ميونيخ / فيصل صالحعندما يتذكر المتابع الانجازات والألقاب الكبيرة التي حققها نادي الغرافة القطري (الاتحاد) سابقا في احدى من أجمل واقوى بطولات الدوري العربية والآسيوية بكرة القدم..يتذكر معها الأقدام الذهبية لعدد من لاعبي الكرة العراقية التي كتبت وبحروف واضحة المعالم ابرز تلك ألألقاب في تاريخ هذا النادي..الذي اصبح معلما رياضيا بعد أن كان قبل اقل من ست سنوات عبارة عن منزل قديم يقع في احدى حواري منطقة الغرافة في العاصمة القطرية الدوحة.
هذا النادي الكبير في عطائه وانجازاته كان مجلسه مضيفا لأغلب العراقيين المقيمين في الدوحة من لاعبين ومدربين وصحفيين رياضيين الذين كانوا يُستقبلون بكل ود واحترام من مسؤولي هذا النادي ولاعبيه.لاسيما بعد أن عكس المدربون واللاعبون العراقيون الذين احترفوا العمل واللعب في هذا النادي صورة رائعة عن ألأخلاق الرياضية والانسانية التي يحملها هؤلاء الذين حصلوا في دولة قطر على فرصة للتعبيرعن قدراتهم التدريبية بعد ان حرمتهم الحروب والويلات والحصار الظالم على العراق من التعبيرعن ذلك في انديتهم وملاعبهم التي كانت ومازالت تعتبر(خرائب) قياسا الى ملاعب قطر التسعة العملاقة وكذلك قياسا الى اغلب الملاعب في دول الخليج العربي ودول الجوارالعراقي الأخرى.هناك في نادي الاتحاد الذي اصبح فيما بعد يعرف بنادي الغرافة..لعب الكابتن حارس محمد دورا كبيرا في اكتشاف عدد كبير من اللاعبين الشباب الذين رفدوا المنتخب العراقي بلاعبين حيث كان حارس يحرز اهدافا بطريقة (الدبل كيك) بعد نجم الكرة العراقية الراحل عمو بابا الذي احرز اول اهدافه بهذه الطريقة في مرمى منتخب تونس الذي زار بغداد العزيزة في نهاية الستينيات من القرن الماضي وواجه منتخبنا الوطني على ملعب الإدارة المحلية في منطقة الكرخ الذي أطلق عليه فيما بعد ملعب نادي الكرخ!واذا كان الكابتن حارس محمد صانعا ماهرا لعدد كبير من لاعبي نادي الغرافة ..فالكابتن راضي شنيشل أو السد العالي في العهد التسعيني كان عراقياً يضع شارة الكابتن على ذراعه ويكون قائدا فذا لأحد ألأندية العربية بالرغم من وجود بعض لاعبي المنتخب القطري في تلك الفترة..وحصول راضي شنيشل.. هو نجم حقيقي بسلوكه وأخلاقة ونظرته الانسانية.حصول شنيشل على تلك المسؤولية لم يأت اعتباطا، بل حصل عليها لأن مؤهلاته الفنية والبدينة والأخلاقية فرضت نفسها على مسؤولي النادي الذين كانوا يديرون النادي بأسلوب عائلي وبطريقة محترمة وليس كما نراه الان في بعض انديتنا الجماهيرية الكبيرة التي تديرها ادارات (تعبانة) زادت من هموم لاعبيها وجماهيرها.ولذلك تشهد هذه ألأندية انحدارا كبيرا في العلاقة النموذجية بين رؤساء هذه ألأندية التي انشغلت في هذه الفترة بالبحث عن مصالحها الذاتية..وبين عدد من لاعبي هذه ألأندية الذي وجد بأن مثل هؤلاء الرؤساء لا يمثلون مصالحهم او مصالح الأندية التي جلسوا على كراسيها في غفلة من الزمن ، بل يمثلون مصالحهم الشخصية وهذا الانحدار اثر بشكل واضح على سمعة وتاريخ هذه ألأندية التي كانت سابقا أندية حقيقة وليست اندية (كارتونية) كما نراها في الفترة الحالية!ماذا قدم راضي شنيشل للغرافة القطري او الاتحاد القطري؟ الجواب على ذلك يأتي من شاهد عيان يقول أن راضي شنيشل لم يكن لاعبا متمكنا وقائدا رائعا في وسط الميدان وتنتهي مهمته بعد نهاية المباراة ، بل كان مرشدا وناصحا لعدد كبير من اللاعبين القطريين الذين وجدوا في راضي انموذجا رائعا للاعب كرة القدم وبدلا من استغلال اوقات فراغهم في بعض ألأمور التي كانت ستؤدي بهم الى منزلقات غير متوقعة قلدوا راضي شنيشل في الكثير من الامور الايجابية ومنها الالتزام والإنضباط والتدريب الإضافي.ولذلك صعد نجم سعود فتح..سعود سطام الشمري..مصطفى آدم وغيرهم من اللاعبين الذين احتلوا مراكز مهمة وثابتة في تشكيلة المنتخبات القطرية..وبذلك وضع راضي بعلمه او من دون علمه حجر اساس قويا لجميع ألأنجازات التي حققها نادي الاتحاد ومنها بطولة الدوري القطري اكثر من مرة..لقب بطولة ولي العهد لم يغب عن خزينة الغرافة العامرة بالكؤوس..والقاب بطولة كاس ألأمير اكثر من مرة، ولهذا وحتى يومنا هذا..يتذكر الغرافيون من امثال جاسم بن خليفة والزميل ماجد محمد الخليفي وجمهور النادي القطري ليس فقط الالقاب التي حصدها النادي في الفترة التي قاد بها شنيشل نادي الاتحاد..بل يتذكرون ايضا السجايا والذكريات الطيبة التي تركها راضي شنيشل في هذا النادي الكبير من خلال سلوكه العالي والتزامه بكل ما يطور قدراته لاعبا وإنسانا!وأما اللاعب الرائع عماد محمد فقد قدم شيئا جيدا لهذا النادي عندما ارتدى فانيلته الى جانب الكابتن راضي شنيشل في بداية عام 2000..وتمكن العمدة من تحقيق انجاز كبير له وللنادي عندما احرز لوحده ثلاثة اهداف كبيرة في مرمى نادي السد وذلك في المباراة النهائية لبطولة كأس أمير دولة قطر..وعماد محمد هو أحد افراد العائلة العراقية التي انتمت لنادي الغرافة وعكس هذا اللاعب امكانات اكثر من رائعة في الملعب واعطى صورة ايجابية عن سلوك اللاعبين العراقيين الذين احترفوا اللعب في ألأندية القطرية بعد ان فتحت هذه الدولة العربية صدور مسؤوليها قبل ابوابها للرياضيين العراقيين في وقت سدت بوجههم جميع ألابواب!!وأما السفاح يونس محمود فهو العنوان الابرز لنجوم لاعبي المنتخب الوطني في
مداخلةبسيطة:ألقاب الغرافة بين الإدارة الحكيمة وأقدام السد العالي والعمدةوالسفاح!
نشر في: 6 إبريل, 2010: 04:50 م