اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > محمد خضير:فاصل بين ثقافة الماقبل والمابعد والجميع يتجاهل ثقافة الانهيار

محمد خضير:فاصل بين ثقافة الماقبل والمابعد والجميع يتجاهل ثقافة الانهيار

نشر في: 7 إبريل, 2010: 04:57 م

ارتبط اسم محمد خضير بفن القصة القصيرة ارتباط النخلة بارض البصرة التي صارت رمزا ومعلما لها،والنخلة لا تسافر بل تضرب عميقا في التربة وتشهق بقامتها صعدا نحو الأعالي.وبظلالها الوارفة وبتيجان من خوص نخيلها توجت البصرة نخبة من مبدعيها سواء في الشعر أو القصة ورفعتهم إلى هذا المجد وهذا العلو، وبين آونة وأخري تشرئب فسيلة وتمتد وتطول وتنتهي إلى نخلة مباركة باسقة، وكل برعم يتفتح عن وردة.
لم يسع محمد خضير إلى شهرة شخصية استعراضية بل اعتكف ساهرا مثابرا على ابداعه ومنجزه بصبر وجهد ومثابرة ولم يلتفت إلي غير ذلك وبقوة العارضة والخيال وبلغة متماسكة ذات بلاغة وانشاء مكينين كتب معظم قصصه وصنع اسلوبه المتفرد ومضي باحثا منقبا في ثنايا الواقع وتضاعيفه الذي تمثلته ذاكرته العامرة بالرؤي والتخيلات ووعت دروسه استشرافا للمستقبل من احداث ووقائع وبني اجتماعية ومراكز دافعة وأناس فضلا عن اغترافه من الميثولوجيا العراقية ما مكنه من ان يقيم (مملكته السوداء) أو يرسم صورة لمدينته البصرة أو يشيد يوتوبيا للمكان الواقعي والمتخيل في (بصرياثا) والطين العراقي يصنع الامثولات والاعاجيب. وفي النزل والخانات، في المحطات والبراري في الاماكن المعزولة والمنعزلة في الأسواق، وفي دكاكين الوراقين نراه يطل علينا بعيون صبي من صبيان معلمه (الجاحظ) أو بعيون رحالة يجوب الأمصار والمدن أو قد نصادفه (ملا) بعصا وخريطة على احد الطرق،ظاهر المدينة أو متشردا في رواية (بيكارسيكية) أو مع ابي زيد السروجي وأبي الفتح وهما يدبران مقلبا أو يرتبان حيلة وينجوان من حيلة في مقامة من مقامات البديع الهمذاني أو الحريري. فثمة صدي لالف ليلة وليلة باجوائها السحرية وحكاياتها العجيبة وشذا نسيمها الشرقي. لقد انشغل محمد خضير مدة بالتنظير للقصة القصيرةفي كتابه (الحكاية الجديدة)الذي صدر متزامنا مع مجموعته القصصية الثالثة بعد المملكة السوداء، وفي درجة 45 مئوي:(رؤيا خريف) كاشفا عن خبرته واسرار صنعته. وقد تقلد محمد خضير مؤخراً بقلادة تحمل معني الحجر الكريم ودلالته من خلال فوزه بجائزة العويس في دورتها الثامنة 2003.التقينا القاص محمد خضير وكان لنا معه الحوار التالي:بمناسبة فوزك بجائزة سلطان العويس للقصة والرواية ــ في دورتها الاخيرة 3003 ـــ كيف تلقيت النبأ وما يعني ذلك بالنسبة لابداعك؟ــ تلقيت نبأ حصولي على جائزة سلطان العويس الادبية بسرور بالغ، واقدر هذا الصنيع تقديرا عاليا، خاصة انه جاء من مؤسسة مستقلة تتمتع باحترام الأوساط الأدبية العربية لطالما فكرت في هذه الجائزة باعتبارها صلة الوصل بعالم يشهر نصوص الكاتب ويدفعها إلي التداول غير المحدود فما يتبع الجائزة لهفة التحري عن نصوص الكاتب واطلاقها في فضاء عالمي. وما يعطي جائزة سلطان العويس قيمتها التداولية وقوعها في موسم الجوائز العالمية.اضف إلي ذلك انني سالتحق بكوكبة الفائزين السابقين من الادباء العرب المرموقين بهذه الجائزة. وبعد هذا كله يخالجني شعور صادق بان الفائز الحقيقي بالجائزة هم اولئك الادباء الذين اخطأتهم الجائزة.ما اقربهم مني بأسمائهم التي اعرفها جيدا واعمالهم التي قرأتها من قريب أو بعيد.أفكر برهين المحبسينهل تطلق الجائزة سراحك، بعد ان اطلقت سراح نصوصك إلى العالمية؟ــ أفكر بأبي العلاء المعري، رهين المحبسين..ربما ستكون الجائزة محبسي الثاني بعد محبس البيت في البصرة..ترتب الجائزة ديونا جديدة ولا سبيل للسفر أو الهجرة هربا من ديونها.كتب ابو العلاء (رسالة الغفران) ليهرب من محبسيه، لكنه بعد ان طاف في اقطار السماء عاد إلي محبسه الارضي.الهجرة تضيف ديونا اخرى يصعب سدادها.خذ جبران خليل جبران مثالا اخر على المهاجر الذي عاد جثمانه ليدفن في كهف كنيسة في بلدته الجبلية (بشري) ترك ادباء عراقيون مدنهم الصغيرة وسكنوا العاصمة بغداد، أو هاجروا إلى خارج البلاد، وهم محقون بما انهم شعروا بفساد المناخ في ديارهم.لماذا اترك البصرة؟. ليست البصرة مدينة صغيرة، وانا قريب من نصوص البلاغيين والنحويين المدفونين في مقبرة الحسن البصري.هذا المحبس وهبني الفن الذي احسن صناعته، فن القصة القصيرة، ويحتاج إلي قدر كبير من التأمل والسكون.استطيع ان اقارن بين عمل القاص ومهنة الحرفي اليدوي الذي تطبع بطباع الزهد والقناعة والاعتكاف علي صفات ومزايا يتطلبها فنه.كان الشاعر ابو العتاهية فخارا.لا تحتاج نصوص القاص إلى اكثر من هامش صغير تخرج اليه بعد احتجابها في محبسه.ثم تأتي الجائزة لتطلقها إلى عالم الاخرين.النصوص تهاجر فيما ينشغل القاص بهامش محبسه.إذا كانت معظم قصصك تدور في فضاء مكاني واحد هو (البصرة) لماذا عمدت في (بصرياثا) على اسطرة واقعها الحاضر وارثها الماضي؟ــ (بصرياثا) كتاب عن مدينة حقيقية لا عن اسطورة.كتاب من طراز كتب لورنس داريل وهنري ميلر عن مدن اليونان، أو كامو عن الجزائر، أو كلود اوليه عن الجزائر، أو محمد شكري عن طنجة.لذا فهو لا يلتقي ابدا مع كتاب (مدن لا مرئية) لكالفينو كما زعم بعض النقاد.انها كتابة من الداخل، من داخل المرآة المنصوبة بين طفولة الامكنة والانهار وخراب الحاضر. رويت في هذا الكتاب حكايات التقطتها من شفاه الحكاة وزوايا الكتب وتكايا الزاهدين واسواق الوراقين.لذا فان صورة الكتاب هي صورة البصرة الكلامية والفلسفية والنحوية لقد تكلم كثيرون عن لغة الكتاب الشعرية.اظن ان هذا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالصور| تظاهرات حاشدة أمام وزارة التخطيط للمطالبة بتعديل سلم الرواتب

805 قتلى وجرحى بأعمال شغب مستمرة في بنغلاديش

مجلس النواب يعقد جلسته برئاسة المندلاوي

خبراء يحذرون: أغطية الوسائد "أقذر من المرحاض" في الصيف

القبض على 7 تجار مخدرات في بغداد وبابل  

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

مقالات ذات صلة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و
غير مصنف

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

متابعة / المدىأكد الفنان السوري علي كريم، بأن انتقاداته لأداء باسم ياخور ومحمد حداقي ومحمد الأحمد، في مسلسلي ضيعة ضايعة والخربة، لا تنال من مكانتهم الإبداعية.  وقال كريم خلال لقاء مع رابعة الزيات في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram