TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كلام ابيض :متعة التسوق

كلام ابيض :متعة التسوق

نشر في: 10 إبريل, 2010: 04:58 م

جلال حسن ما يفسد متعة التسوق في الاسواق الشعبية فوضى عربات نقل البضائع الصغيرة والمتوسطة ، والازدحامات الشديدة ، والصياح غير المبرر . بسطات ، وهياكل حديدية ،وخشبية ، و(جنابر) تننشر بطريقة عشوائية ، وبجانبها مكبرات آلية للصوت  تعيد نداء البائع بطريقة صارخة ومعادة ومملة ، للترويج عن البضاعة  التي امتلأت بها البسطة .
 وعلى طول شارع الجمهورية  الممتد من  ساحة الوثبة  الى ساحة الرصافي  بعد غلق منفذيهما بالقطع الكونكريتية ، امتلأت على جانبي الطريق أكشاك من بضائع جميعها مستوردة  ،خصوصا الملابس الرجالية والنسائية والولادية والاجهزة الكهربائية  بانواعها والانشائية والعدد اليدوية، والاغذية والعطور والمنظفات  والاكسسوارات  ، وكل ما تحتاجه الاسرة العراقية حتى تصل الى بيع الخضروات والطرشي ولا يوجد شيء محلي غير بيع اللبن وشوايات السمك المسكوف ، ومصائد الفئران .ويبدأ الازدحام  اشده من منفذ دخول الشورجة وبطريقة خانقة  ، وصولا الى شارع الرشيد برائحة  التوابل والبخور والمطيبات  المعطرة بالفواكه حتى يسار السوق العربي  عند بورصة الملابس  مخترقا  محلات الاجهزة الكهربائية الصيفية والشتوية  ، واحدث اجهزة المرئيات والصوتيات  و(اللنكات) ولا تسمع غير صياح اصحاب العربات بكلمة ( بالك ) ، اما اذا  لم ينتبه المتبضع  لتحذير الصوت فانه  لا يحس الا و رجليه تحت اطار العربة او خدش في بنطاله من براغي ومسامير العربة البارزة  بدون اي اعتذار !بجانب كنيسة( ام الاحزان ) ومن الجهة المقابلة للسوق العربي وقفت شاحنات  طويلة تفرغ حمولتها من بضائع مستوردة ،واخرى لشحن البضائع الى باقي المحافظات في كراجات صغيرة تسمى النقليات لا تستوعب كمية البضائع المحملة  وليس هناك وقت محدد للتفريغ أوالتحميل ما يحدث ارتباكا في حركة السابلة وتقاطر عربات النقل الى هذه الاماكن . المتبضع الذي يروم دخول السوق العربي يتفاجأ بان اصحاب المحلات والتي صممت بطابقين يجد نفسه في فسحة ضيقة لا تتحمل مرور شخصين لان اصحاب المحلات  يعرضون بضائعهم على هذه البسطات او يؤجروها بمبالغ خيالية لبعض الباعة   وترك البعض المحلات كمخازن . المواطن ومن الذي يريد ان يأخذ حريته بالتبضع واختيار المناسب  فانه يجد نفسه في مهمة شاقة  ومتعبة ، قد نحلم جميعا بايجاد( مولات) نظامية وجميلة  وفيها عربات  فضية صغيرة من التي تمسكها ربات البيوت لتضع فيها ما ترغب به ولكن حدودها الى  المحاسب او الى  السيارة لتسهيل مهمة جمع البضائع  بعدها ترجع  بهدوء  الى المحل بدون كلمة (دير بالك) .jalalhasaan@yahoo.com

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram