صلاح حسن/لاهــــايبدأت فكرة أنشاء مؤسسة "أوطان الثقافية" حينما شعر احد مؤسسيها محمود النجار بالحاجة إلى منبر حقيقي يملأه الحب وروح العمل المشترك بعد تشتت الثقافة والنشاطات الفنية وانفصال المبدعين والمثقفين العراقيين أحدهم عن الآخر واختيار الانزواء عن الأضواء وتفضيل العمل الفردي على التعاون .
كان لديهم اختلاف من حيث الرؤية والخصوصية فنشأت الفكرة من اجل طرح الثقافة العراقية مع الثقافات الأخرى المتواجدة في هولندا أو في بلدان الاتحاد الأوروبي المتقاربة جغرافياً، خصوصاً بعد إن تعالت الأفكار العنصرية المقيتة تجاه المهاجرين أو القادمين من البلدان الإسلامية بالتحديد من قبل الأحزاب اليمينية المتطرفة. لقد كبرت الفكرة كما يقول محمود النجار حتى طرحها على الكثير من أصدقائه الفنانين والأدباء والشعراء والتشكيليين فرحبوا بها كثيراً وبهذا تألفت المؤسسة من الهيئة الإدارية من الدكتور ذياب فهد الطائي وهو كاتب وروائي والصحفية انتصار الغريب وأسماء كثيرة من عراقيين وجنسيات مختلفة من مثل الفنان ستار الساعدي ، عبد الإله اليوسفي ، عدي العبيدي ، أيمان عودة ، المهندسة زينب طالب ، سلام جعاز وأسماء كثيرة من خيرة الفنانين والصحفيين والإعلاميين والمصورين .برنامج المؤسسة يعتمد على التميز ولا يريد أن يكون نسخة طبق الأصل عن أي مؤسسة ثقافية أو صرح ثقافي آخر، ومن أهدافه أن يمد الجسور لكل نقطة تدل على الثقافة والفن والإبداع والتعاون معها لتكوّن حالة إنسانية متميزة ومتألقة.تطمح المؤسسة الى أن تكون لها بصمة في عالم الثقافة والفنون بشكل عام وبشكل متزن يلبي الطموح في الاقتراب من جوهر الإنسان عبر الموسيقى والكلمة الصادقة وريشة الفنان والتأريخ الإنساني المشترك . قام أعضاء الهيئة الإدارية بإكمال الإجراءات القانونية لتأسيس المؤسسة منذ 4 أشهر. لكنهم لم يقوموا بأي نشاط حتى يستطيعوا أن يقوموا بافتتاح خاص للمؤسسة ، إلى أن تكتمل الصورة لكي يظهروا بافتتاح كبير على شكل مهرجان يليق بالأفكار التي يحملونها، وبالفعل كان يوم الافتتاح بتاريخ 27-03-2010 عرسا ثقافيا كبيرا لم تشهد الأوساط الثقافية منذ زمن طويل مثله من حيث تنوع البرامج وثقلها في عالم الموسيقى والثقافة والفنون وكذلك من الحضور النوعي الكبير الذي ناهز 400 شخص ، الوقوف كانوا أكثر من الجالسين .كان هناك حضور مميز للفنان الممثل والمخرج العراقي القدير حمودي الحارثي والمخرجة المسرحية منتهى محمد رحيم والأستاذ رئيس تحرير موقع صوت العراق أنور عثمان والفنان أستاذ الموسيقى وعازف الجوزة محمد كُمر والفنان المسرحي فارس الماشطة وكثير من الفنانين التشكيليين والشخصيات الفنية والإعلامية والشخصيات الاجتماعية من مختلف الجاليات.rnمنهاج الحفل عرض فيلم وثائقي تظهر من خلاله فكرة وتوجه المؤسسة الفتية ومحاولة التعرف على ثقافة الآخر ورمز الطير الذي ينهض من بين الحضارة والسلالات العراقية القديمة من حمورابي والممالك الآشورية والبابلية والسومرية والكلدانية مروراً بعواصم العالم المختلفة خلال الفيلم . ثم كانت هناك رقصة إيحائية بعنوان ذكريات كلكامش من ألحان وعزف الفنان ستار الساعدي وعازف الرق الهولندي برنارد بيت وسلفين فريدريك على آلة الطار وأداء الحركات التعبيرية للفنانة الهولندية كارين فانده كنوب والفنان الهولندي رينيه هاك مان . بعدها أستمر الحفل مع مقتطفات من الشعر مع الشاعر العراقي صلاح حسن بنصوصه التي قدمها من ديوانه " جزع بابلي " ثم وصلات من المقام العراقي مع الفنان علي الجدة وعازف السنطور الفنان قاسم محمد عبد القادم من مدينة كولن الألمانية والفنانة الشابة نادين وعازف الإيقاع الفنان ستار الساعدي إذ تفاعل الجمهور الهولندي قبل الجمهور العراقي مع نغمات السنطور والإيقاعات العراقية في نهاية الحفل تم تكريم الفنان الكبير حمودي الحارثي بمناسبة يوم المسرح العالمي إذ تحدث بإيجاز عن تجربة الرواد والمسرح العراقي . كما تم تكريم الفنانين الذين شاركوا في الأمسية الموسيقية وساهموا في أدارة وإنجاح مهرجان الافتتاح وبهذا وضعوا حجر الأساس لمؤسسة تطمح الى أن تكتسب وتبث الثقافة والفنون من خلال تفاعلها مع مختلف الثقافات الأخرى .
أوطان.. مؤسسة ثقافية عراقية جديدة فـي لاهـــاي
نشر في: 5 إبريل, 2010: 05:42 م