اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > اعادة البناء التربوي للعراق..استعادة الذات الوطنية

اعادة البناء التربوي للعراق..استعادة الذات الوطنية

نشر في: 6 إبريل, 2010: 05:13 م

 زياد مسعوديعالج الباحث التربوي العراقي المرموق د. محمد جواد رضا في كتابه الجديد ( اعادة البناء التربوي  للعراق – استعادة الذات الوطنية ) جملة من القضايا الاساسية التي جرت في البناء التربوي في العراق منذ قيام الحكم الوطني عام 1921  حتى الحدث الاكبر في 9 نيسان2003 حيث دخلت القوات الامريكية – البريطانية العراق لتحدث التغيير الرئيسي في حياة العراقيين وتقوم بعزل حكامه البعثيين  ومعاقبتهم على تسلطهم لزمن قارب الاربعين عاما على مصائر الناس وحيواتهم
وبالتالي على أوضاعهم الاساسية في الاقتصاد والتربية والتعليم والادب ... الخ وكل مفاصل الحياة اليومية , أضافة الى محاولتهم رسم سلوك الناس  اليومي  وقسرهم في مجالات شتى  . والمؤلف استاذ وناقد وشاعر اشتهر عند الخاصة من المثقفين العراقيين في خمسينيات القرن العشرين  بلقب ( دعبل ) , وقد كان ذلك قبل ارساله مبتعثا ليدرس علم التربية  في الولايات المتحدة الامريكية وليعود مدرسا في  كلية التربية وأستاذ بحوث حرة  , وكان واحدا من المثقفين العراقيين الذي اعتقلوا وسجنوا  -وهم آلاف- زمن البعث الاول في شباط 1963 .  والواضح ان ذلك السجن كان من حسن حظ.د/ رضا فقد غادر العراق ليعمل في دول متعددةمثل  السعودية والبحرين والاردن  , ثم استقر في جامعة الكويت زمنا قبل ان يقوم النظام العراقي السابق باحتلال الكويت في آب 1990 حيث غادر الباحث الكويت مضطراوعاد مع العائدين بعد تحريره كان الباحث احد مؤسسي  الجمعية الكويتية لتقدم الطفولة العربية , وقد قضى في جامعة الكويت ومع الجمعية ثلاثا وعشرين سنة , لتقوم الجمعية بطبع كتابه هذا وتقدمه في أحتفال خاص جرى في آذار 2008 في مقر الجمعية بالصفاة وترسل نسخاً من الكتاب الى وزير التربية العراقي اسهاما من المؤلف في عملية أعادة تأسيس البنية المناهجية والفلسفية  للتربية في العراق الجديد دون ان يتلقى – ولا  الجمعية الكويتية اية رسالة او اهتمام  !!   المهم ان فصول الكتاب رافقت ذهن المؤلف  سنين عدة  حتى استوى على هيئة فصول ومقدمة تسبق ذلك خلاصة تنفيذية تعطي موجزا لهذا البحث وتبدأ بالتأكيد على عظمة المهمة التي انيطت بالتربويين وعملية البناء التربوي في العراق بعد زوال سلطان البعث القسري الذي ينبغي ان يتبعه زوال سلطان البعث الفكري وممارساته غير التربوية  , ويضع المؤلف لذلك منظورين فكريين للتعامل مع الواقع الجديد وبنائه. في المنظور الاول يتداخل بعدان , البعد العراقي والبعد العالمي الذي يرمي الى ربط عملية التربية والتعليم  الجديدة في العراق بالنهج العالمي المعاصر وحركة التاريخ الانساني المعاصر , ويشترط لذلك عدة أمور منها : تصميم محتوى التعليم لتكون مادته ديمقراطية براغمتية نفعية احتياطا من توجيه التعليم باتجاه التاريخ  والتلاعب به سياسيا وتحريفه  باتجاه الامور اللاهوتية ومن ثم النكوص بالمجتمع عن جادة الارتقاء باوجهه المتعددة , وذلك  يقتضي  تطوير مفردات المناهج والارتقاء بمستواها . إضافة لذلك فان عملية  تغيير المناهج ورفع مستوى الاداء التربوي ينبغي ان تتما في مجتمع سياسي يتعلم فيه الفرد ويعلم انه مسؤول عن الغير الذي يعيش معهم ويشاركهم مصيرهم ووطنهم  عبر معيشته المستمرة معهم. ان التعايش مع الاخرين يبقى مفهوما هلاميا اذا لم يتعلم الفرد كيفية العمل مع الآخرين وأن يتعلم الناس عبر التدريب كيف يتواصلون مع الاخر . يطرح المؤلف – لذلك – مهارتي  : ( العيش معا ) و(العمل معا ) شرط ان يدعما بالمواقف العلمية عبر استخدام طرق تدرب الطلبة وتلزمهم ان يتفحصواعلاقات السبب والنتيجة  ,ذلك أن اتقان التفكير في عمليات التسبيب يشحذطاقات الفرد وقدراته  التي ينبغي ان تربط التفكير الاستقرائي والاستنتاجي (وهما عمليتان ليستا متعاكستين بل متقابلتان كطريقتين من طرق التفكير والعمل ) , ويقول المؤلف : ( أنه  من المستحيل عموما مواصلة سلسلة منطقية من التفكير دون ربط النمطين ببعضهما )  , ولذلك يبدو واضحاان عملية تطوير قوى فكرية ثاقبة عند المتعلم تفرض اجراء تغييرات تركيبية معينة في كافة مفردات التربية والمعارف على كل المستويات , وان يكون التدريب  على التسبيب – الذي هو من التفكير التدريبي – اهم من التدريب على ( الدرخ ) وعملية استعادة المعلومات ذاتها , هنا يمكن الارتقاء بعملية بناء القوى العقلية  والمزج بين المعرفة النظرية والمهارات . ان التعليم المبدع يرتبط  بالتزام قوي لتحقيق العدالة التربوية ومن اجل ضمان نجاح مشروع عراقي تربوي واسع يجب تعبئة قوى الدولة المادية والادارية لخلق اجماع وطني على اعتبار التربية وسيلة للخلاص الوطني  من التخلف.  وضع المؤلف كتابه في ثمانية فصول للتعبير عن مقاصده . جاء الفصل الاول بعنوان (يوم خسر العراقيون الدولة ولم يكسبوا الثورة فكان السقوط التربوي  ) ويبني المؤلف الفصل على وجود اشتراطات تعليمية وتربوية حديثةخرجت من الاسار العثماني يوم بنيت الدولة الفيصلي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram