عند جناح مميز من أجنحة المعرض الدولي للكتاب في اربيل كانت اليافطة تشير الى موقع (دار الجمل للنشر والتوزيع) فخطرت في ذهني فورا مجلة عيون التي كانت تتناقلها أيدينا في بغداد مستنسخة ايام قحط الحصار الثقافي قبل اي قحط آخر زمن نظام الاستبداد المندثر من غير رجعة، فقررت استطلاع آراء محررها وصاحب الجمل الشاعر المغترب خالد المعالي فكان هذا الحوار:
هل لك أن تزودنا بنبذة تاريخية عن عمر الدار؟ وما هي فروعها وأين مقراتها، وعدد مشاركاتها في المعارض العربية؟أسست الدار عام 1983 في مدينة كولونيا بألمانيا، كـ»منشورات الجمل للنشر والتوزيع باليد»، كل ما أملك آنذاك آلة كاتبة، وعزلة تامة. كانت الكتب أو الكتيبات تنجز بواسطة الاستنساخ والتجليد بسيط والكميات المطبوعة قليلة جداً، لا تتجاوز المئات... لم تكن لدي فكرة واضحة عن الأهداف التجارية أو الثقافية، فعملية النشر كانت مجرد عملية تعبير عن أفكار كانت تعتمل بداخلي، وأغلبها يأتي نتيجة لقراءات أو نقاشات مع أصدقاء مشردين مثلي في مختلف بلدان العالم. عملية النشر هذه أخذت تتطور وتتغيّر بمرور السنوات فقد ازداد عدد الكتب التي تنشر، أيضاً تغيّرت الكميات التي تطبع وأضحت الكتب والمجلة التي نشرتها تصل الى القراء في أماكن مختلفة، في البلدان العربية خصوصاً.. وبعد انتشار الكومبيوتر تطورت عملية النشر الى الأحسن، حتى شاركت عام 1994 في معرض الشارقة الدولي للكتاب لأول مرة، هذه المشاركة كانت عملية أساسية أدت إلى أن نعتمد الطبع في بيروت، وبهذا تحسنت عملية النشر وأضحت أكثر مهنية، أي أن الطبعات صارت تتراوح بين ألف وألفين نسخة... ويمكن اليوم اعتبار عام 1995 علامة فارقة في عمر «منشورات الجمل» حيث تحولت أغلب عمليات أنتاج الكتاب الى بيروت وكذلك بدأت عملية التوزيع منها.استمر عمل الدار في النشر والترجمة والمشاركة في المعارض العربية والدولية وتصاعد عدد الكتب التي تنشر سنويا بشكل تدريجي... وبعد محاولات تمثيل للدار في بيروت من خلال وكلاء محليين، افتتحنا لنا فرعاً خاصاً منذ عام 2007، توج هذا العمل بانتقالي شخصياً منذ عام 2008 الى بيروت حيث افتتحنا مقراً جديدا للدار في شارع الحمرا ببيروت. أما فرع بغداد فقد تم افتتاحه عام 2005 وهو نشيط جدا، في حين تحول مكتب ألمانيا الى مجرد عنوان للتوزيع.«منشورات الجمل» تشارك في جميع المعارض العربية وبعض المعارض الدولية كمعرض فرانكفورت وطهران.ما معدل انتاجها للمطبوعات شهرياً وسنوياً؟وتيرة نشر الكتب لدينا لا تعتمد الحساب الشهري، بقدر اعتمادها على التهيئة لمواسم المعارض حيث يتم طبع العناوين المقررة للنشر عادة في الصيف وحتى نهاية العام مع معرض بيروت، حيث يتباعد صدور الكتب وتخف وتيرتها، وفي هذا الموسم نشرنا سبعين عنوانا تقريباً بالإضافة الى عمليات إعادة الطبع التي لا تدخل ضمن وتيرة النشر المذكورة أعلاه.ما هي العناوين التي كان طلب الزوار عليها أكثر من غيرها؟بالطبع يهتم الزوار بشكل أساسي بـ العناوين الجديدة، دون أن يعني هذا عدم اهتمامهم بالعناوين القديمة، فالعناوين المطلوبة كثيرا خلال هذه الدورة رواية الكاتب السعودي عبده خال: «ترمي بشرر...» وهي الرواية الفائزة بجائزة البوكر العربية لهذا العام، كما انهم اهتموا كثيراً بكتاب الباحث العراقي فالح عبد الجبار: «العمامة والأفندي» وكتب الباحث الإيراني عبد الكريم سروش، وكتاب الباحث العراقي سعيد الغانمي: «حراثة المفاهيم» دون أن يفوتهم الإهتمام بالكتب الأخرى.هل هي أول مشاركة للدار أم لا، وما عدد المشاركات بالنسبة لمعرض أربيل الدولي؟ نحن نشارك للمرة الرابعة في معرض أربيل الدولي للكتاب وشخصياً أحضر للمرة الثانية خلال فترة المعرض. كيف تقيّمون مستوى المعرض في دورته الخامسة؟معرض أربيل يتطور بشكل تصاعدي، والذي حضر الدورة السابقة يمكن ملاحظة الفارق النوعي في هذه الدورة، ومن جميع النواحي، سواء تعلق الأمر بالتنظيم أم بطبيعة الجمهور. ووجهة النظر هذه يشاركني فيها عدد غير قليل من الناشرين الآخرين حسبما سمعت وعرفت. ما حجم مبيعاتكم لليوم الثالث على التوالي؟المبيعات جيدة جدا، لكن عادة يحسب المعرض بالنتيجة النهائية، لا بمبيعات الأيام الأولى وهي عادة خادعة سواء أكانت جيدة أم سيئة. وحسب التجربة فمعرض أربيل معرض مشجع وناجح ونحن كدار نشر عراقية نحرص بشكل دائم على المشاركة فيه.
الشاعر والناشر خالد المعالي: تطور نوعي في التنظيم والجمهور
نشر في: 6 إبريل, 2010: 07:22 م