TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > عاشت الحكومة..!!

عاشت الحكومة..!!

نشر في: 7 نوفمبر, 2012: 08:00 م

قبل أن يجف حبر العمود الذي كتبته عن الحصة التموينية وبلاويها قطعت الحكومة الطريق على الجميع فقررت إلغاء البطاقة بمجملها اعتباراً من آذار القادم بتعويض 15 ألف دينار للفرد الواحد!!

لن نعلّق على الجزء الأول من القرار  فحكومتنا "الرشيدة" هي الافهم بكفاءاتها المتميزة وقدرتها الفائقة على اجتراح المعجزات، وهي الأكثر قرباً من معاناة المواطن مع بطاقة الاهانة التي يتسلم مفرداتها المواطن "بين سطر وسطر" لذلك قررت التخلص نهائيا من وجع الرأس والقيل والقال والهروب إلى الأمام من عشّشة الفساد المالي والصفقات المشبوهة في الوزارة، فقررت أن "تريح" وتستريح.. ولأنها تريد لنا أن نتنفس الصعداء من هموم بطاقتها العجيبة قررت أيضا في الجزء الثاني من القرار تعويض المواطن بمبلغ على درجة عالية من التواضع والاهانة أيضا للمواطن.. فالحكومة بخبرتها وقدرتها على فهم احتياجات المواطنين اعتقدت ان 15 ألف دينار كافية وزيادة على "قلافة" المواطن الكريم، فقد قال لها خبراؤها ان قيمة ما يستلمه المواطن من مفردات البطاقة هي 12 ألف بسعر السوق التجارية، ولأنها تريدنا ان نعيش في بحبوحة من العيش أضافت بقرار جريء وشجاع ثلاثة آلاف دينار إلى سعر سوق البطاقة وهي الزيادة المتعلقة بالفواكه لاستكمال احتياجات المواطن واستكمال بقية الفيتامينات التي يحتاجها جسد العراق الصحي والسياسي معا.. وأنا أعجب مع فطاحلة الحكومة من الألسن التي أطلقت انتقادا للقرار وهي ألسن مدسوسة وتتصيد في الماء العكر كما يقال، والواجب الوطني أن ننظم مسيرات احتفالية وترحيبية لقرار الحكومة التي تتحفنا يوميا ببركاتها خصوصا بعد أن قدمت ميزانية علم 2013 إلى البرلمان والتي بلغت 113 مليار دولار.. نعم خمسة عشر ألف دينار ستجعلنا سعداء ونشعر بمكانتنا المتميزة عند الحكومة، وهذا مبلغ تعطيه الرعاية الاجتماعية شهريا مخصصة للأطفال فقط ويكفي أيضا أن ينشأ لدينا جيل بلا فقر دم!!

هكذا أيها السادة الكرام تتصرف الحكومات المنبثقة عن الشعب ومن الشعب والى الشعب لا تميز بين احتياجات برلماني من السعرات الحرارية ومواطن بسيط، فالصحة هي الصحة والمواطن هو المواطن سواء أكان وزيرا أم عاملا في المسطر وبهذا تتحقق العدالة الاجتماعية وتتجسد الشعارات والقيم والمبادئ التي نسمعها كل لحظة من سادتنا الكرام في الحكومة وهي ترعانا وتسهر على راحتنا وتمنحنا الأمن الغذائي فنشعر بأن الوطن وطننا والنفط نفطنا والحكومة حكومتنا ومواطنتنا محفوظة في ضمائر الحكومة من البرد والحر والأنفلونزا وسائر الأمراض الشائعة التي تعاني منها شعوب العالم التي جلست بالأمس تحسنا على قرارات حكومتنا الرشيدة وتتمنى من الله العلي القدير أن يرشد إليهم قدرا يشابه قدر حكومتنا في عمق الإحساس بالمسؤولية الشعبية، وربما تمنى الكثير منهم أن يكون من بين رعاياها السعداء.. وهم بالانتظار!!

أيها المواطنون الكرام لتسقط كل الشعارات الزائفة ولنرفع معا شعارا واحدا ووحيدا وعزيزا على قلوبنا جميعا.. تذكروه جيدا.. انه  الشعار الأبدي والخالد عاشت الحكومة!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. Ankido

    البطاقة التموينية كانت تسير بشكل مرضي الى حد ما أيام نظام الطاغية المقبور بما يكفي لسد رمق الملايين من الفقراء. الفاشل والفاسد هو من تقلد مقاليد السلطة وهو لايستطيع ادارة مدرسة ابتدائية فما بالك ببلد كبير كالعراق والذي سمح للفاسدين ومزوري الشهادات واللصوص

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: صنع في العراق

 علي حسين اخبرنا الشيخ همام حمودي" مشكورا " ان العراقي يعيش حاله من الرفاهيه يلبس أرقى الملابس وعنده نقال ايفون وراتبه جيد جدآ ، فماذا يحتاج بعد كل هذه الرفاهية. وجميل أن تتزامن...
علي حسين

قناطر: في البصرة.. هذا الكعك من ذاك العجين

طالب عبد العزيز كل ما تتعرض له الحياة السياسية من هزات في العراق نتيجة حتمية لعملية خاطئة، لم تبن على وفق برامج وخطط العمل السياسي؛ بمفهومه المتعارف عليه في الدول الديمقراطية، كقواعد وأسس علمية....
طالب عبد العزيز

تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.. من يكون رئيس الوزراء؟

إياد العنبر يخبرنا التراث الفكري الإسلامي بأن التنظير للسلطة السياسية يبدأ بسؤال مَن يحكم؟ وليس كيف يحكم؟ ولعلَّ تفسير ذلك يعود لسؤالٍ مأزومٍ في الفقه السياسي الإسلامي، إذ نجد أن مقالات الإسلاميين تبدأ بمناقشة...
اياد العنبر

هل الكاتب مرآةً كاشفة للحقيقة؟

عبد الكريم البليخ لم يكن الكاتب، في جوهره، مجرد ناسخ أو راوٍ، بل كان شاهداً. الشاهد على لحظةٍ تاريخية، على مأساةٍ إنسانية، على حلمٍ جماعي، وعلى جرحٍ فردي. والكاتب الحقيقي، عبر العصور، هو ذاك...
عبد الكريم البليخ
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram