ترجمة / المدى الاقتصاديكان ألين غرينسبان (وهو رئيس مجلس ادارة مجموعة المصارف الاحتياطية الفيدرالية سابقا) يرى حلماً او بالاحرى كابوسا و يبدو ان غرينسبان قد صحا من نومه يبلله عرق ٌ بارد و ذلك في خوف ٍ من ان "الضغوط الانكماشية" التي قد ابقت مستوى التضخم منخفضا قد اوشكت على الانتهاء.
كان ذلك في عام 2007 عندما قام بنشر سيرة حياته الاقتصادية و "عصر الاضطراب".و على الرغم من حبه المعروف للبيانات الاقتصادية و انكبابه على قراءة احدث التقارير الواردة من اي وكالة احصاء الا انه لم يدرك بأنه كان يجلس فوق فقاعة ٍ من حمى الاسكان. ان عدم رؤيته لحمى الاسكان تلك فضلا ً عن عدم التفاته الى فقاعة حمى اسعار الاسهم التي انفجرت أمام ناظريه مسببة ً الانكماش المالي في عام 2001 ادى الى عدم معرفته بأن السوق على وشك الانهيار الذي سيسبب بالتالي انكماشا ماليا ليس ذا صلة ٍ بالموضوع الذي يتحدث عنه.ينبغي ان يكون ذلك الامر بحد ذاته كافيا ً للتشكيك في حكمة المصرفيين المركزيين و رجاحة عقولهم. لأن الدليل لحمى الاصول المالية و فقاعتها كان واضحا ً تمام الوضوح خصوصا عندما وصلت الى حجم ٍ معين.لكن كابوس غرينسبان كان كابوسا ً مخيفا ً لأسباب ٍ اخرى حيث ستكون بعض تلك الاسباب ذات علاقة متزايدة خصوصا ً عند تعافي الاقتصاد العالمي.و كما يروي غرينسبان ذلك بالتفصيل في كتابه حيث يقول: ان السبب في كابوسه هو ان العالم كان يستنفد أسهم مئات الملايين من العاطلين عن العمل بضمنهم أولئك في الاتحاد السوفييتي السابق و من هم في الريف الصيني.و بعبارة اخرى "فأن العديد و العديد" منهم قد اصبحوا موظفين و هذا من شأنه ان يسمح لاجور العاملين في مصانع الصين بأن ترتفع و طالما كان لدى الصين كتلة كبيرة من غير الموظفين فأن الأجور ستبقى قيد الحجز. و وفقا لغرينسبان فأن المنافسة في اعطاء الاجور المنخفضة هناك قد ادى الى احتجاز الاجور في بقية انحاء العالم. و تعد الدول الغنية من ضمن هذه الدول التي بقيت الاجور فيها تحت الحجز و السيطرة كما هو الحال مع الولايات المتحدة، فكل شيء كان على مايرام! حتى ما ان بدأ الكابوس.فهل ثمة شيء ما ليس على مايرام في هذا الموقف؟ فلقد كان غرينسبان من اقوى صناع القرار الاقتصادي حينذاك يخشى من انخفاض البطالة و ارتفاع الاجور بين العمال! التي وصلت الى ثمانين سنت في الساعة. اذن ما الغرض من التنمية الاقتصادية ان لم يكن لرفع مستوى معيشة الفقراء.و يمكن ان يقوم البعض بصرف النظر عن قيم غرينسبان غير النموذجية و بعد كل ذلك كان غرينسبان نصيرا للكاتب المؤمن بحرية الارادة المتطرف ايان راند.و كان سرد سيرة حياته الذاتية غير مألوف في نمطه على الرغم من انه ذكر فيه حبه للبيسبول و الموسيقى (و انه كان يرتاد مدرسة جوليراد) و الان اصبح مهتما بالاقتصاد و لكن ثمة شيئاً ما غير مذكور في تلك السيرة فلو امعنا النظر لوجدنا ان معظم الشخصيات العامة التي تحظى بنفس مكانته و حتى معظم الاقتصاديين كانوا سيعرضون لنا فقرة روتينية واحدة على الاقل في سيرتهم الذاتية تتحدث عن هدفهم في مساعدة من هم في اسفل السلم الاجتماعي سواء كانوا يعنون ذلك حقيقة ً ام لا. بيد ان غرينسبان لم يكلف نفسه عناء القيام بذلك الامر، لكن غرينسبان ،ولسوء الحظ لم يكن نشازا بين اوساط المصرفيين المركزيين، بل كان المعتدل بينهم.و ما اسوأ من ذلك هو ان نظرتهم الحمقاء قد اثرت تأثيرا بالغا و غير متناسب على التقارير الاقتصادية و مناقشة القضايا الاقتصادية، و كما تفيد التقارير الحديثة بأن الاجور في الصين الان ترتفع مجددا و ذلك جراء الاثر الاضافي الذي وضعه الانتعاش الاقتصادي و البرامج الاقتصادية العالمية المحفزة ذات الاثر الاكبر التي كان لها دور.. في تمكين الصين من خلال النمو في الكساد العالمي بنسبة 8.7 بالمئة في عام 2009 فتعد التقارير اقل سلبية ً بعض الشئ مما كانت عليه قبل أعوام عدةٍ مضت لكن كابوس غرينسبان كان كابوسا مفزعا فأن نقص العمالة يجبر الاجور في الصين على ان ترتفع و هذا سوف يزيد من التضخم.ليس واضحا ما هو الخطأ مع مشكلة "نقص العمالة" التي يجري حلها في الطريقة التي حلّ بها السوق غيرها من المشاكل المماثلة من خلال ارتفاع التزويد باليد العاملة لسد كمية الطلب عليها."لقد استنزف الصين احتياطي العمال العاطلين في المناطق الريفية و استنزف الصين العمال اليافعين لخدمة مصانعها" هذا ما نقلته صحيفة نيويورك تايمز. "و يقول مدراء شؤون الموظفين انهم يتخلون عن التقاليد غير الرسمية التي تقضي بعدم توظيف اي شخص تجاوز الـ35 عاما عن العمل و قالوا بأنهم الان يقومون بتوظيف العمال الذين تصل اعمارهم الى الأربعين سنة و ربما الاكبر منهم و ذلك على الرغم من قلقهم فيما لوكانوا يستطيعون بذلك مواكبة الخط الانتاجي الصيني السريع الوتيرة"." و لم يعد بمقدور المدراء توفير ثماني غرف إلى غرفة واحدة كمساكن للعمال متوقعين منهم ان يكدحوا 12 ساعة في اليوم و سبعة ايام في الاسبوع" و ذلك وفقا لما قالته بيزنس ويك.وثمة المزي
كابوس وول ستريت
نشر في: 5 إبريل, 2010: 04:28 م