اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > الاعظمية.. معشوقة الملوك.. ذاكرة بغدادية تزخر بالحضارة وألق التاريخ

الاعظمية.. معشوقة الملوك.. ذاكرة بغدادية تزخر بالحضارة وألق التاريخ

نشر في: 5 إبريل, 2010: 05:17 م

تحقيق/ وائل نعمةتصوير/ سعد الله الخالدي الاعظمية حاضرة بغدادية عريقة، ارتبط اسمها بالامام أبو حنيفة النعمان وبتاريخ الخلافة العباسية. تقع في شمال بغداد وهي شبه جزيرة تحيط بها المياه من جهاتها الثلاث، كثيرا ما تطاولت عليها العصابات المجرمة وفلول القاعدة محاولين المساس بعراقيتها ،
  ولكنها حافظت على وجودها وتاريخها ، حيث أنشئت الاعظمية  بعد اكتمال مدينة المنصور المدورة بالكرخ من بغداد، حينما قام ولي العهد المهدي عام ( 169هـ) بعبور نهر دجلة وبنى ما عرف بمعسكر المهدي، حيث المقبرة الملكية حاليا. وقبل هذاوضع فيها  رفات الإمام أبي حنيفة النعمان عام 150هـ ، ذلك قبل عمرانها العباسي.  rnوتردد العلماء إليها وانتقل مساكن العلماء والطلاب إليها ما زاد في حركتها العلمية والثقافية ، ومن ثم عند مجيء السلطان العثماني مراد الرابع عام 1048هـ/ 1638م ، إعاد تعميرها، واسكن أعداداً كبيرة فيها من قبيلة العبيد العربية القحطانية، الحميرية لحمايتها من الفرس. وقد طور المدينة العثمانيون وسكنوا فيها كونهم يتبعون المذهب الحنفي.     ومع التطور الاقتصادي والأجتماعي في بغداد في فترة الثلاثينيات كانت الأعظمية أحدى المناطق التي أنتقل اليها للسكن وبناء البيوت أهالي المحلات البغدادية القديمة والقادمين من المدن الأخرى وخصوصاً من موظفي الدولة وضباط الجيش والطبقة البورجوازية الصغيرة. كانت الأعظمية القديمة المبنية على الطراز البغدادي القديم أي (الحوش) في الداخل البيت  فإن السكان الجدد بنوا مناطق هيبت خاتون وشارع الضباط ونجيب باشا ومناطق السفينة على طريقة (الفيلات) . ولقد غير ذلك طبيعة المنطقة وجعلها تمثل خلال تلك الفترة حداثة المجتمع العراقي .أحيـــاء الأعــظمــيـــةيقول الحاج ابو عمر (66) سنة ومن سكنة الاعظمية القدماء أن الأحياء الأربعة التي تعتبر المنطقة القديمة في الأعظمية هي السفينة والحارة والنصة والشيوخ.وما حولها اليوم يعتبر امتدادا لها كرأس الحواش وشارع عمر بن عبد العزيز وشارع الضباط وأحياء الشماسية والوزيرية والعيواضية و راغبة خاتون و شارع المغرب. مساحة الأعظمية تبلغ حوالي 33 كيلومترا مربعا.ومن اهم مناطقها هي الـوزيــريــة تقع  جنوب الاعظمية وسميت بذلك الاسم  لان سكنها مجموعة من الوزراء وراغـــبــة خــاتــون ويعود تأسيسها إلى العهد العثماني وسميت نسبة إلى السيدة راغبة التي كانت ذات نفوذ كبير وتملك الاراضي في المنطقة ،  وشــارع الـمــغــرب يقع  على جانبيه محال واسواق كبيرة ويشتهر بمكاتب وعيادات الاطباء والمستشفيات والمختبرات الطبية. كما يوجد في الاعظمية الكثير من الجوامع والمساجد اهمها جامع العساف وجامع عادلة خاتون،  وأول مدرسة رسمية افتتحت في الاعظمية بعد سقوط الحكم العثماني عام 1917 كانت « المدرسة الاعظمية الابتدائية « وقد افتتحت في محلة النصةوافتتحت أول مدرسة للبنات بداية الثلاثينيات من القرن الماضي هي مدرسة « الخنساء الابتدائية للبنات « وتقع في بيت سيد نعمان الحاج محمد الاعظمي في محلة النصة، أما المدارس المتوسطة فان أول مدرسة متوسطة افتتحت عام 1939 في بناية « ثانوية الاعظمية للبنات حاليا « ثم انتقلت إلى بنايتها الحالية قرب المقبرة الملكية.المقبرة الملكيةأهم  معالم مدينة الاعظمية لما تتميز به من بناء راق وقبة جميلة وحدائق ، تضم قبر الملك فيصل الثاني والى جانبه يرقد الملك غازي المولود في 21 آذار 1912 والمتوفى في 4 نيسان 1939والملك علي بن الحسين المولود عام 1880 والمتوفى عام 1935 و جثمان الملكة عالية المولودة سنة 1911 والمتوفية سنة1950 وغيرهم من الاسرة الملكية الحاكمة واعضاء السلطة والشخصيات السياسية في تلك المرحلة من تاريخ العراق .يقول المهندس بلال عمار أن المقبرة الملكية بنيت من صخر الجلمود المسمى (حجر الشاطئ) وهي مغلفة بالطابوق اما الابواب والشبابيك فقد صنعت من خشب الصاج.انشئت المقبرة الملكية على ارض تكونت بما كانت ترسبه مياه دجلة في العصور الماضية، ذلك ان هذا النهر كان يجرف تلك الترسبات الطينية من شاطئه الغربي (العطيفية سابقا) ويلقيها في شاطئه الشرقي المقابل حتى ارتفعت الارض هناك واصبحت جزءا من الجانب الشرقي من بغداد، وبالنتيجة اتخذ مجرى دجلة لنفسه شكله الحالي الذي يشبه ان يكون قوسا كبيرة تقع المقبرة وسطها وقريبا من موقع المقبرة اليوم كانت تقع محلة الاعظمية حيث كانت هناك مقابر الاسرة العباسية، التي تعرف بترب الرصافة وفيها دفن عدد كبير من الخلفاء العباسيين وبعض افراد الاسرة العباسية.الاستاذ عبدالوهاب حسن استاذ التاريخ الاسلامي يقول : اختار الملك فيصل الاول هذه البقعة مقرا لاول جامعة عراقية في تاريخ العراق الحديث هي جامعة آل البيت وقد شيدت اول مباني هذه الجامعة على يسار الشارع المؤدي الى المقبرة الملكية، ولم تكن المقبرة نفسها قد بنيت بعد، وتشغل هذه المباني اليوم (الجامعة الاسلامية) وتقديرا من الملك للعلم والعلماء فقد اختار ان يكون مدفنه قرب

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram