بغداد /المدى ما ان يعلن بدء مفاوضات بين كتلتين أو أكثر ، حتى تتناقل وسائل الاعلام نبأ اخفاق أو انهيار محاورات بين كتل كانت تقول الى وقت قريب ان القواسم المشتركة بينها اكبر من خلافاتها . وعلى هذا الايقاع الذي استمر وما زال مستمرا منذ الايام التي سبقت انتخابات السابع من آذار حتى اللحظة ،
تتحرك في الجانب الآخر تحالفات وتفاهمات من نوع خاص غرضها اجهاض العملية السياسية الديمقراطية في البلاد . لكن المفاجأة التي صدمت الجميع هي تفجيرات الاثنين والثلاثاء المنصرمين والتي استهدفت في المرة الاولى بعض السفارات العربية والاوربية ، فيما استهدفت تفجيرات الثلاثاء مبان سكنية في اكثر من منطقة في بغداد ذهب ضحيتها العشرات بين شهيد وجريح. ومسلسل العنف الاجرامي الذي انطلق بعد الشد السياسي بين اطراف فائزة ومشاركة في العملية السياسية ، مرشح له ان يتصاعد باعتراف قيادات سياسية مؤثرة في المشهد السياسي العراقي . اياد علاوي زعيم قائمة العراقية التي حصلت على اكبر عدد من مقاعد البرلمان المقبل " 91 مقعدا " صرح لاحدى الفضائيات العربية قبل حدوث التفجيرات بان اعمال العنف ستنبثق ثانية وتتصاعد ، وكان قد سبقه المالكي رئيس الوزراء ورئيس ائتلاف دولة القانون قبل الاعلان النهائي لنتائج الانتخابات ، في توقعه اعمال عنف فيما اذا جرت محاولات تزييف الانتخابات . وبعد تفجيرات الاثنين والثلاثاء اعاد علاوي تأكيده على تصاعد اعمال العنف وقد جاء ذلك في تصريح له نقلته وكالة اسوشيتد برس " ان تنظيم القاعدة والجماعات المسلحة تراقب عن كثب محاولة عرقلة العملية الديمقراطية في العراق ولهذا صعدت من هجماتها في الفترة الاخيرة " فيما قال المالكي بعد التفجيرات الارهابية " ان القوات المسلحة والاجهزة الامنية ستضاعف اجراءاتها لمواجة الارهابيين " واضاف المالكي لراديو دجلة " ان الجرائم التي ارتكبها الارهابيون واعوانهم تشير بوضوح الى طبيعة الاهداف والمخطط الذي يراد تحقيقه " ورغم حملات الادانة الواسعة النطاق لهذه الجرائم الا ان الجو السياسي العام يؤشرالى مزيد من التوتر والشد السياسيين . فعلى مستوى الحوار المفاجئ بين التيار الصدري ، احد المكونات الرئيسة في الائتلاف الوطني العراقي وائتلاف دولة القانون برئاسة المالكي ، فقد نقلت وكالة "واخ" عن مصدر في التيار الصدري مقرب من السيد مقتدى الصدر ، ان المفاوضات بين الطرفين قد انهارت ووصلت الى طريق مسدود بعد ان رفض ائتلاف دولة القانون الشروط التي وصفها بالتعجيزية ومن ابرزها مطالبة التيار الصدري بوزارتي النفط والداخلية " بحسب الائتلاف " فيما قال مصدر للوكالة نفسها ان انهيار المفاوضات جاء بعد تلقي التيار الصدري اشارات من القائمة العراقية بامكانية قبول اكثرية شروط التيار. من جهتها شكلت القوى الكردية وفدا موحدا لقيادة مفاوضاتها مع الكتل الاخرى ، تحت شعار مشاركة الجميع ، وربما بما في ذلك القوائم التي لم تحصل على اي كرسي ، لغرض لملمة البيت العراقي وترتيبه للخروج من الازمة . والقوى الكردية ربما تكون الوحيدة التي اعلنت اشتراطاتها حتى الآن وهي التمسك بالدستور وما تضمنه من احترام لحقوق الاكراد وتطبيق المادة 140 والانتهاء من ملف المناطق المتنازع عليها . وأكد رشيد العزاوي القيادي في جبهة التوافق انه " حتى القوائم غير الفائزة هي مشتركة في الحوارات وهذا من حقها " . وفيما يجري الحديث عن الطاولة المستديرة التي دعا اليها الائتلاف الوطني العراقي ، المح قيادي بارز في ائتلاف دولة القانون " حسب موقع العالم " الى احتمال مقاطعة الاجتماع الذي يتوقع ان يدعو اليه رئيس الجمهورية جلال طالباني في اي لحظة " ، ولو حدث هذا فعلا فان مزيدا من التعقيد سيلقي بظلاله على المشهد السياسي العراقي مما يستدعي اعادة النظر مرّة اخرى بالتحالفات الممكنة ، وهذا ربما لايتحمله الواقع السياسي العراقي .وقد اشارت اطراف من بينها المجلس الاعلى والتحالف الكردستاني الى عزمهما تنظيم لقاء موسع يجمع قادة الكتل بما في ذلك اياد علاوي رئيس القائمة العراقية ونوري المالكي، وفيما يعتقد بعض السياسيين ان لقاء الغريمين لايحتاج الى اي وساطة ، قالت مصادر مطلعة رفضت الكشف عن اسمها ان لقاء علاوي والمالكي ان حصل فأنه على اكثر احتمال سيكون لقاء لجس النبض !وعلى هذه الارضية زار وفد من ائتلاف دولة القانون "حسب وكالة انباء الاعلام العراقي" كتلة الاحرار وبحث مع المسؤولين فيها امكانية عقد شراكة بين الطرفين ، وقال الامين العام للكتلة لوكالة الاعلام العراقي " امير طاهر الكناني " ان الكتلة مستمرة في مفاوضاتها مع جميع القوائم العراقية لايجاد صيغة مشتركة لانتخاب رئيس الوزراء . وفي نفس السياق ، قال مستشار رئيس الجمهورية فخري كريم في مؤتمر صحفي بعد زيارته المرجع الاعلى السيد السسياني في النجف الاشرف " ان المرجعية تؤيد مشاركة جميع الاطراف في الحكومة المقبلة ، واضاف كريم ، ان السيد السستاني أكد ان المرجعية لاتتدخل في السياسة وانها تقف على مسافة واحدة من
الـطـاولـة المستديـرة بـانتـظار المـالكي وإشارات من العراقية للتيار الصدري
نشر في: 7 إبريل, 2010: 08:02 م