نــــورا خــالــدتصوير/ سعدالله الخالدياحتفت صباح امس (المدى) بيت الثقافة والفنون في شارع المتنبي وسط حضور كبير ملأ القاعة، بالقاص الكبير محمد خضير، الذي يتبوأ مكانة مهمة في تاريخ السردية العراقية والعربية، وتحدث في الحفل الذي أداره الشاعر والإعلامي محمد درويش علي، عدد من النقاد أضاؤا جوانب كبيرة من أدبه وبدأ الاحتفال بكلمة لمقدم الحفل:
نحييكم ايها الحضور الكرام ونرحب بكم تحتفي (المدى) بيت الثقافة والفنون برمز من رموز القصة العراقية الا وهو القاص الكبير محمد خضير الذي كتب خمس مجاميع قصصية وكتاباً سردياً وضعه النقاد خارج التجنيس الأدبي ورواية واحدة، واستطاع من خلال كتبه أن يؤسس عالماً خاصاً به ويؤثر في الكثير من القصاصين.علامة مهمة في السردية ثم تحدث الناقد والشاعر علي حسين الفواز قائلاً: أصدقائي الأعزاء الحديث عن محمد خضير يقودنا دائماً الى الحديث عن مناطق عميقة جداً في الأدب العراقي وربما يقودنا إلى الحديث عن حلقة مهمة من حلقات التجزيء في تاريخ هذا السرد العراقي فمثلما يتحدث الكثيرون عن التجديدات التي حدثت في الستينيات حينما يتعاطفون مع الشعر ويعتقدون أن ثمة ثورة ثانية حدثت في الستينيات حينما انحنت التجربة الشعرية على التجزيء العالي وعلى المغامرة العالية والانفتاح العالي اعتقد أن محمد خضير هو واحد من جيل مهم أنعطف بالتجربة السردية العراقية على مستوى الكتابة القصصية إلى منطقة التجريب، هذا التجريب المنظم التجريب الممنهج، التجريب الذي جعل من محمد خضير علامة مهمة في التاريخ السردي البعض يتحدث عن محمد خضير خاصة في انشغالاته الأخيرة برغم أن محمد خضير منذ مجموعته الأولى (المملكة السوداء) قد اشر لنفسه مكانة خاصة في المكان السردي العراقي باعتبار أن هذه المجموعة لا بد من انها تمثل صدمة في نمط الكتابة أي ربما هي تنتمي إلى تماثلات الكتابة والتي بدأت في التجريد السردي لكن محمد خضير عندما اختار عنوان (المملكة السوداء) هو حمل هذا العنوان الكثير من النتاجات والكثير من التوظيفات، الكثير من الاستراحات واعتقد ان هذه المجموعة فعلاً شكلت منعطفاً مهماً  في تاريخ  السرد العراقي، سأتحدث فقط عن المراحل الأخيرة من كتابات محمد خضير والتي اجد أنها تمثل ثورة مفتوحة في الكتابة السردية العراقية والعربية لأن محمد خضير لم يكتب بمعنى دقيق عن المدينة المتخيلة إنما كتب عن مدينته، وعن بصرياتها وغيرها، عن أن هناك مدينة متخيلة يبحث عنها محمد خضير أنا بتقديري محمد خضير هو الذي سحب المدينة الواقعية إلى منطقة التشفير الكامل، وهذا التشفير هو دليل على قوة انشغال محمد خضير في توظيف الدلالة المكانية.دائماً يتجاوز ما يكتبهالحديث عن القاص الكبير محمد خضير يحتاج إلى وقت إضافي لأنه اسم استثنائي في تاريخ السرد العراقي، محمد خضير منذ ان بدأ في الستينيات قاصاً يكتب القصة القصيرة كان دائماً يحاول أن يتجاوز ما قدمه في مرحلة سابقة، ولهذا أنا أعتبر أن محمد خضير في كل جهد يبحث عن اشكال جديدة عن بنى جديدة هو لا يحاول أن يكرر او يجتر تجربة محددة كما قلنا منذ (المملكة السوداء) نجد اشتغالاً مهماً على مستوى الصياغة السردية على الرغم من أنه بدأ في الستينيات لكنه كان يحلق وحيداً خارج السرب الستيني الذي كان منشغلاً بمظاهر تجريبية وربما شكلية أحياناً إلى حد كبير لم نستطع التجربة القصصية الستينية على سبيل المثال أن تؤكد هذا الحضور الذي أكدته حركة التجديد الشعري الستيني مع ذلك ظل محمد خضير بعيداً عن هذا المتن الستيني بعيداً عن  هذه التوصيفات لكنه استطاع ان يتواصل في تجربته ليكون صوتاً عابراً لكل الأجيال بدءاً منذ الستينيات أو ربما قبل جيل الستينيات بقليل عندما نشر قصة في مجلة المثقف عام 1962 كما أعتقد وتواصل حتى الآن مؤكداً قدرته على التجديد في كل المجاميع التي قدمها تكتشف باستمرار وجود بنية فنية جديدة سواء على مستوى القصة القصيرة أو على مستوى الرواية أو على مستوى الحكايات فالنص الذي كان يكتبه هو نص مفتوح يعني لا يتقيد بجناسيات محددة دائماً يحاول أن يكتشف فضاءات جديدة مثلاً في السبعينيات أكتشف مسألة الحكاية واشتغل على هذه القضية بشكل صريح وأعاد الكثير من القيمة لبعض الأصوات السردية التي أصبحت غير مستخدمة مثل استخدام ضمير المتكلم بطريقة تبدو كأنها جزء من الراوي العلمي. هذا بالتأكيد من كتابات بورخس وتجريبيته وكذلك من هذه النزعة الفنطازية أو الغرائبية التي وجدناها في أدب أمريكا اللاتينية.كانت الكتابة لديه تعتمد على الاقتصاد اللغوي الكبير، وهذا يذكرنا بتجربة الروائي الكبير  ارنست همنغواي، لم يكن يبذخ في نثر الأوصاف والكلمات، كانت الكلمة محسوبة تمتلك موقعاً محدداً. rnعندما يتحول النص البصري إلى موضوع بعد ذلك تحدث الفوتوغرافي  كفاح الأمين قائلاً هذه العلاقة الواضحة بين الصورة واللغة كانت في السابق كما أزعم علاقة السيد بالعبد، كانت اللغة هي السيد والصورة هي العبد، ولم تستطع أن تكون متحررة إلى السنوات الخمسين  الأخيرة عندما تحول النص البصري إلى موضوع تجاوز حد الكلام باشتغالاته لذلك نجد الآن  مبيعات الكتب العالمية هي الكتب التي تشتغل على التاريخ كمكان ولا نجد المكان ألا