حاوره : يوسف المحمداوي - تصوير/ مهدي الخالدي بروفيسور في العلوم السياسية ووجدناه بروفيسوراً أيضاً فيه روح الدعابة التي يمتلكها، لأول مرة يقوم بزيارة العراق أنه الدكتور جيل كيبل رئيس دراسات الشرق الاوسط والبحر المتوسط في معهد العلوم السياسية في باريس الذي استقبلنا بمرح وود في بيت السفير الفرنسي في بغداد ليؤكد للمدى في صفحة ضيف الخميس
أن أهم الأسباب التي دعت أمريكا إلى إسقاط نظام صدام هو تغطية فشلها بالقضاء على القاعدة في أفغانستان موضحاً أن الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش حاول من خلال تلك الخطوة إعطاء صورة للناخب الأمريكي بأنه انتصر على الإرهاب ووصف كيبل منطقة الشرق الاوسط بانها أناء الازمات مضيفاً بان الصراع العربي الاسرائيلي والنفط انتجا الأنظمة الاستبدادية، وفيما يلي نص الحوار:بروفيسور في العلوم السياسية من هو جيل كيبل؟- ولدت في باريس عام 1955 وحصلت على درجة بروفيسور في العلوم السياسية واشغل حالياً مركز رئيس دراسات الشرق الأوسط والبحر المتوسط في معهد العلوم السياسية في باريس، اترأس فيه برنامج العالم العربي والاسلامي، في دراستي للدكتوراه والماجستير مرحلة التخرج في مينيتون (الريفيرا الفرنسية) وأحد مؤسسي شبكة يوروفولف ويترأسها منذ العام 2003 استاذ زائر في جامعتي نيويورك وكولومبيا لعامي 1995 ـ 1996 حاصل أيضاً على شهادات في اللغتين العربية والانكليزية وكذلك في الفلسفة وحاصل على شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية مستشار لصحف الفاينينشال تايمز، واللوموند الريبوبليكا والبياز لي مؤلفات عديدة منها ما بعد الإرهاب والشهادة/جامعة هارفارد الجهاد في الاسلام السياسي، القاعدة على لسانها، بزوغ القمر السيئ، الله في الغرب، انتقام الرب، الاسلام في فرنسا، المتطرفون الاسلاميون في مصر، جذور الراديكالية الإسلامية. هل قمتم بزيارة العراق قبل هذه الزيارة؟- هذه زيارتي الأولى الى بغداد وتأتي بمناسبة افتتاح المركز الثقافي الفرنسي، وتمثل لي إمكانية بلورة تعاون جدي في العلاقات العلمية والثقافية ما بين بغداد وباريس وكما يعلم الجميع بأن علاقتنا الثقافية والعلمية تمتد الى جذور عميقة وتعود الى بدايات القرن الماضي، وكما تعلمون أن الظروف الصعبة التي مر بها بلدكم جعلت من الصعب تنظيم وإدامة تلك العلاقات في الفترة السابقة لا سيما في مجال زيارة أساتذة فرنسيين واستقبال البعثات من الطلبة العراقيين ونحن منذ اليوم سنقوم بافتتاح أبواب هذا التعاون من جديد وإيجاد قنوات مشتركة للتبادل المعرفي بين البلدين.الفشل العسكري الفرنسي باعتباركم عضواً فيه ما هو الدور الذي سيلعبه معهد العلوم السياسية في باريس في توثيق العلاقات بين فرنسا والعراق؟ - المعهد هو جزء من المنظومة السياسية في فرنسا تأسس في اواخر القرن التاسع عشر بعد الفشل العسكري الفرنسي ضد الألمان والروس والمعهد الآن يلعب دوراً كبيراً في تدريب وتأهيل النخب السياسية والصحافية والثقافية وحتى الاقتصادية وحوالي 70% من الساسة الفرنسيين هم من خريجي هذا المعهد ومنذ 15 سنة تقريباً فتح المعهد أبوابه للطلبة الأجانب وحالياً هم يمثلون نسبة 30% من طلبة المعهد وقبل خمس سنوات قمنا بفتح فرع لدراسات الشرق الاوسط في جنوب فرنسا ويواظب فيه على الدراسة الآن طلاب من العالم العربي والغربي وبقية أنحاء العالم وطموحنا في المعهد السعي لاستقبال الطلبة العراقيين وسنستغل هذه الزيارة لتفعيل هذا الموضوع بالاتفاق مع الجهات العراقية لا سيما بعد الاستتباب الأمني الحاصل في بلدكم.نقص الروح الوطنية نرى أن هناك تدخلاً فرنسياً واضحاً في حل الازمة اللبنانية لكن لا نراه واضحاً في العراق. - لدينا لقاءات واجتماعات مع باحثين وأساتذة في العلوم السياسية من العراقيين والفرنسيين وعند المقارنة بين الوضع العراقي واللبناني نجد هناك توازناً صعباً بين الطوائف والعقد الوطني في لبنان وفي العراق وبعد رحيل النظام الاستبدادي فيه تولدت رؤية جديدة لتعددية الديمقراطية وكيفية تنظيم هذه التعددية من قبل مكونات الشعب مع مراعاة المصلحة العامة وجعل المصلحة الوطنية فوق كل شيء ولدي في المعهد طالبة دكتوراه تناقش برسالتها حول حزب الله، الروح الوطنية عند اللبنانيين فالبعض منهم يقول أنا ماروني وبالنسبة لي لبنان أيضاً مهم، والآن يقول أنا سني ولبنان يهمني نوع ما والثالث يقول أنا شيعي ومع ذلك أنا من لبنان، ولكن في العراق اعتقد بان الروح الوطنية لها اعتبارها على الرغم من الظروف التي مر بها البلد وأوروبا وكذلك فرنسا موجودة في العراق من حيث التمويل والمشاركة في البناء وكذلك المشورة.العلاقات الشيراكية العراقية لماذا لم نشهد مثل هذا التقارب الفرنسي العراقي من قبل؟ - الثقافة الفرنسية لم تكن منتشرة في العراق وكما قلت أن العراق كان يشكل مع الاتحاد السوفياتي تحالفاً قوياً في المنطقة وكانت لديه الرغبة في إقامة تحالف مع فرنسا وكذلك له نوع من العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية وبالنسبة لفرنسا أن الحلف مع العراق يشكل محوراً من محاور السياسة الخارجية الشيراكية العراقية وهي علاقات وفق مصلحة البلدين ومع نهاية الغزو الصدامي للكويت كانت إمكانية التوافق مع العراق بالنسبة لفرنس
البروفيسور الفرنسي جيل كيبل:الصراع العربي الإسرائيلي والنفط أنتجا الأنظمة الاستبدادية
نشر في: 7 إبريل, 2010: 07:36 م