كوبنهاغن/ رعد العراقي لا تزال مشكلة نادي الزوراء تشكل معضلة مستعصية تعذر على اصحاب العقول والرأي السديد حلها او الاقتراب من فك اسرارها والامساك بأمل الغوص في عقول الهيئة الادارية الحالية وماذا تطمح في الوصول اليه بعد ان اسهمت في الإطاحة بالنادي الى حيث يرقد الان في خانة البحث عن ما ينقذه من تراجعه المخيف والتشبث بفوز هنا او تعادل هناك كالجواد الأصيل أدمته كثـرة الطعنات ومنعه كبرياؤه من السقوط أمام انظار الملايين من محبيه.
رحلة الهبوط من القمة ابتدأت بسيناريو يحمل الكثير من الإثارة عندما تخلت وزارة النقل عن تقديم الدعم للنادي بعد ان فرضت شرطا حسب ما اثير في حينه بتغيير اسمه ليصبح تحت مسمى " زوراء النقل " ودخلت الهيئة الإدارية في صراع ساخن ورفضت هذا الشرط وتمسكت بالاسم الحالي تتبعها الجماهير المؤيدة لموقفها وشجاعتها فكسبت التأييد وسط ضبابية وفوضى التصريحات من دون ان يكون هناك من يخرج ويسأل عن قدرة الهيئة في إدارة الأزمة باحترافية واستخدام وسائل الإقناع وأساليب الضغط القانونية للوصول الى حل يجنبها الدخول في أزمة مالية لا تقوى على الصمود أمامها إلا باللجوء الى التسول العلني وإعلان توقف نشاطات النادي كان احدى الدلائل على عدم امتلاكها أي مقومات الخبرة الادارية في المحافظة على سمعة النادي وإنقاذه من الإفلاس ..اما الغريب فان مسألة الارتباط مع وزارة النقل تلاشت من دون ان تعرف الجماهير هل لا يزال النادي مرتبطاً إدارياً بالوزارة او ان هناك قرار قد صدر بالانفصال عنها؟ثم توالت الازمات بين صعود هش وهبوط مدوِ بعد ان تناخى اهل الإحسان في دعم النادي بما جادت ايديهم من اجل تمكينه من المشاركة بكأس الاتحاد الآسيوي وسط تهديد الهيئة الادارية بالانسحاب حيث كانت اشارة واضحة على غياب الطموح في تحقيق النتائج المقنعة وهو ما حصل فعلا عندما غادر الفريق من الدور الثاني ولم يجنِ غير رحلات السفر والعودة بمشاكل أخرى تمثلت بين اللاعبين ورئيس الهيئة الادارية سلام هاشم وصلت الى حدود إعلانهم الإضراب عن خوض مباريات الدوري المحلي بسبب عدم استلامهم مستحقاتهم المالية المتعاقد عليها.اما طريقة حل تلك الإشكالية فقد ابتدعها رئيس النادي حين اعلن التخلي عن كل اللاعبين الأساسيين وطردهم خارج اسوار النادي لكن من دون ان ينفذ ما جاء بالعقود من التزامات مالية ضاربا عرض الحائط بكل القوانين واسلوب التفاوض والاقناع الودي المتعارف عليه.ثم تستمرالخلافات لتصل الى مدرب الفريق يحيى علوان في حينه الذي طالب هو الآخر بمستحقاته المالية من دون ان يجد استجابة لطلبه لتثار القضية في المحاكم..اما رئيس الهيئة الإدارية يبدو غارقاً بالضغوط النفسية او الشعور بالاخفاق وخرج علينا بانتقاد قاسِِ لاتحاد كرة القدم بحجة تمسك اعضائه بالكراسي برغم فشلهم لا يستجيبون لمطالب الجماهيرفي موقف اثار الاستغراب وكأن ما يسري على الاتحاد لا يسري عليه بحجة انه مُنتخب ولا يجوز ان يتنازل عن المنصب حتى وان قاد الزوراء ضمن مصاف الدرجة الرابعة! كل تلك التخبطات لابد من ان تفضي الى فريق لا يقوى على مجاراة الفرق الاخرى ضمن الدوري الحالي بعد ان انهارت قواه بالكامل وحدث تغيير شامل بجميع اللاعبين من دون دراسة دقيقة وعلمية تضمن له المنافسة كأسم له سطوته في عالم الكرة العراقية، فراحت ادارته تتخبط بين انتقاء اللاعبين من خلال التقطير المالي والافادة من رغبة البعض من الحصول على الشهرة وهو يلعب لناد له تاريخه ومكانته .ووسط هذا المشهد انكشف المستور ووضحت هزالة الاعداد وعدم الانسجام وبدأت الجماهير تطالب بالحلول بعد ان وصلت الى حالة اليأس وتفككت الهيئة الادارية وسط خلافات دفعت رئيس النادي الى التدخل والتسلط على صناعة القرار ما اجبر مدرب الفريق حازم جسام الى اعلان استقالته وكأنه يعض نواجذه ندماً على تسنمه مهمة محكومة بالفشل أساسا وسارع سلام هاشم الى تعيين ملاك تدريبي جديد حتى من دون استشارة الهيئة بالكامل ولازالت القضية تتفاعل والإخفاقات مستمرة والنادي يتجه الى مصير مجهول! ان نادي الزوراء هو قلعة الابداع والفن الكروي الساحر ، وجماهيره الواسعة تعودت على ان يكون محلقا بأجنحته البيضاء فوق قمم المنافسة منذ تأسيسه واصبح مُلكا خالصا مسجّلاً باسم كل محبيه ، لم تعرف الحسرة والدموع مكانا لها على وجوه تلك الجماهيرمثلما نراها اليوم وهي تعاني ألم الهزائم والشعور بالعزلة بعد ان خفتت أصواتها التي كانت تهز أركان الملاعب اينما حلت.فمتى تشعر الهيئة الادارية لنادي الزوراء انها امام مسؤولية تاريخية واخلاقية وتعترف بعدم قدرتها على ادارة النادي الى حيث مكانته؟ ومتى تعترف ان كل ما مرّ من خلافات واحداث وهبوط بالمستوى الفني لم يأتِ من فراغ او محض صدفة وانما جاء نتيجة اخطاء فادحة وتمسك بالمنصب وتفرّد باتخاذ القرار؟ ومتى ينظر سلام هاشم الى دموع الجماهير التي كانت يوما تؤازره وتمنحه المحبة حين كان داخل المستطيل الأخضر يدافع عن ألوان وسمعة النادي ويقرر ان يبقي على تلك العلاقة الحميمية ولا يستبدلها بسطوة المنصب. يقيناً سوف يملّ هاشم هو الآخر من كرسيه ويتركه جالسا على رصيف النسيان!
تساؤل بالمباشر:متى يرحم هاشم دموع الزوراء ويتخلّى عن جبروت سلطته؟!
نشر في: 6 إبريل, 2010: 04:44 م