ترجمة :اسلام عامر لقد عانت الفتاة الصغيرة ما يكفي. فعلى ما يبدو تعرضت الفتاة المراهقة المدعوة هند من قرى البحر الأحمر في جديدة للضرب والاعتداء الجنسي من زوجها البالغ من العمر 70 عاما والذي زوجها إياها أبوها وأعمامها الثلاثة مقابل مبلغ من المال قدره 1.400 دولار العام الماضي
وذلك وفقا لما قالته الصحيفة اليمنية المكتوبة باللغة الانكليزية (يمني تايمز) لقد حاولت الهرب من زوجها الذي أجبرت على الزواج منه ومن سوء معاملته مرات عديدة، الا ان عمها الذي اعد لها هذا الزواج كان يمسك بها كل مرة تهرب فيها.وغضب عمها من محاولة هروبها من تلك الصفقة التي كان وسيطا فيها ويرى عمها ان الحاجة ملحة الى معاقبة الفتاة على فعلتها تلك.لذا قام بوضع سلسلة حديدية ثقيلة حول عنقها وربطها الى منزله كأنها كلب وعلى مدى عدة شهور، وعلى ما يبدو فإن العم قد وضع سلسلة طويلة بما فيه الكفاية لتتمكن الفتاة من الذهاب الى الحمام والمطبخ.وخلال هذه الأوقات الجهنمية كانت هند تتلقى الضرب من عمها وتتلقى الاعتداء الجنسي مرات عدة من أولاد عمها، وأخيرا خططت للهروب قبل أسبوعين من الآن وبدأت تفاصيل قصتها المأساوية تنكشف.كانت هند الكبرى من بين خمسة أطفال وكانت تعيش مع عائلتها الفقيرة ووالدها الأعمى الكبير وكان دخل العائلة الرئيس يعتمد على ما تجلبه هند وإخوانها مما يحصلون عليه من التسول في الشوارع، وتزوجت هند من رجل في السبعينيات من عمره في عيد الفطر الماضي ولم يكن لدى الرجل بيت خاص به لذا كان يأخذها الى مكان يتقاسمه مع أصدقائه او الى بيت ابن زوجته السابقة.خططت العروس الطفلة للهروب ولا تزال السلسلة حول عنقها وكانت تلتجئ الى منزل امرأة كبيرة.بينما كانت عائلتها تعيش في تعز في مرتفعات اليمن.وتعتقد زكية محمد 55 عاما والتي وفرت الملاذ لهند انها حامل وذلك بحسب ما أورد التقرير.»سأبذل قصارى جهدي من اجل هذه الفتاة الصغيرة انها بحاجة الى الحب والطعام والامن»ذلك ما تم نقله عن لسان زكية محمد في التقرير الصحفي في اليمني تايمز.في تلك الأثناء كانت هند سعيدة ومرتاحة لكونها قد هربت من جلاديها «لا اود الرحيل من هنا حتى أتأكد ان عمي لن يتمكن من إلحاق الأذى بي مجددا»هذا ما تم نقله عن لسان هند بحسب التقرير.ولم يكن من الواضح ما هي خطط السلطات حيال هذا الامر ووفقا لما جاء في الصحيفة اليمنية فإن المحقق قد ألقى نظرة على هند وعلى جروحها وعلى السلسلة حول رقبتها.لكن بدلا من اعتقال العم المذنب قام المحقق بكتابة مذكرة واجبر العم على التوقيع على ورقة مفادها انه لن يضع السلاسل حول رقبة الفتاة مرة ثانية.ليست حالة هند الوحيدة من نوعها الا انها الأخيرة في سلسلة القضايا الشائعة حول زواج الأطفال فكانت نجود علي وجها آخر لزواج الأطفال في اليمن وذلك عندما نزلت الى دار المحكمة في صنعاء وطلبت الطلاق من زوجها الذي يقال انه في الثلاثينبات من عمره، وتمت تغطية قصة نجود على نطاق واسع في الإعلام الغربي وترجمة الكتاب الذي اشتركت في كتابته مع الصحفي الفرنسي ديليفين منوي الى الانكليزية.الفتاة المطلقة البالغة من العمر 12 عاما حاليا تعيش في صنعاء مع عائلتها،وتغطي أتعاب الكتاب الأدبية بيت العائلة الجديدة والعمل وكذلك مصاريف الدراسة لها ولأختها الأصغر هيفاء.ووقعت سالي صباحي ورقة طلاقها في صنعاء بداية هذا الأسبوع لتصبح رابع طلاق أطفال في اليمن.ولا تزال النقاشات الحامية مستمرة بين الإصلاحيين والمحافظين في اليمن البلد الفقير حول وجوب منع زواج الأطفال في اليمن وفي وقت مبكر تظاهرت مئات النساء خارج البرلمان اليمني دعما لتطبيق التشريع الذي ينص على ان اقل عمر لزواج المرأة 17 عاما والرجل 18، لكن نشاطات المعارضين لزواج الأطفال قد قوبلت بالصد العنيف والعاتي.وقبل يومين من ذلك ضغطت النساء المعارضات لحظر زواج الأطفال على صناع القرار بتظاهرات اكبر خارج البرلمان بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية ومنع بعض رجال الدين المحافظين المسلمين زواج الأطفال وبعضهم شجب القرار بصيغته التي تم إصدارها في وقت مبكر من هذا الشهر قائلين ان هؤلاء الذين يدعمون الحظر هم كفار ومتمردون وذلك بحسب ما نقلت ال بي بي سي، وحتى الآن ليس ثمة قرار يحمي الأطفال من الزواج من اليمن.عن لوس انجلس تايمز
إجبار القاصرات على الزواج في اليمن
نشر في: 6 إبريل, 2010: 05:01 م