي شبك :(جفيان شر ملّه عليوي)

هواء فـي شبك :(جفيان شر ملّه عليوي)

نشر في: 4 إبريل, 2010: 08:36 م

عبدالله السكوتييحكى ان شريرا فاتكا يدعى احمد حبزبز كان يسكن بغداد القديمة، وكان يعتدي على الناس ، ويؤذي من يصادفه؛ اما والده (مله عليوي) فكان محمود السيرة رجلا تقيا ورعا يدعو ابنه دائما الى الالتزام وترك السيرة السيئة، والاهتداء الى الصلاة،
 الا ان حبزبز لايستجيب لطلبات ابيه، فأغراه الوالد بالمال وقال له: سأعطيك مبلغا من المال عن كل صلاة تصليها ، فوافق الولد وتهيأ للصلاة امام  جمع من ضيوف ابيه، فقد امّ مله عليوي المصلين ووقف حبزبز وصاح بصوت عال وهو ينوي الصلاة (نويت ان اصلي ثلاث ركعات صلاة المغرب ، جفيان شر مله عليوي)، فضحك المصلون وابطلت الصلاة. ونحن وبعد سجالات الانتخابات دخلنا في سجالات الائتلافات، والاتهامات؛ عقد كثيرة تحتاج الى حل وسرعة في تشكيل الحكومة، لان القوات الامنية حاليا تعمل بحسب قاعدة (جفيان شر مله عليوي) ، لك الله ايها الشعب المسكين الفاتورة انت من يدفعها ، وهم بمعزل اخذوا راحتهم لانهم لايدفعون شيئا انت بمفردك من حمل عبء المرحلة وتكاليفها، وقد صبت عليك مصائبهم، لقد فتحوا الساحة من جديد امام القتل والتفجيرات والاغتيالات، وبذات الاسلوب القديم شاحنات مفخخة وارتداء الزي العسكري اثناء تنفيذ الاعتداءات، وآخر جريمة دفعت فاتورتها امس  ثلاث سيارات مفخخة حصدت من ابنائك ارواحهم وعاثت في الارض خرابا لتعيدك الى زمن مضى ؛ اطفال ونساء ، لقد عاد الى الاذهان ماجرى خلال الايام الخوالي ، حين كان الوضع الامني مترديا؛ فقد هزت ثلاثة انفجارات بغداد المنكوبة واودت بحياة 17 واصابت 140 كحصيلة اولية، والاخوان يتكلمون عن مناخات مناسبة لتفاهمات الكتل ، حتى الان توفرت مناخات ولا كانهم تلك الكتلة التي انشطرت نصفين ومن السهولة اعادتها؛ قطعا يريد من فجر في بغداد امس ان يقول ان مفاتيح اللعبة مازالت معه، ويستطيع اعادة الامن الى ماكان عليه ، وهذه قضية يجب بموجبها ان يتم عزل القوات الامنية خصوصا في هذه المراحل التي تسبق تشكيل الحكومة وجعل هذه الاجهزة مستقلة تماما ، لاننا بعد كل اربع سنوات سنتعرض لوضع امني هش ، الدعايات الانتخابية والانتخابات وفرز الاصوات ومن بعدها الطعون ثم تكوين الائتلافات ، وهذه اصعب مرحلة اذ تتم فيها المنح والمكاسب (وعملية الشيلني وشيلك) ، وانتم ايها المساكين طعام الموت. بدأت الان الحبال المشدودة بالارتخاء ، لتمنح فرصة لاندري لمن....؟ بتوجيه ضرباته المؤلمة للشعب ؛ ولسان حال هذا الشعب يقول (ماادري وين رايح ) ، وهذه كناية عن الاستسلام للقدر واصل الكناية ان جسر بغداد في عهد العثمانيين كان مكونا من الواح خشبية (مجسرات) تصف فوق زوارق غير متماسكة وانما تربط بحبال ، فاذا طغى الماء ، قطع قسما من هذه الاخشاب وجرها التيار منحدرة معه ، لينحدر معها من كان عليها من الصابرين ، فينادي احدهم على احد الواقفين على الشاطئ : (اخبر اهلي ، آني ما ادري وين رايح) ، والرجل صادق لانه لايعلم اين سيقف به الجسر المنحدر مع التيار، وكذك نحن..استقرار امني يتبعه اضطراب امني واستقرار سياسي يتبعه اضطراب سياسي واقتصادي وصحي وخدماتي وعلمي والقائمة تطول ونحن لانعلم (وين رايحين).

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram