ترجمة: المدىبينما ينهمك الدبلوماسيون ورجال الأعمال والرياضيون في الدعاية عالمياً لكأس كرة القدم، قام اثنان من عمال تيري بلانش(زعيم حركة المقاومة الافريكانية) بضربه حتى الموت. وكان رد حركة المقاومة، التي انحسر نشاطها وفعاليتها، الانتقام وبدء حرب عنصرية جديدة. وفي الوقت نفسه،
اجتاز جوليوس ماليما، القائد المنشق عن الشباب، الحدود الى زمبابوي لإنشاد أغانيه التي تجمد مرحلة النضال ضد التمييز العنصري والتي اشتهر بها سابقاً ومنها،» اقتلوا البوير».ًوتنتشر في جنوب أفريقيا اليوم شعارات تهدد الدورة القادمة لكأس كرة القدم ومنها،» لقد أعلمناكم بما سيحدث»، مهددة كل من يخاطر بنفسه ويجرؤ على القدوم الى القارة السوداء. فهل وصلت الأمور في أفريقيا الى حافة الانفجار؟ وهذه الصيحات التي بدأت في جنوب أفريقيا ترددت صداها في زيمبابوي ايضاً، ملوحة بحرب دموية عنصرية.إن الآمال تجاه هذه الحالة الجديدة تنصب على نيلسون مانديللا وسحره الذي سيضع حداً لما هو آت من مشاكل، فهل سينجح في ذلك، مع ان الواقعيين في العالم يدركون جيداً ان سياسة التمييز العنصري قد انتهت واختفت آثارها في العالم، ومن المستحيل عودتها ثانية الى أفريقيا.ويتذكر الجميع ان المرحلة الحاسمة في سياسة جنوب أفريقيا كانت في عام 1994، عندما كان زعيم الحركة الافريكانية(المؤيدة لحكومة بيضاء) يمثل تهديداً للاستقرار، في تلك الأشهر التي سبقت إجراء الانتخابات الديمقراطية. وفي الأعوام الأربعة، التي فصلت مابين أطلاق سراح مانديللا وموعد الانتخابات العامة، كانت الحرب العنصرية الدموية قد وصلت ذروتها، وقد كشفت الوقائع، ان تلك الحرب كانت تنفيذاً لقوة انبثقت عن الحكومة البيضاء من اجل إشاعة الخوف والقتل وتفجير الوضع الأمني في البلاد.وفي الوقت نفسه، كان اليمين الأقصى يتربص في خلفية تلك الاحداث، ويقف في مقدمتها تيري بلانشي وحركته، عاملاً محركاً له ثقله وتأثيره، وفي المرحلة ذاتها ايضاً ازدادت مخاوف « حركة الشباب» من احتمال تحولها الى منظمة فاشستية جديدة تنضم الى العناصر المعادية للديمقراطية وتشارك في حرب أهلية.وقد تصاعدت تلك المخاوف في عام 1994. وقد حاول لوكاس مانغوبي، القائد- الدمية للعنصريين منع أنصاره من التصويت في تلك الانتخابات المقبلة.وكانت النتيجة اعلان إضراب واسع بينهم شمل حتى رجال الشرطة التابعين له، والذين كانوا معروفين بالقسوة والشدة.وفي أمل استلام السلطة، ناشد مانغوبي مساعدة جبهة الامزيكان، التابعة للجناح اليميني التي كان يترأسها الجنرال كونستاند فيلجوين وايضاً حركة الشباب.وأمست جنوب أفريقيا في انتظار حرب أهلية، وحبس المواطنون أنفاسهم بضعة أيام، حتى تم إقناع فيلجوين بالنزول عن قراره وكذلك حركة الشباب التي أرغمت على الانسحاب وهي تقتل في طريقها المواطنين في الشوارع.كانت تلك الأيام فاصلة بين الحرب والانتخابات وبين الانتقام ومواجهة الحقيقة: جاءت تلك اللحظة التي توضحت فيها الأمور، وان الانتخابات ستجرى في موعدها، ودن اعتبار لمواقف رجال من اليمين المتشدد ومنهم تيري بالنش.وكما جرت الأمر عام 1994، تتصاعد التهديدات اليوم. وعلى الرغم من ان القتلة كانوا من السود والضحية (تيري بلانش) ابيض، فان القصة ستقرأ على كونها مجرد انتقام عمال غاضبين على سيدهم القاسي. وقد تكون النهاية المؤسفة تلك، تضع حداً لحياة مضللة. ولكن الحرب الأهلية في جنوب أفريقيا لن تنشب مجدداً.عن/ الغارديان
جنوب أفريقيا: الحرب الأهلية لن تتكرر
نشر في: 6 إبريل, 2010: 05:29 م