بقلم / زيدان الربيعيهناك نجوم قلائل يصمدون في ذاكرة الناس على مدى طويل من الزمن، لكونهم يتركون أثرا طيبا خلفهم من خلال البصمات العديدة التي يقدمونها فوق المستطيل الأخضر الذي كافأهم بالخلود الطويل في ذاكرة الجمهور الرياضي.
في زاوية (نجوم في الذاكرة) سنحاول الغور في مسيرة أحد نجوم المنتخبات العراقية السابقين الذين ترفض ذاكرة جمهورنا مغادرتهم لها،حيث صمدوا في البقاء فيها برغم مرور عقود عدة على اعتزالهم اللعب وحتى قسم منهم ابتعدوا عن الرياضة برمتها أو غادروا العراق إلى بلدان أخرى.نتحدث في الحلقة الخمسين عن مسيرة لاعب فريق الطلبة والمنتخبات العراقية السابق والمدرب الحالي واثق اسود الذي ولد في بغداد عام1957 ولعب قرابة 50 مباراة دولية ، إذ سيجد فيها القارئ الكثير من المحطات والمواقف المهمة والطريفة.بداياته بدأ اللاعب واثق اسود مسيرته الرياضية في الفرق الشعبية في منطقة الدورة بالعاصمة بغداد..وفي عام 1971 قرر الانضمام إلى ناشئة فريق الزوراء الذي كان يشرف على تدريبه الراحل وهاب خلف وقد تعلم مع هذا الفريق أصول اللعب المنظم وبدأ من خلاله يفصح عن إمكاناته التي أشاد بها مدربه كثيرا..وفي عام 1972 دعاه المدرب داود العزاوي الذي يعد من أفضل المدربين العراقيين في مجال اكتشاف الوجوه الشابة إلى صفوف منتخب تربية الكرخ.. حيث ظهر بمستوى طيب مع هذا الفريق..وبعد ذلك قرر الانضمام إلى فريق الجامعة "الطلبة حاليا" الذي كان يلعب في صفوف فرق الدرجة الثانية تحت إشراف المدرب جمال صالح وكان وجوده مع هذا الفريق بمثابة فال حسن عليه..إذ تمكن فريق "الجامعة" من التأهل إلى دوري الأضواء في موسم 74 ـ 1975 ليبقى فيه إلى يومنا هذا ويصبح من أهم الفرق الجماهيرية في البلد.وبعد أن ظهر واثق أسود بصورة جيدة مع فريق الجامعة استدعاه مدرب منتخب الشباب الراحل ثامر محسن إلى فريقه الذي شارك لأول مرة في تاريخه في بطولة شباب آسيا التي جرت في الكويت وتمكن منتخبنا الشبابي من الفوز فيها بكل جدارة وقد ظهر واثق اسود بصورة رائعة جدا جعلت النقاد يختارونه أفضل لاعب في قارة آسيا بعد منافسة قوية مع زميله وهداف البطولة كاظم وعل ومع لاعب منتخب الكويت فتحي كميل.. حيث يمثل له هذا الحدث أجمل ذكرى عاشها في الملاعب الرياضية.وفي عام 1976 استدعاه المدرب الاسكتلندي الراحل داني ماكلنن إلى صفوف المنتخب الوطني الذي كان يستعد للمشاركة لأول مرة في تاريخه في دورات الخليج العربي من خلال بوابة الدورة الرابعة التي جرت في الدوحة ، لكن حدثا معينا سحب منه هذه الفرصة الثمينة وهذا الحدث يتمثل بدعوته ثانية إلى صفوف منتخب الشباب الذي شارك في بطولة شباب آسيا التي جرت في تايلند في العام ذاته..حيث ذهب واثق اسود وزملاؤه إلى بانكوك لغرض الدفاع عن لقبهم، لكنهم فقدوه بعد خسارتهم أمام منتخب كوريا الشمالية بفارق ركلات الجزاء الترجيحية، لكنه بعد سنة واحدة فقط تواجد مع المنتخبات العراقية المختلفة "الوطني والاولمبي والعسكري" حيث لعب مباراته الأولى مع المنتخب الوطني ضد نادي داربي كونتي الانكليزي التي انتهت بالتعادل السلبي، وقد لا يعرف الجمهور الرياضي أن واثق اسود كان يمارس لعبة أخرى هي القفز العالي في بطولات التربية وحقق فيها رقما جيدا هو 1,80م ولم يستطع احد يحطم هذا الرقم غير أخيه ثائر اسود في الدورة المدرسية التي جرت في القاهرة عام 1975.ويذكر واثق بداياته مع فريق الطلبة حيث يقول: في أول مباراة أخوضها مع فريق الطلبة كنت قلقاً للغاية ولكن بعد دقائق من مرور المباراة بدأت أكون طبيعياً ومن ثم ظهرت بمستوى جيد بعد أن تجاوزت رهبة الخوف.الأجمل والأسوأ أمام الزوراءوعن أجمل مبارياته مع الطلبة أجاب واثق أسود بالقول: " أن أجمل وأسوأ مباراة في حياتي مع الطلبة حدثت خلال عشرة أيام فقط.. حيث لعبنا ضد الزوراء الذي كان زاخراً بالنجوم الكبار أمثال فلاح حسن، علي كاظم، جلال عبد الرحمن، حازم جسام، عادل خضير وغيرهم في بطولة الكأس، لكننا لم نستطع مجاراتهم، لان تشكيلة فريقنا كان جلها من اللاعبين الشباب الذين ارهبهم اسم الزوراء ونجومه، لذلك خرجنا بخسارة قاسية جدا بستة أهداف مقابل لا شيء.. ولكن بعد عشرة أيام فقط التقى الفريقان ثانية ضمن مباريات الدوري في موسم 75 ـ 1976 وكان علينا أن نجاري الزوراء وننافسه بشكل ندي حتى نخرج بنتيجة تكون مقبولة من ناحية الخسارة ، لكننا تمكنا من الفوز عليه بهدفين مقابل هدف واحد لنرد هيبتنا التي أضاعتها مباراة الكأس..حيث تعد هذه المباراة من أهم المباريات في حياتي الرياضية مع فريق الطلبة.أبرز مساهماته ومشاركاته الدولية، شارك اللاعب واثق اسود في العديد من البطولات الخارجية من أبرزها دورة مرديكا الدولية في ماليزيا عام1977 وحصل فيها منتخبنا على المركز الثاني، كما شارك في دورة مرديكا في عام1978 ونال فريقنا فيها أيضا المركز الثاني وايضاً كما شارك في دورة الألعاب الآسيوية الثامنة في بانكوك عام 1978 ودورة الخليج العربي الخامسة في بغداد التي أحرزها منتخبنا الوطني بجدارة كبيرة، وفي العام ذاته أسهم
واثق أسود "الشاب" الذي أثبت وجوده بين عمالقة "الدفاع"
نشر في: 6 إبريل, 2010: 04:42 م