صاحب احمدأسس إنسان مهد الحضارات- الإنسان السومري- الكثير ولاشك من المنحوتات والأشكال الفخارية سواء كانت آدمية او على شكل أوان وأدوات كان يستخدمها في حياته اليومية وعلى مر العصور.. تلف الكثير منها وبترت الكثير من أجزائها فقط القطع التي زججت لتخلد كقطع سيراميكية حافظت على بقائها عبر هذا التاريخ الطويل
، ولم تكن سومر لتجد أو لتكشف تزجج الأولون إلا بعد آلاف السنين قبل الميلاد، فقط كانت قطعاً من طين وبلا فخر وهو السبب في تلف الكثير من حضارة ذالك الزمان.وفي الستينيات من القرن الماضي حدثني الزميل الفنان عز الوهاب عن واحد من الخزافين في كربلاء وكنا لحظتها نتجول في أحد الأضرحة فسألته عن الفنان الذي نفذ تلك الأفاريز المليئة بالكتابات وزخارف لخطاطين عراقيين وأتراك وفرس.قال أبو العز، كما كنا نسميه: هل سمعت بالخزاف السيراميكي عبد المجيد؟ قلت: أعتقد، قال: هذا ولشدة انانيته أحرق نفسه في أتون (كوره) تحضير قطع السيراميك حتى لا يتعلم منه أحد كيفية تحضير ألوان السيراميك (التزجيج) بما فيهم أبنه.بعدها تحدثنا عن السيد جليل إبراهيم وكان نقيض عبد المجيد في عطائه كلما يملك من خبرة، وكان يطيل الشرح عن أي مادة يستحضرها الى عماله والى من يزور مشغله في مدينة كربلاء، لكن بعد فترة وفي منتصف السبعينيات أرسل في طلبه صدام حسين للعمل في قصوره في مدينة تكريت وبقي يعمل هناك لمدة سنتين او ثلاثة بعدها سافر الى إيران.وفي بداية انتمائنا الى أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد 1968 وفور قبولنا في الصف الأول كان نظام الأكاديمية يعتمد اختيار الطالب لواحد من ثلاثة أقسام (الرسم، النحت، السيراميك)، وبرغم كوننا ندرس الثلاثة أقسام في الصف الأول ليصبح التخصص من الصف الثاني للقسم الذي يختاره الطالب فاخترت أنا الرسم وحسني أبو المعالي اختار النحت وكان شكري الطيار قد سبقنا بدراسة قسم السيراميك، وكان شكري يشجعنا بأنه اختصاص يمزج بين المهارة والفطرية، وكان يومها مدرس السيراميك اليوناني فالنتينوس كرملس والأستاذ القدير سعد شاكر.يوماً حكي لي الخزاف المعروف ماهر السامرائي قائلاً: أقمت معرضاً لأعمالي في دائرة فنون الشومان- بعمان (الأردن)- وذلك عام 1999 ويوم الافتتاح حضرت امرأة حدباء أعرف بأنها زوجة الخزاف محمود طه الذي تعلم السيراميك في كلية فنون بغداد في الستينيات قالت لي: لا أريدك أن تعرض في هذه القاعة ولا في غيرها في الأردن!قلت: لا لن أعرض هنا ولا بأي مكان بالأردن وإذا رأيتني أو سمعت بذلك فيمكنك ان تشتكيني يا ختيارة....هذا هو الحال نعود إلى قراءة أعمال الخزاف عقيل مزعل التي اكتنفت أعماله تكوينات متصلة في أكثر الأحيان بالأشكال النحتية فهي أعمال امتزجت بالا مكان ز اللا انتماء، أعمال فيها شد وارتخاء ، لحمة وفراغ، ثقوب لها مخارج كما هو حال الأزقة التي تنفذ من زقاق إلى آخر ... أشكال تسود هيئتها رشاقة النساء الا متناهية الطوال... أشكال فارهة باسقة محاطة بأكسيد اللون المتنافر أحياناً والمتناغم في أحيــــــــــان اخرى. rn
في أعمال الخزاف عقيل مزعل..رؤى عقلية في صناعة يدوية
نشر في: 6 إبريل, 2010: 05:16 م